قال رئيس الوزراء بحكومة تأسيس محمد حسن التعايشي إن المبادرة التي قدمها كامل إدريس رئيس وزراء سلطة بورتسودان تمثل في جوهرها "وصفة مضمونة لاستمرار الحرب ومنفستو صريحاً لإدارتها"، مؤكدا أنها لن تكون طريقاًلتحقيق السلام في السودان.
وأضاف التعايشي، في خطاب، اليوم الثلاثاء، أن مبادرة إدريس ليست سوى محاولة للتهرب من مبادرة "الرباعية" الجادة، التي حظيت بتأييد واسع من المؤسسات الإقليمية والدولية، إلى جانب دعم القوى السياسية والمدنية، فضلاً عن الموافقة المعلنة عليها من قبل حكومة تأسيس.
وشدد على أن كامل إدريس "ليس حاكما مدنيا لسلطات بورتسودان"، واصفا إياه بأنه "ربيـب العسكر"، ومعتبرا أن ما يطرح من مبادرات بديلة يعكس نهجا يهدف لإدارة الحرب لا لإنهائها.
وفي سياق أوسع، قال التعايشي إن السودان لا يزال يغوص في أتون حرب الخامس عشر من أبريل، واصفا إياها بأنها حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الحروب التي فرضتها نخب عسكرية ومدنية "عديمة الرحمة" على الشعوب السودانية، مؤكداً أن ثمن هذه الحرب المدمرة يدفعه المدنيون من نازحين ولاجئين في صمت وألم شديد.
وأوضح أن الإصرار على إعادة إنتاج وحشية الحرب لا يعدو كونه مناورة جديدة للتهرب من استحقاقات السلام، وإدامة متعمدة لدوامة العنف، مشيرا إلى أن استخدام الغذاء والدواء كسلاح حرب وترك المدنيين عمدا في مواجهة الجوع والمرض والموت يمثل أحد أخطر مظاهر هذا النهج.
وانتقد رئيس وزراء حكومة السلام والوحدة ما وصفه بـ"الصمت الدولي المريب"، معتبرا أنه لا يطيل أمد الحرب فحسب، بل يقوض أسس العدالة الدولية، ويبعث برسائل خاطئة لأطراف الصراع. وأضاف أن المعاناة التي يعيشها السودانيون اليوم صنعتها النخبة العسكرية عموماً، وبصورة أشد النخبة الإسلامية، في سياق سعيها للقضاء على ثورة ديسمبر المجيدة.
وحذر التعايشي من إتاحة المنابر الدولية لما سماهم "فاقدي الشرعية وأدوات الانقلابات العسكرية"، معتبرا أن ذلك يشكل انتهاكا صارخا لمبادئ ومواثيق الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، ويمنح شرعية زائفة لقوى ترفض السلام.
وانتقد ما وصفه بـ"المبادرات المزعومة" التي يطرحها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إلى جانب كامل إدريس، مؤكدا أنها تمثل تنصلاً واضحا ومعلنا من استحقاقات السلام، وأنها "لا تشكل طريقاً للسلام، بل وصفة مضمونة لاستمرار الحرب|.
ملف الإخوان المسلمين
وحمل التعايشي جماعة الإخوان المسلمين مسؤولية مركزية في استمرار الصراع، قائلا إن "جيش الإخوان المسلمين ومن يقف خلفه يواصلون التهرب من المبادرات الجادة لإيقاف الحرب". وأضاف أن ما يرتكبه جيش الحركة الإسلامية بقيادة البرهان لا يمكن توصيفه كتجاوزات فردية، بل هو سلوك ممنهج يقوم على سياسة واضحة للتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
وأكد أن الإخوان المسلمين، في الماضي كما في الحاضر، يدفعون البلاد نحو الحرب والفوضى، وكما قادوا السودان سابقا إلى التشظي والانقسام، يعيدون اليوم إنتاج المأساة ذاتها، معتبراً أن الصمت الدولي يشكل تشجيعا مباشراً لميليشياتهم المتطرفة على مواصلة القتل والتدمير. وشدد على أن السلام لن يكتمل إلا بإنهاء هيمنة الإسلاميين “مرة واحدة وإلى الأبد”.
الهدنة الإنسانية ومبادرة الرباعية
وفي ما يتصل بالمسار الإنساني، أوضح التعايشي أن دول الرباعية طرحت مبادئ واضحة وخارطة طريق محددة تشمل هدنة لأغراض إيصال المساعدات الإنسانية، واصفا هذه المبادرة بأنها بارقة أمل حقيقية للسودانيين حظيت بتأييد غالبية المؤسسات الإقليمية والدولية.
وأكد أن " حكومة السلام والوحدة" وافقت على مبادئ الرباعية ورحبت بها علنا، وأعلنت استعدادها الصادق للمضي قدما في تنفيذها بجدية ومسؤولية، غير أن جيش الحركة الإسلامية، بحسب قوله، يواصل التهرب من هذه المبادرات الجادة لإقرار هدنة إنسانية.
وكشف أن حكومته تقدمت بشكاوى رسمية موثقة بشأن رفض الجيش السوداني الالتزام بالدعوات المتكررة لإقرار هدنة إنسانية، مضيفا أنها بادرت بإعلان التزامها المنفرد بهذه الهدنة انطلاقا من مسؤوليتها الأخلاقية والوطنية تجاه المدنيين.
المصدر:
سكاي نيوز