آخر الأخبار

محللون: رد حماس أعاد صياغة خطة ترامب والأمور لا تزال معقدة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

تسود حالة من الغموض بشأن مستقبل وقف إطلاق النار الذي يجري العمل على التوصل إليه في قطاع غزة بعدما أبدت المقاومة قبولا بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب دون الحديث صراحة عن البنود المتعلقة بتسليم السلاح.

فقد سارع ترامب للترحيب برد حماس وطالب إسرائيل بتعليق العمليات العسكرية في مدينة غزة فورا، لكنه ما لبث أن هدد بأنه لن يقبل بأي تلكؤ في تنفيذ الاتفاق.

ونزع رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فتيل الأزمة التي أشعلها إعلان ترامب والذي وصفته وسائل إعلام غربية وإسرائيلية بأنه أحادي الجانب ولا يمكن اعتباره مسارا للسلام، لكنه في الوقت نفسه سكت عن الأمور التي يمكن القول، إنها الأكثر جوهرية في الاتفاق.

صحيح أن القيادي في الحركة موسى أبو مرزوق قال للجزيرة، إن المقاومة لا ترفض تسليم السلاح، لكن تعتبره شأنا داخليا يجب بحثه في البيت الفلسطيني وتسليمه سلطة وطنية يتم التوافق بشأنها.

لكن هناك من يقول، إن الولايات المتحدة وإسرائيل تتعاملان مع هذا البند تحديدا على أنه غير قابل للتفاوض وإن أي تفاوض بشأنه يعني عودة الحرب مجددا.

ومن المقرر أن تبدأ مناقشة آليات تنفيذ الاتفاق يوم الاثنين، في مدينة شرم الشيخ المصرية بمشاركة وفود من كافة الأطراف، وقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو، أن التفاوض لن يستغرق إلا أياما.

كما أكد نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – أن نزع سلاح حماس سيتم خلال المرحلة الثانية من الاتفاق أو من خلال القوة العسكرية، مؤكدا أن قواته لن تغادر القطاع قبل تنفيذ الخطة التي تحقق أهداف الحرب.

تهدئة المنطقة

واتخذت الأمور منحى متصاعدا خلال الأيام الأخيرة حيث وضع المقترح الذي أعلنه ترامب من واشنطن، وهو يقف إلى جانب نتنياهو، المنطقة كلها على حافة بركان، كونه مثل انقلابا كاملا على ما تم الاتفاق عليه مع قادة عرب ومسلمين، كما يقول الخبير في سياسات الشرق الأوسط الدكتور محجوب الزويري.

إعلان

بيد أن حماس خرجت بردها على المقترح من عنق الزجاجة الذي وضعها فيه ترامب عندما حاول رهن وقف الحرب في غزة بترتيبات أوسع في المنطقة، حسب ما قاله الزويري خلال برنامج مسار الأحداث.

فالرد الذي أصدرته الحركة أعاد الحديث عن غزة كقضية منفصلة وبدد كثيرا من الظلال القاتمة التي سيطرت على المنطقة بعد إعلان ترامب، الذي يعتقد الزويري أنه تلقى -بعد إعلانه- سيل توضحيات من بعض قادة المنطقة.

لذلك، فقد انحصرت رغبة الولايات المتحدة حاليا في مسألة استعادة الأسرى ووقف الحرب وانسحاب إسرائيل من القطاع، بينما تراجع الحديث عن بقية البنود بشكل كبير، كما يقول الزويري.

وكان نتنياهو يحاول استنساخ النموذج اللبناني في غزة بالتعديلات التي أدخلها على الاتفاق، بيد أن رد الحركة ومواقف دول المنطقة التي بدت واضحة -برأي المتحدث- أخذت الأمور إلى مسار آخر حتى الآن على الأقل.

أمور أساسية

فالحديث الجاري عن إطلاق سراح الأسرى ووقف الحرب يعطي كل طرف من الطرفين شيئا مما يريد، في حين يظل حديث نتنياهو عن نزع سلاح حماس بالقوة فارغا ما لم يجد دعما من ترامب، برأي الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى.

أما حديث نتنياهو فهو موجه إلى اليمين الإسرائيلي الذي يريد إقناعه بأنه سيحصل على الأسرى أولا وبعدها تصبح كل البنود قابلة للتفاوض، رغم أنه يعرف صعوبة عودته للحرب مجددا، برأي مصطفى.

فإسرائيل، كما يقول مصطفى، تتحدث الآن عن اتفاق من مرحتلين، الأولى تتعلق باستعادة الأسرى والثانية تتعلق بمستقبل غزة بعد الحرب، وهي مرحلة سيدخلها نتنياهو خاضعا لما يريده ترامب بشكل كامل.

واستدل مصطفى على صعوبة العودة للحرب مجددا بأن نتنياهو عطل هدنة الشهرين التي طرحتها الولايات المتحدة لأنه كان يعرف أن الوضع الدولي والإقليمي لن يسمح له باستئناف القتال، وهو ما يعرفه الآن أيضا، برأي مصطفى.

وعليه، فإن ما قاله نتنياهو ليس إلا محاولة للخروج من حالة الحرج التي وضعته فيها حماس ثم زادها ترامب بقبوله بيان الحركة، ومن ثم فإنه حريص -كما يقول المتحدث- على تقليص مدة التفاوض لعله ينجح في إيجاد خلاف يمكّنه من إقناع ترامب بأن حماس تراجعت عن موقفها.

عودة الحرب مطروحة

بيد أن المحلل في الحزب الجمهوري أدولفو فرانكو، يرى أن سكوت حماس عن مسألة نزع السلاح لا يعني إخراجها من الاتفاق وإنما يعني اعترافها بأنها "مسألة غير قابلة للنقاش".

وعلى هذا الأساس، فإن رد حماس -من وجهة نظر فرانكو- ليس إلا اعترافا بهزيمتها وانتصار إسرائيل، لأن أي محاولة لمناقشة أي بند من البنود تعني أن إسرائيل ستعاود الحرب بدعم من الولايات المتحدة.

فالقضاء على حماس سياسيا وعسكريا كان هو هدف الحرب الأساسي وليس استعادة الأسرى، كما يقول فرانكو، الذي أكد أن الحديث حاليا يدور حول وقف إطلاق النار وليس عن إنهاء الحرب التي لا يمكن إنهاؤها دون انتصار إسرائيل بشكل كامل.

ويختلف الزويري مع هذه السردية بقوله، إن الدول العربية أبدت تحفظا على ما أعلنه ترامب، وإن هذا يعني أنها قادرة على التحرك في هذا الملف، ومن ثم فإن ما يقوله فرانكو يتماشى مع سردية نتنياهو التي تحاول تصوير إسرائيل منتصرة بأي شكل.

إعلان

لكن الزويري ومصطفى يتفقان على أن الأمور لا تزال معقدة وأن شيطان التفاصيل لا يزال حاضرا بعدما تبين أن شخصا وحيدا في العالم هو دونالد ترامب الذي يمكنه وقف الحرب.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا