كارثة في غزة: قتلى ومفقودون تحت أنقاض منازل دمرها القصف بسبب الأمطار الغزيرة

شهد قطاع غزة مأساة إنسانية جديدة، حيث لقي فلسطيني مصرعه وفُقد ستة آخرون تحت أنقاض مبنى كان قد تضرر سابقًا جراء القصف الإسرائيلي، وانهار بشكل كامل نتيجة الأمطار الغزيرة التي تهطل على القطاع منذ ثلاثة أيام.

تسببت العاصفة القطبية "بيرون" التي تضرب غزة منذ يوم الأربعاء في تفاقم الأوضاع المعيشية الصعبة للناجين من الحرب الإسرائيلية التي استمرت لعامين.

أفاد الدفاع المدني في بيان له بأن طواقمه تمكنت من انتشال جثة فلسطيني قضى جراء انهيار منزله في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وأن عمليات البحث لا تزال جارية للعثور على مفقودين آخرين تحت الأنقاض.

أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن انهيار المنزل في الشيخ رضوان أدى إلى فقدان سبعة فلسطينيين، قبل أن يتم العثور على أحدهم متوفياً.

وفي سياق متصل، أفاد مصدر أمني بانهيار مبنى آخر متضرر من القصف الإسرائيلي في حي التفاح شرقي مدينة غزة بسبب الأمطار الغزيرة، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات.

كما انهار مبنى آخر في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، كان قد تضرر خلال الحرب الإسرائيلية، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وبذلك يرتفع عدد المباني المتضررة من القصف الإسرائيلي والتي انهارت بسبب الأمطار الغزيرة إلى 16 مبنى منذ بدء العاصفة يوم الأربعاء.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي قد أعلن في وقت سابق عن توثيق انهيار 13 مبنى متضررًا جراء العاصفة، مما أسفر عن وفاة وفقدان 12 فلسطينيًا، بالإضافة إلى تضرر 27 ألف خيمة تؤوي نازحين بسبب مياه الأمطار والسيول والرياح الشديدة.

وأكدت وزارة الداخلية في غزة أن ثمانية فلسطينيين لقوا حتفهم وأصيب آخرون نتيجة تداعيات العاصفة وانهيار عدد من المباني التي قصفت خلال الحرب.

في ظل استمرار الوضع الإنساني الصعب، اضطر العديد من الفلسطينيين للعودة إلى منازلهم المدمرة أو إلى أنقاضها، بسبب عدم توفر بدائل مناسبة، مثل البيوت المتنقلة.

على الرغم من المخاطر الكبيرة، يرى الفلسطينيون أن العيش في المنازل المتضررة يبقى أفضل من البقاء في الخيام التي لا تقي من برد الشتاء ولا تحمي من مياه الأمطار.

تشير التقديرات إلى أن حوالي 250 ألف أسرة تعيش في مخيمات النزوح في قطاع غزة، وتواجه ظروفًا معيشية قاسية بسبب البرد والسيول.

ورغم انتهاء الحرب، لم تتحسن الأوضاع المعيشية في غزة بسبب القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات، مما يعد انتهاكًا للبروتوكول الإنساني للاتفاق.

تجدر الإشارة إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي بدأت في 8 أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 70 ألف قتيل و171 ألف جريح، بالإضافة إلى دمار كبير في البنية التحتية المدنية.