آخر الأخبار

تنفيذا لأوامر ترامب.. مطاردة ناقلة نفط ثالثة قرب فنزويلا

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

لقطة لناقلة النفط الخام " سنتشاريز"، التي كانت آخر مرة راسية في فنزويلا، أثناء قيام خفر السواحل الأمريكي باعتراضها في 20 ديسمبر/كانون الأول 2025.صورة من: US Secretary of Homeland Security Kristi Noem's X account/AFP

قال مسؤولون لرويترز أمس الأحد (21 ديسمبر/كانون الأول 2025) إن خفر السواحل الأمريكي يتعقب ناقلة نفط في المياه الدولية قرب فنزويلا ، وذلك في ثاني عملية من نوعها خلال يومين، والثالثة في أقل من أسبوعين في حال نجاحها. وحددت وسائل إعلام أمريكية هوية السفينة التي تجري مطاردتها الأحد بأنها ناقلة النفط "بيلا 1" الخاضعة لعقوبات أمريكية منذ عام 2024 بسبب صلاتها بإيران وحزب الله.

وقال مسؤول أمريكي "يلاحق خفر السواحل الأمريكي سفينة تابعة لأسطول الظل... وهي ضالعة في تحايل فنزويلا على العقوبات" مضيفا أنها "ترفع علما زائفا وتخضع لأمر احتجاز قضائي". وذكر مسؤول آخر أن الناقلة تخضع للعقوبات، لكنه أضاف أنه لم يجرِ اعتلائها بعد، وأنه ربما يتم اعتراضها بعدة طرق مختلفة منها الإبحار أو التحليق بالقرب منها. ولم يحدد المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن ⁠هوياتهم، موقعا دقيقا للعملية أو اسم السفينة المستهدفة.

"ناقلة على صلة بإيران وحزب الله مدرجة على قائمة عقوبات"

وذكرت مجموعة فانغارد البريطانية لإدارة المخاطر البحرية ومصدر أمني بحري أمريكي أن السفينة هي (بيلا 1)، وهي ناقلة نفط خام مدرجة على قائمة عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية التي وصفتها بأنها على صلة بإيران ووفقا لموقع تانكر تراكرز دوت كوم المتخصص في تتبع السفن، لم يكن على (بيلا 1) أي حمولة عندما كانت بالقرب من فنزويلا أمس الأحد.

وتشير ⁠وثائق داخلية من شركة النفط الحكومية الفنزويلية (بي.دي.في.إس.إيه) إلى أن السفينة كانت نقلت نفطا من فنزويلا إلى الصين في عام 2021. وتشير تانكر تراكرز إلى أنها نقلت في السابق نفطا خاما إيرانيا. ولم يرد البيت الأبيض حتى الآن على طلب للتعليق. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن قبل عدة أيام ⁠عن فرض "حصار" على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل فنزويلا أو تخرج منها.

هجمات أمريكية تسببت بمقتل 100 شخص على الأقل

وشهدت حملة الضغط التي يشنها ترامب على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تعزيز الوجود العسكري في المنطقة وتنفيذ أكثر من عشرين غارة عسكرية على سفن في المحيط الهادي والبحر الكاريبي بالقرب من الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية. وتسببت هذه الهجمات في مقتل 100 شخص على الأقل.

ووصلت ناقلة النفط "سكيبر" -وهي ناقلة نفط خام ضخمة وأول سفينة ذات صلة بفنزويلا تحتجزها الولايات المتحدة في 10 ديسمبر/كانون الأول 2025- إلى منطقة تفريغ بحري في جالفستون بالقرب من هيوستن أمس الأحد. ولا تستطيع ناقلات النفط الخام الكبيرة جدا عبور قناة هيوستن للسفن، لأن الممر المائي ليس عميقا بما فيه الكفاية، وعادةً ما يتم نقل النفط الذي على متنها إلى ناقلات أصغر في منطقة التفريغ في جالفستون.

ارتفاع أسعار النفط بسبب مصادرة ناقلات "أسطول الظل"

وفي مقابلة تلفزيونية، قال المستشار الاقتصادي بالبيت الأبيض كيفن هاسيت إن ناقلتي النفط اللتين جرى الاستيلاء عليهما في بداية الحملة كانتا تعملان في السوق السوداء وتقدمان النفط لدول خاضعة للعقوبات. وأضاف هاسيت لقناة سي.بي.إس "لذا لا أعتقد أن هناك ما يدعو للقلق هنا في الولايات المتحدة بشأن ارتفاع الأسعار بسبب مصادرة هاتين السفينتين. فهما سفينتان فقط، وكانتا تعملان في السوق السوداء".

وارتفعت أسعار النفط اليوم الإثنين في المعاملات الآسيوية المبكرة. وزادت العقود الآجلة لخام برنت 42 سنتا أو 0,7 بالمئة إلى 60,89 دولار للبرميل بحلول الساعة 0020 بتوقيت غرينتش. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 37 سنتا أو 0.7 بالمئة إلى 56,89 دولار للبرميل.

وقال جوفاني ستانوفو المحلل لدى يو.بي.إس: "ربما نشهد ارتفاعا طفيفا في الأسعار عند فتح التداول، لأن المتداولين قد يرون ذلك بمثابة تصعيد وسط تزايد المخاطر حيال شحنات النفط الفنزويلية"، نظرا لأن ناقلة النفط التي تم اعتراضها قبل أمس السبت لم تكن خاضعة للعقوبات الأمريكية. وصادر خفر السواحل الأمريكي صادر في وقت سابق السبت الناقلة "سنتشاريز" المملوكة للصين وترفع علم بنما وفقا لـ"تانكر تراكرز".

"تشجيع على احتجاز سفن ظل مرتبطة بفنزويلا وروسيا وإيران"

وقال محلل آخر إن عمليات المصادرة تزيد من المخاطر الجيوسياسية ، وإنها قد تزيد من حدة التوتر في أسطول الظل الذي ينقل النفط من دول خاضعة للعقوبات مثل فنزويلا وروسيا وإيران. وقال ماتياس توجني، المحلل في نيكست باريل، إن عمليات المصادرة قد تضفي ⁠شرعية لأوكرانيا وتشجعها على مواصلة مهاجمة السفن الروسية، كما إنها قد تشجع أوروبا على احتجاز سفن أسطول الظل المرتبطة بموسكو أيضا.

وقال توجني إن علامات تباطؤ بدأت تظهر بالفعل على إنتاج النفط الفنزويلي والإيراني، مضيفا أنه يتوقع حدوث الشيء ذاته مع ‌روسيا . وأوضح أن من المرجح أن يُعرض نفط الدول الخاضعة للعقوبات بخصومات أكبر نظرا لارتفاع تكاليف النقل، مما قد يُسهم في الحد من ارتفاع الأسعار. وقال الرئيس الفنزويلي يوم الأربعاء إن تجارة النفط في البلاد ستستمر. لكن المحللين قالوا إن التركيز الأمريكي الجديد على ناقلات النفط سيزيد من المخاطر الجيوسياسية وربما يضر بإيرادات النفط الفنزويلية.

وقال فرانسيسكو مونالدي، مدير برنامج الطاقة في أمريكا اللاتينية في معهد بيكر التابع لجامعة رايس، إن الآثار قد تظهر بسرعة مع انخفاض حجم صادرات فنزويلا بشكل كبير وامتلاء صهاريج تخزين النفط بشكل أسرع، مما يجبر البلد المنتج العضو في أوبك على خفض الإنتاج.

"نفط فنزويلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية"

وأمس الأحد كشفت نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز في بيان نشرته على وسائل التواصل الاجتماعي، أن شركة النفط الأمريكية العملاقة شيفرون أرسلت ناقلة من كراكاس إلى الولايات المتحدة تحمل النفط الفنزويلي، دون أن تأتي على ذكر الناقلتين المحتجزتين.

وقالت رودريغيز على تليغرام: "أبحرت سفينة تابعة لشركة شيفرون الأمريكية من بلادنا تحمل النفط الفنزويلي متجهة إلى الولايات المتحدة، في التزام صارم بالقواعد ووفاء بالالتزامات التي تأخذها صناعتنا النفطية على عاتقها".

وجددت شركة شيفرون ترخيصها لاستخراج النفط الخام من فنزويلا الذي يمثل نحو 10% من إنتاج البلاد. وأكدت رودريغيز أن "فنزويلا كانت دائما وستظل تحترم الشرعية الوطنية والدولية".

تحرير: حسن زنيند

DW المصدر: DW
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا