تناولت الصحف العالمية آخر التطورات في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه يواجه ما يشبه الوصاية الاستعمارية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، والتي يبدو أنها تقترب من نهايتها.
في مقال نشر في صحيفة لوموند الفرنسية، انتقد المحامي ألفونسو دورادو والخبير الدولي باتريك زانت قرار مجلس الأمن الدولي، واصفين إياه بأنه "يرسخ وصاية ما يسمى مجلس السلام على قطاع غزة بعيدا عن أي مشاركة فلسطينية أو إطار أممي متعدد الأطراف".
ويرى الكاتبان أن هذا القرار "يتيح سيطرة المجلس الذي سيقوده دونالد ترامب على غزة دون حياد أو التزام بالقانون الدولي الإنساني، ويتجاهل القرارات الدولية السابقة ويكرس ما يشبه الوصاية الاستعمارية".
وفي سياق آخر، علقت صحيفة هآرتس على الدبوس الذي وضعه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وحزبه، والذي كان على شكل حبل مشنقة، خلال مناقشة قانون إعدام المقاومين في الكنيست الإسرائيلي، معتبرة أنه يجب التخلص من هذا الدبوس ومن يرتديه في مزبلة التاريخ.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "ليس صدفة أن من يضعون حبل المشنقة كرمز هم أنفسهم من عارضوا كافة صفقات استعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة".
كما اعتبرت أن تقديس الموت في إسرائيل "أصبح أمرا علنيا وفظا، ويُتباهى به سواء في قتل الناس أو دعوات تجويعهم في غزة أو في عمليات الإعدام خارج القانون في الضفة الغربية".
وفي مقال نشر في صحيفة الغارديان البريطانية، ذكرت أروى مهدواي أن مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" كانت في السابق تعني المتعة والمرح وتعزيز السلام، لكنها أصبحت اليوم وسيلة ساخرة لتبييض الحروب.
وأضافت أن المسابقة مستمرة في مهمتها المتمثلة في الوحدة والتبادل الثقافي من خلال الترحيب الحار بإسرائيل، على الرغم من انسحاب أربع دول أوروبية على الأقل، وهي هولندا وإسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا.
وأشارت مهدواي إلى أن المسابقة منعت روسيا من المشاركة في عام 2022 بسبب الأزمة في أوكرانيا، مضيفة "لكن يبدو أن الأزمة في غزة مختلفة تماما، حيث يجري تجاهل ما تقترفه إسرائيل هناك من جرائم، فضلا عن تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية".
وفيما يتعلق بالشأن الأوكراني، كتب ديفيد إغناشيوس مقالا في واشنطن بوست، قال فيه إن ملامح اتفاق سلام مستدام "بدأت في الظهور تدريجيا".
وأضاف الكاتب أنه "على الرغم من كل أساليب التفاوض القاسية التي يتبعها ترامب وتعاطفه غير المبرر مع المعتدي الروسي، فإن هذه الصفقة تقترب أكثر فأكثر وفقا لمسؤولين أوروبيين وأوكرانيين وأميركيين".
ومع ذلك، يرى إغناشيوس أن ترامب "قد يضيع الفرصة إذا ضغط على كييف وحلفائها الأوروبيين بطريقة تدفعهم لمواصلة القتال رغم التكلفة الباهظة"، مشيرا إلى أن "هذا سيكون سيئا للجميع، وأن هذه لحظة ترامب لكي يطمئن أوكرانيا وأوروبا لا أن يجبرهم على صفقة بالقوة".
وفي الختام، كتب الخبير في الشؤون الروسية توماس غراهام مقالا في "فورين أفيرز"، ذكر فيه أن الوقت "ملائم جدا لإنهاء الحرب الأوكرانية"، معتبرا أن ترامب "قادر على لجم المشككين وإتمام صفقة".
وأضاف الكاتب أن النجاح "ليس مضمونا، لكنه قد يتحقق مع الجهد الدؤوب"، وأن السؤال الحقيقي "يبقى حول قدرة إدارة ترامب على حشد المهارة والصبر والمثابرة لدفع العملية الدبلوماسية نحو نهاية ناجحة".
المصدر:
القدس