في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
مدريد- وكأن الحضور كان إلزاميا لكل من اعتاد الخروج للاحتجاج على الإبادة الجماعية في غزة، فصوت الهتافات بدا، السبت، مألوفا في "باسيو ديل برادو"، أحد الشوارع المركزية في العاصمة الإسبانية مدريد، والذي احتشد فيه عشرات الآلاف، وكرروا الهتافات ذاتها التي داوموا على رفع أصواتهم بها منذ اندلاع الحرب في غزة قبل عامين.
فقد صدحت حناجر آلاف الإسبان اليوم بهتاف "من البحر إلى النهر.. فلسطين حرة"، و"هذه ليست حرب.. هذه إبادة"، و"نتنياهو.. مجرم حرب"، وغيرها العشرات من التعابير التي كانت حاضرة أيضا في عشرات المظاهرات بأنحاء إسبانيا اليوم.
وأكدت "الشبكة الإسبانية ضد احتلال فلسطين" (ريسكوب) وهي المنظمة الرئيسية للمسيرات اليوم، أن عدد البلديات الإسبانية التي أكدت مشاركتها بفعاليات احتجاجية بلغت 80 بلدة إسبانية.
وفي كل مرة كانت الجزيرة نت، تسأل فيها أحد المشاركين عن دافعه لحضور هذه المظاهرة، تبدو علامات الاستغراب بادية على محياهم، ليجيبوا بأمر أجمعوا عليه، إنهم لا يملون من إدانة الإبادة الجماعية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في غزة ويطالبون بوقفها، وأنهم يطالبون بلادهم بقطع كافة العلاقات مع إسرائيل.
أكدت الأمينة العامة لحزب بوديموس، إيوني بيلارا، في حديثها للجزيرة نت، أنهم موجودون في الشوارع اليوم لمطالبة الحكومة الإسبانية بـ"قطع كافة العلاقات مع مرتكبي الإبادة الجماعية" مؤكدة أن العلاقات مع إسرائيل بقيت على حالها طوال الـ 23 شهرا الماضية.
وأضافت بيلارا أنهم يطالبون الحكومة أيضا بالعمل على الإفراج عن أكثر من 50 ناشطا وناشطة إسبانيين كانوا ضمن المشاركين في أسطول الصمود العالمي ، "واختطفتهم دولة إسرائيل الإرهابية بشكل غير قانوني" حسب وصفها.
وذكرت في حديثها أن بعض الناشطين المعتقلين قد شرعوا بالإضراب عن الطعام، وهو ما يعرض صحتهم للخطر، وتقول "لقد قاموا بما كان ينبغي على الحكومات الغربية فعله منذ زمن".
ووجهت الأمينة العامة للحزب ذي التوجه اليساري المعارض للحكومة، خطابها للحكومات الأوروبية أيضا، وطالبتها بإدانة "الاختطاف غير القانوني" لناشطي الأسطول، وتوضيح مصطلح "إرهاب الدولة".
من جهتها أعادت لاورا فيري، وهي عضو مشارك في "الشبكة الإسبانية ضد احتلال فلسطين"، التأكيد على مطلبهم الواضح بقطع كافة العلاقات الإسبانية الإسرائيلية، بما في ذلك تجارة الأسلحة.
وقالت فيري في حديثها للجزيرة نت، إن "إسبانيا اتخذت خطوات شجاعة ضد الإبادة الجماعية، وهو أمر جدير بالتقدير، لكن هذه الخطوات غير كافية"، مؤكدة أن وجودهم في الشارع يأتي بسبب أن "الدولة التي ترتكب الإبادة الجماعية لا تزال مستمرة بجرائمها"، وقالت إن التضامن مع فلسطين مستمر إلى حين توقف الإبادة.
شهدت المظاهرة الحاشدة مشاركة واسعة من مختلف الأطياف والفئات العمرية، فإضافة لمشاركة سكان مدريد نفسها، حرصت العديد من التنظيمات والمجموعات التطوعية والأحزاب السياسية إبراز حضورها ورفع لافتاتها في الشوارع.
من جهتها قالت رئيسة الجالية الفلسطينية في مدريد سائدة غضية، أن أفراد الجالية وفلسطينيي الشتات يقفون مع الشعب الإسباني في مطالبه للحكومة الإسبانية ببذل وسعها لوقف الإبادة في غزة.
وقالت غضية، إن وجودهم في الشارع يأتي من باب مساندتهم أبناء شعبهم ووقوفهم معهم ضد ما يتعرضون له من جرائم، مؤكدة استمرار احتجاجاتهم ما دام الاحتلال مستمرا.