تقع بؤرة أور مئير الاستيطانية الصغيرة، التي تضم عددًا قليلًا من المساكن البيضاء الجاهزة في نهاية مسار ترابي قصير على تل يصعد من الطريق 60، وهو طريق رئيسي يشق الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
ومع مرور الوقت، تتحول مساكن مشابهة إلى مشاريع إسكان مترامية لمستوطنين إسرائيليين على أراضي الفلسطينيين، ضمن خطة يقر أعضاء في حكومة الاحتلال بتنفيذها لمنع تنفيذ حل الدولتين.
ومؤخرًا، وافقت تلك الحكومة على إنشاء 19 مستوطنة جديدة في الضفة، وهو ما نددت به 14 دولة في بيان صادر عنها.
ودعا البيان المشترك إسرائيل إلى التراجع عن القرار وعن توسيع المستوطنات.
هجمات المستوطنين على العائلات البدوية
روت عائلة بدوية أن مستوطنين نزلوا من "أور مئير" وألقوا زجاجات حارقة وأجبروها على مغادرة أرض قريبة مملوكة لفلسطينيين العام الماضي. وتخشى ألا تتمكن من العودة أبدًا.
وقال مسؤول في مجلس دير دبوان: إن ما يصل إلى 60 مستوطنًا شاركوا، فألقوا الحجارة وأحرقوا منزل عائلة مصابح وممتلكات أخرى، إضافة إلى سيارات. وأُصيب عدة قرويين جراء رشقهم بالحجارة.
وتحتفي رسائل منشورة على قناة "أور مئير" على منصة تلغرام بما تسميه طرد رعاة بدو، وتُظهر إصرار المستوطنين الجدد على ترسيخ احتلال دائم على ما يصفونها بأنها أراض "إستراتيجية".
ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة، كان هذا العام من بين الأعوام الأكثر عنفًا على الإطلاق في ما يتعلق بهجمات المستوطنين على فلسطينيين في الضفة الغربية.
وتُظهر البيانات وقوع أكثر من 750 إصابة والانتشار السريع للبؤر الاستيطانية في أنحاء أراضي الفلسطينيين.
وسجلت منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية غير الحكومية بناء 80 بؤرة استيطانية في 2025، وهو العدد الأكبر منذ أن بدأت المنظمة توثيقها في 1991.
وفي 21 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على إقامة 19 مستوطنة جديدة، بينها مستوطنات كانت تجمعات استيطانية في السابق. وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن الهدف هو عرقلة قيام دولة فلسطينية.
ويدفع وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش باتجاه إضفاء الطابع الرسمي على المزيد من البؤر الاستيطانية.
وقال سموتريتش إن 51370 وحدة سكنية حصلت على موافقات في مستوطنات بالضفة الغربية منذ أن تولى منصبه في أواخر 2022، في إطار ما تصفه الأمم المتحدة بأنه أسرع وتيرة توسع في المستوطنات منذ أن بدأت مراقبة هذا الملف في 2017.
وقالت منظمة "ييش دين" الإسرائيلية المعنية بحقوق الإنسان، إن 2% فقط من مئات قضايا عنف المستوطنين التي وثقتها منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 انتهت بتوجيه اتهامات.
ووفقًا للأمم المتحدة، استشهد أكثر من ألف فلسطيني في الضفة الغربية بين السابع من أكتوبر 2023 و17 أكتوبر 2025، معظمهم في عمليات نفذتها قوات الاحتلال وبعضهم نتيجة عنف المستوطنين.
مستوطنات لقطع أوصال الضفة
في نوفمبر/ تشرين الثاني، نشر حساب أور مئير أنه يهدف إلى الاستقرار في "تلة إستراتيجية قرب مستوطنة عوفرا" سعيًا لتأسيس "وجود استيطاني يهودي مستمر".
وقال درور إتكيس، الناشط الإسرائيلي في مجال السلام، إن بؤرًا استيطانية أخرى تخدم الغرض ذاته، إذ تقطع أوصال الضفة الغربية و"تحد من إمكانية وجود فلسطينيين في تلك الأماكن".
وبدأت مستوطنة عوفرا أيضًا، التي تقع على الطريق 60 إلى الشمال مباشرة من "أور مئير"، على شكل بؤرة استيطانية لكنها تحولت الآن إلى مستوطنة بتطوير كبير للمنازل.
وفي 30 سبتمبر، نشر حساب "أور مئير" على تلغرام خريطة تظهر موقع البؤرة الاستيطانية، حيث وضعت علامات واضحة على منطقة كبيرة بحدود زرقاء تمتد إلى حافة دير دبوان. وقالت المجموعة إن المنطقة التي تشملها العلامة تخضع لسيطرة بؤرتهم الاستيطانية.
وذكر مجلس دير دبوان أن بلاغات وصلت عن وقوع أربعة هجمات على الأقل على فلسطينيين في نطاق تلك الحدود الزرقاء.
وأضاف أن الفلسطينيين لم يعد بمقدورهم الدخول إلى المنطقة بما شمل 250 دونمًا تتبع المجلس نفسه.
مستوطنة "أفيتار"
تحيط مستوطنات بالطريق 60 الذي يتقاطع معه الطريق 505 الممتد بين الغرب والشرق صوب غور الأردن. وتنتشر أيضًا مستوطنات على جانبيه منها مستوطنة "أفيتار" قرب بلدة بيتا الفلسطينية.
وبدأت "أفيتار" على شكل تجمع صغير من الخيام في 2019. وحصلت على اعتراف الحكومة الإسرائيلية في 2024.
وقال عضو في مجلس بلدية بيتا إن مستوطنين من بؤر محيطة ومستوطنات منها "أفيتار" قتلوا 14 شخصًا في المنطقة المحيطة بالبلدة بين 2021 و2024.
المصدر:
القدس