آخر الأخبار

ختام مؤتمر الإغاثة.. دعوات لفتح الممرات الإنسانية وإنهاء الحرب كمدخل لمعالجة الكارثة

شارك

كتب: حسين سعد

اختتم مؤتمر الإغاثة والعمل الإنساني في السودان أعماله، الأحد ٢١ديسمبر ٢٠٢٥م الذي نظمته مجموعة من الشخصيات والخبراء والمهتمين بالشأن الإنساني، واستمر على مدى ثلاثة أيام خلال الفترة من 19 إلى 21 ديسمبر 2025م، بمشاركة واسعة من أكاديميين وخبراء في العمل الإنساني، وإعلاميين، وممثلين لمبادرات ومنظمات المجتمع المدني.

وناقش المؤتمر، عبر جلسات حوارية وأوراق علمية متخصصة، الأبعاد المختلفة للأزمة الإنسانية المركبة التي يعيشها السودان في ظل الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، مع التركيز على سبل الاستجابة الفاعلة، وتعزيز التنسيق بين الفاعلين الإنسانيين، وتطوير سياسات إنسانية قائمة على الحقوق والاحتياجات الفعلية للمتضررين.

واستُهل برنامج المؤتمر بعرض فيلم وثائقي عكس الحجم الكارثي وغير المسبوق للأزمة الإنسانية في السودان، قبل أن تلقي الأستاذة هيام هاشم الكلمة الافتتاحية، التي أكدت أن المؤتمر يمثل جهداً صادقاً لتوحيد المبادرات وحشد الموارد، ويعكس روح التكامل والتضامن في مواجهة مأساة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم.
وشهد المؤتمر تقديم ومناقشة عدد من الأوراق المهمة، أبرزها ورقة حول تداعيات انهيار النظام الصحي وسبل دعم الخدمات المنقذة للحياة، قدمها الدكتور حمدان مصطفى حمدان والدكتورة أديبة إبراهيم السيد، وورقة عن أوضاع النساء في زمن الحرب والانتهاكات المتعددة التي يتعرضن لها، قدمتها الأستاذة شادية عبد المنعم. كما ناقش المؤتمر إعادة النظر في آليات المساعدات الإنسانية في السودان عبر ورقة قدمها الدكتور محمد خالد والأستاذ أحمد الطاهر.

وتناولت ورقة المجاعة والعون الإنساني، التي قدمها الأستاذ ضياء الدين محمد أحمد، تشخيصاً شاملاً لجذور الأزمة وآفاق الاستجابة الوطنية والدولية، فيما سلطت ورقة أوضاع النازحين واللاجئين السودانيين، التي قدمها المهندس كمال عمر، الضوء على التحديات القانونية والإنسانية داخل البلاد وخارجها. كما ناقشت أوراق أخرى قضايا فقر الطاقة وعلاقته بالأمن الغذائي، والزراعة والسيادة الغذائية، ودور الإعلام في العمل الإنساني وإيصال الإغاثة ورفع الوعي، قدمها الصحفي حسين سعد.

واستمع المؤتمر كذلك إلى مداخلات حول تجارب تدخلات إنسانية ميدانية، وأكد المشاركون أهمية عقد ورش متخصصة لاحقاً، وتقديم ورقة خاصة بالتعليم، مع إصدار أوراق المؤتمر في كتاب أعمال خلال الفترة المقبلة.
وفي ختام أعماله، شدد المؤتمر على ضرورة استمرار التشاور والعمل المشترك لتحويل مخرجاته إلى برامج عملية وتوصيات قابلة للتنفيذ، ورفعها إلى الجهات الوطنية والإقليمية والدولية ذات الصلة، إسهاماً في تخفيف معاناة الشعب السوداني والدفع نحو سلام عادل ومستدام.

وأكدت التوصيات على تبني مقاربة إنسانية قائمة على الحقوق، وتعزيز التنسيق بين الفاعلين المحليين والدوليين، ودعم المبادرات المجتمعية، وإيلاء اهتمام خاص بقضايا النساء والأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة. كما دعت إلى دعم الإعلام المهني، وفتح الممرات الإنسانية، وضمان وصول المساعدات دون عوائق إلى جميع المحتاجين.
وشدد المؤتمر على أن إنهاء الحرب يمثل المدخل الحقيقي لمعالجة جذور الكارثة الإنسانية، داعياً إلى توثيق الانتهاكات وتقديمها للمحاكم المحلية والدولية، وتعزيز مشاركة النساء في صنع القرار وعمليات السلام، إلى جانب زيادة التمويل الإنساني، وتحسين استجابة الأمم المتحدة، والضغط من أجل إدراج السودان ضمن أولويات العمل الإنساني الدولي.

كما طالب المؤتمر بتوفير الحماية وفق المعايير الدولية للاجئين والنازحين، والاعتراف بالسودانيين كلاجئين لا كملتمسي لجوء، ووقف الترحيل والملاحقات، والتحرك العاجل لمعالجة أوضاع اللاجئين في معسكر كرياند ونقو بيوغندا وتشاد، ودعم إعادة التوطين والعودة الطوعية، بما يسهم في تخفيف واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخ السودان الحديث.

مدنية نيوز

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا