آخر الأخبار

تدهور إنساني متصاعد غرب السودان والجيش يشن غارات مكثفة على مواقع الدعم السريع

شارك

شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تصعيداً عسكرياً جديداً بعد أن نفّذ الجيش السوداني ضربات جوية عبر طائرات مسيّرة استهدفت مواقع لقوات الدعم السريع في المحور الجنوبي للمدينة، ما أدى إلى انفجارات قوية سُمعت في مختلف الأحياء.
وكثّف الجيش تحركاته العسكرية لاستعادة السيطرة على مناطق استراتيجية كان قد خسرها خلال الأيام الماضية، حيث توغلت قوات الدعم السريع شمال وشرق “سوق المواشي” حتى حي “أولاد الريف” بالمحور الجنوبي الغربي. إلا أن الجيش تمكن لاحقاً من استعادة بعض المواقع وتحقيق تقدم ميداني وصف بـ”المهم” في مواجهة خصمه.
على الصعيد الإنساني، تعيش مدينة الفاشر أوضاعاً متردية تحت حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع منذ مايو 2023، ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والطبية. وأكد ناشطون محليون أن ما بين 5 إلى 8 مدنيين يُقتلون يومياً جراء القصف المدفعي الذي يستهدف أحياء سكنية داخل المدينة، في ظل عجز المستشفيات عن استقبال جميع الإصابات.
وأظهرت تقارير ميدانية أن الجوع بدأ يفتك بسكان المدينة، فيما تُركت جثث في الشوارع نتيجة صعوبة وصول فرق الإسعاف إليها بسبب استمرار القصف والمعارك. وتخشى منظمات دولية من انهيار شامل للوضع الإنساني في الفاشر التي تُعد مركز العمليات الإغاثية لولايات دارفور الخمس.
وفي ولاية شمال كردفان، نفذ سلاح الجو السوداني غارات استهدفت تحركات لقوات الدعم السريع في محور منطقة “بارا” شمال مدينة الأبيض، ما يشير إلى اتساع رقعة المواجهات في غرب البلاد.
وتدخل الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عامها الثالث، وقد خلّفت عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين داخل السودان وخارجه. كما أدت إلى تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ، حيث يسيطر الجيش على شمال وشرق السودان، بينما تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على معظم إقليم دارفور وأجزاء من الجنوب.
في ظل هذا المشهد، يحذر مراقبون من أن استمرار المعارك في الفاشر قد يحوّل المدينة إلى بؤرة إنسانية كارثية، ويعقّد جهود الحل السياسي لإنهاء واحدة من أعنف الحروب التي يشهدها السودان في تاريخه الحديث.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا