آخر الأخبار

هل تنجح الجهود الأمريكية بوقف الحرب في السودان

شارك الخبر

 

تنبأ خبراء بأن التحركات الأمريكية الأخيرة المتعلقة بالأزمة في السودان ستؤدي إلى جمع طرفي الصراع قريبًا على طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
شهدت الأيام الأخيرة نشاطًا مكثفًا من الولايات المتحدة الأمريكية مع الوسطاء وأطراف النزاع العسكري في السودان، في محاولة للحد من تصاعد الحرب، والسعي لوقفها من خلال استئناف المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

شملت التحركات لقاءات أجراها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في القاهرة مع المسؤولين المصريين لبحث سُبُل إنهاء الحرب في السودان. كما التقى المبعوث الأمريكي إلى السودان، توم بيرييلو، مع قادة الجماعات المسلحة التي تحارب إلى جانب الجيش ضد قوات الدعم السريع. بالإضافة إلى ذلك، أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن بيانًا دعا فيه الطرفين المتحاربين للعودة إلى طاولة المفاوضات، وضرورة إنهاء النزاع، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية.
من المتوقع أن يجتمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال اليومين القريبين مع قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي توجه اليوم إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
يعتبر الاجتماع المنتظر هو الأول من نوعه الذي يجمع بين قائد الجيش السوداني ومسؤول أمريكي رفيع، بعد أن استمر البرهان في رفض حضور المفاوضات خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى عدم السماح من قبل سلطاته بمنح تأشيرات دخول لمسؤولين أمريكيين كانوا يرغبون في لقائه في بورتسودان.

كسر الجمود
توقع المحلل السياسي علي الدالي أن تؤدي هذه التحركات إلى جمع أطراف النزاع على مائدة المفاوضات في المستقبل القريب، وذلك بعد أن تم كسر حالة الجمود وإزالة العوائق التي كانت تحول دون اجتماعهم في وقت سابق.
قال الدالي لـ”إرم نيوز” إن المبعوث الأمريكي إلى السودان، توم بيرييلو، أشار سابقًا إلى أن هناك محادثات جرت بين الجيش السوداني ووسطاء في منبر جنيف الأخير الذي تم بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية. وأوضح أن الجيش لم يكن موجودًا، ولكنه يبقى على اطلاع كامل بالتطورات من خلال التواصل اليومي.
وأضاف أنه “يتوقع أن تكون نتائج الاجتماع المنتظر بين بلينكن والبرهان إيجابية لصالح عملية السلام، وأن تُحدث تقدمًا كبيرًا في المفاوضات بين طرفي النزاع، من خلال كسر الجمود الحالي، ومعالجة واشنطن لمخاوف البرهان ووعده بالاستجابة لتنفيذ بعض الشروط التي وضعها سابقًا للتفاوض”.

وتوقع أن تتمكن واشنطن من إقناع البرهان بالتفاوض مع قوات الدعم السريع من أجل إنهاء الحرب، مبينًا أن الولايات المتحدة ستبذل جهودًا على الطرفين لتقديم التنازلات اللازمة التي تقودهم إلى الحوار.
يعتقد الدالي أن الرد السريع للبرهان على تصريح الرئيس الأمريكي الأخير يدل على وجود اتفاقات سابقة بين الجانبين.
دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الطرفين المتصارعين في السودان إلى العودة إلى طاولة الحوار من أجل إنهاء الحرب التي تستمر في البلاد لأكثر من عام ونصف.
قال بايدن في بيان: “ندعو جميع الأطراف المعنية في هذا الصراع إلى إنهاء هذا العنف والتوقف عن تأجيجه، من أجل مستقبل السودان والشعب السوداني بالكامل”.
على الفور، رحب البرهان بدعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن للعودة إلى طاولة المفاوضات ووقف الحرب، في خطوة غير متوقعة، خصوصًا أنه كان قد تجاهل العديد من الدعوات السابقة، وكان آخرها الدعوة لإجراء محادثات في جنيف.

تفاهمات
يعتقد المحلل السياسي صلاح حسن جمعة أن الولايات المتحدة الأمريكية أظهرت التزامًا حقيقيًا بشأن قضية السودان، من خلال التفاعل المباشر للرئيس بايدن مع الأزمة ودعوته إلى إنهاء الحرب عن طريق التفاوض.
قال لـ”إرم نيوز” إن الأدلة تشير إلى وجود تفاهمات تمت بين الجيش السوداني والولايات المتحدة الأمريكية خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى القاهرة، حيث أعقب ذلك بيان من بايدن وترحيب سريع من البرهان. وفي الوقت نفسه، أشارت تسريبات إلى لقاء محتمل بين البرهان وبلينكن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشار إلى أنه “تمّ سابقًا عرقلة اجتماعات متوقعة بين البرهان ومسؤولين أمريكيين حتى داخل السودان من قبل الإسلاميين الذين يهيمنون على الوضع الداخلي، وهذه فرصة كبيرة للبرهان للتواصل مع الأمريكيين بشكل مباشر بعيدًا عن قيود أنصار النظام السابق”.
أوضح أن البرهان يبدو أنه الآن مستعد بشكل كبير لتقديم التنازلات اللازمة من أجل المضي قدماً نحو وقف الحرب وتحقيق السلام، مشيرًا إلى أن صوت السلام أصبح أكثر وضوحًا مقارنة بصوت دعاة الحرب.
أشار إلى أن البرهان قد تمهّد للقاءه مع بلينكن في خطابه الأخير عندما أعرب عن تطلعه للقاء المسؤولين الأمريكيين أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف مناقشة جدول أعمال إنهاء الحرب وتخفيف معاناة السودانيين وتحقيق السلام.
كشفت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، قبل يومين عن مجموعة من الفعاليات المتعلقة بالسودان، التي ستُعقد على هامش الجمعية العامة في نيويورك، بهدف “إحضار الأطراف المختلفة إلى مائدة المفاوضات”.
أكدت تقارير أن إدارة بايدن بدأت جهودًا جديدة لإعادة تنشيط محادثات السلام المتوقفة المتعلقة بالسودان خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف معالجة النزاع الذي يعاني منه البلد.

إرم نيوز

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا