في جريمة مروعة تعكس الواقع المرير في قطاع غزة، استشهد الطفل زاهر ناصر شامية البالغ من العمر 16 عاماً، من مخيم جباليا شمال القطاع، بعد أن أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار عليه ومن ثم دهسته دبابة إسرائيلية.
وبحسب شهود عيان، فإن قوات الاحتلال أطلقت النار على الطفل زاهر، مما أدى إلى سقوطه على الأرض وهو ينزف، ولم يتمكن أحد من الاقتراب منه لإنقاذه بسبب استمرار إطلاق النار.
وأكد الشهود أن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى الطفل المصاب، مما تسبب في نزفه حتى الموت، وبعد ذلك، تقدمت دبابة إسرائيلية ودهسته بشكل متعمد، مما أدى إلى استشهاده على الفور.
تأتي هذه الجريمة في ظل استمرار الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في العاشر من أكتوبر الماضي.
خلّفت هذه الحادثة صدمة كبيرة لدى سكان القطاع، وسط صرخات النساء ومحاولات الشبان اليائسة للاقتراب من المكان، في مشهد يعكس حجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون.
انتشرت صور الطفل زاهر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار موجة من الغضب والاستنكار، حيث تساءل الناشطون عن الدافع وراء هذه الجريمة البشعة.
أعادت هذه الحادثة إلى الأذهان مصير أطفال غزة الذين يعيشون في خطر دائم، وسط تحذيرات متزايدة من استهدافهم، وتأكيد على عدم وجود خطوط حمراء في التعامل مع المدنيين.
تداول المستخدمون صور الطفل وذكرياته، ونشر أصدقاؤه كلمات مؤثرة تودعه، مؤكدين أنه كان يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم، وكان يساعد عائلته في توفير الخبز.
ووصف النشطاء ما حدث بأنه جريمة متكاملة الأركان، تبدأ بإطلاق النار، ثم منع الوصول إلى المصاب، وتنتهي بالدهس تحت جنازير الدبابة.
ورأى البعض أن هذه الجريمة تفتح فصلاً جديداً من المعاناة التي يعيشها النازحون في غزة، في ظل تكرار خروقات وقف إطلاق النار وتحول المناطق الحدودية إلى مناطق خطرة على المدنيين.
واعتبر العديد من المغردين أن استشهاد الطفل بهذه الطريقة المروعة يمثل مستوى غير مسبوق من العنف الإسرائيلي ضد الأطفال في غزة، ويؤكد أن المدنيين يعيشون تحت تهديد دائم.
وأشار المدونون إلى أن مقتل زاهر شامية ليس مجرد حادث فردي، بل هو جزء من سلسلة طويلة من الانتهاكات ضد الطفولة في غزة، مما يستدعي وضع آليات دولية لحماية المدنيين.
ودعا المدونون المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف هذه الجرائم، وعدم الاكتفاء بالإدانات الإعلامية، مؤكدين أن الحادثة دليل دامغ على الوحشية التي يعيشها سكان القطاع.
المصدر:
القدس