شهدت العلاقات التجارية بين السعودية وماليزيا تطوراً ملحوظاً، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال العام 2024 وحتى منتصف العام 2025 نحو 13 مليار دولار، ويميل الميزان التجاري لصالح المملكة، حيث بلغت قيمة الصادرات السعودية إلى ماليزيا 10 مليارات دولار، بينما بلغت قيمة وارداتها من ماليزيا نحو 3 مليارات دولار، وتحتل المملكة المرتبة التاسعة عالمياً ضمن الدول المصدّرة إلى ماليزيا.
واستقبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان اليوم ملك ماليزيا السلطان إبراهيم بن السلطان إسكندر، في الديوان الملكي بقصر اليمامة في الرياض، اليوم، حيث يقوم ملك ماليزيا بزيارة دولة إلى السعودية.
تطور العلاقات
وتطورت العلاقات الثنائية السعودية الماليزية على مر العقود الماضية، وتوجت في العام 2021 بالتوقيع على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي الماليزي، بحضور ولي العهد ورئيس وزراء ماليزيا السابق محيي الدين ياسين، في خطوة هامة للارتقاء بعلاقات البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في جميع المجالات، في ظل ما يتمتعان به من عناصر القوة الاقتصادية والمكانة الدولية، إذ تنظر المملكة لماليزيا كشريك اقتصادي مهم، كون اقتصادها هو رابع أكبر اقتصاد في منطقة جنوب شرق آسيا.
وأطلق مجلس التنسيق أعماله بانعقاد اجتماعه الأول بالرياض، في ديسمبر من العام الماضي 2024، برئاسة وزير الخارجية ونظيره الماليزي، ويسعى المجلس ولجانه الفرعية إلى أن يسهم في تطوير الشراكة والتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بما يرتقي إلى تطلعات قيادتي البلدين.
التعاون في مجال الطاقة
كما شهد التعاون بين المملكة وماليزيا في مجال الطاقة تطوراً ملحوظاً، إذ أطلقت شركتا أرامكو السعودية وبتروناس الماليزية مشروعين مشتركين تضمنا إنشاء مصفاة ومجمع بتروكيماويات متكامل في ماليزيا، كما وقعت شركة أكوا باور السعودية في مايو من العام الجاري 2025، مذكرة تفاهم مع هيئة تنمية الاستثمار الماليزية لاستكشاف فرص توليد الطاقة بسعة تصل إلى 12.5 جيجاواط بحلول العام 2040، واستثمارات أولية تقدر قيمتها بـ10 مليارات دولار.
تعزيز العلاقات
وأكدت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الرسمية إلى ماليزيا في العام 2017 مكانة ماليزيا لدى المملكة، وعمق العلاقات بين البلدين، إذ شهدت الزيارة العديد من الاجتماعات واللقاءات والفعاليات، إضافة إلى توقيع مجموعة من اتفاقيات التعاون والاستثمار بين البلدين في مختلف المجالات.
كما يولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اهتماماً كبيراً بتوسيع آفاق التعاون الثنائي بين المملكة وماليزيا، بما يعزز فرص تطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
روابط إسلامية
وتحظى السعودية باحترام كبير لدى جميع الأوساط الرسمية والشعبية الماليزية، انطلاقاً من الروابط الإسلامية والأسس المتينة للعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، كما تهتم القيادة الماليزية بتوطيد علاقتها مع المملكة، وتعتبرها شريكاً استراتيجياً في العالم الإسلامي.
ويتفق البلدان في تبنيهما منهج الإسلام الوسطي القائم على الاعتدال والتسامح ونبذ الغلو والتطرف، ومكافحة الإرهاب، ودعم العمل الإسلامي المشترك بكافة مجالاته من خلال منظمة التعاون الإسلامي، إذ تقدر ماليزيا الدور القيادي للمملكة في خدمة قضايا الأمة الإسلامية وخدمة الحرمين الشريفين.
ويتطلع البلدان لأن تسهم زيارة ملك ماليزيا إلى السعودية في تعزيز وتطوير العلاقات بينهما، والاستفادة من فرص التعاون التي تتيحها رؤية السعودية 2030 والمشروعات الكبرى التي أطلقتها المملكة في توطيد التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات.