انعقد في إسطنبول مؤتمر "العهد للقدس" تحت شعار "نحو تجديد إرادة الأمة في مواجهة التصفية والإبادة"، بمشاركة أكثر من 300 شخصية من أكثر من 30 دولة، بهدف إحياء الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية وإدانة ما يحدث في غزة.
هدف المؤتمر إلى تجديد الإجماع العربي والإسلامي والعالمي على إدانة ممارسات الاحتلال في غزة، وتجريمها، وتفعيل الجهود لملاحقة مرتكبيها، ورفض التطبيع مع الاحتلال بكل أشكاله، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة حتى استعادة حقوقه كاملة، واستعادة القدس بهويتها العربية.
بدعوة من "مؤسسة القدس الدولية" وبمشاركة مؤسسات شعبية وأهلية عربية وإسلامية، شهد المؤتمر حضورًا لافتًا من حركات إسلامية ووفد إيراني برئاسة آية الله الشيخ محمد حسن أختري، ووفد من حزب الله برئاسة السيد عمار الموسوي، إضافة إلى وفود من حماس والجهاد الإسلامي وفتح، وشخصيات فلسطينية وتركية وعالمية.
ناقش المؤتمر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وكيفية مواجهة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة، ومشاريع التطبيع والاتفاقات الأمنية والسياسية مع الاحتلال، وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني، ومواجهة التهويد والاستيطان والتهجير في القدس والضفة الغربية. وقد صدرت عن المؤتمر ثلاث عهود ضد التطبيع والإبادة، ومن أجل الدفاع عن القدس وفلسطين.
قدمت خلال المؤتمر العديد من الأفكار والاقتراحات العملية للدفاع عن القدس وفلسطين، وانتُخب الدكتور محمد سليم العوا رئيسًا لمجلس الأمناء لمؤسسة القدس، وجرى تجديد الثقة بالهيئة الإدارية للمؤسسة، وتكريم المناضل معن بشور.
تضمنت كلمة خالد مشعل برنامج عمل من عشر نقاط، أبرزها تشكيل تحالف عالمي للدفاع عن فلسطين، والعمل على تجريم الكيان الصهيوني بوصفه كيانا عنصريا.
حذر مشعل من وجود "مشروع شامل لإعادة هندسة غزة جغرافيا وديمغرافيا وأمنيا، وضرب سلاح المقاومة وفرض الوصاية على القرار الفلسطيني، واستكمال تهويد القدس وضم الضفة واستهداف الأسرى والمنطقة برمتها تحت عنوان إسرائيل الكبرى".
دعا مشعل إلى جعل تحرير القدس مشروع الأمة المركزي، وتسخير الإمكانات لغزة وفك الحصار عنها، ورفض كل أشكال الوصاية والانتداب، وحماية سلاح المقاومة، وإنقاذ الضفة والداخل الفلسطيني من الاستيطان والتهجير، وتحرير الأسرى، وبناء وحدة وطنية حقيقية، واعتماد إستراتيجية عربية وإسلامية في مواجهة التطبيع والهيمنة، وملاحقة الكيان أمام المحافل الدولية.
الأفكار التي طرحها مشعل والمتحدثون في المؤتمر، والتي ضُمنت في العهود الثلاثة، يمكن أن تشكل برنامج عمل للقوى والحركات الإسلامية والقومية واليسارية ومؤسسات حقوق الإنسان والمتضامنين مع فلسطين والقدس.
يؤكد المؤتمر وجود تيار عالمي متضامن مع القضية الفلسطينية، وأن معركة طوفان الأقصى والحرب على غزة غيّرت السردية حول القضية الفلسطينية وفتحت الباب أمام نضال عالمي جديد ضد الكيان الصهيوني.
أثبت المؤتمر إمكانية تجاوز الخلافات والصراعات، وأن القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس يمكن أن يشكلا عنوانًا للتلاقي والحوار والتواصل، والذهاب لتشكيل تحالف قادر على مواجهة المشروع الإسرائيلي الأمريكي.
المؤتمر شكّل نقلة نوعية في النضال من أجل القدس وفلسطين، ويمكن أن يشكّل محطة جديدة في هذا النضال، ومن المهم تعميم العهود التي صدرت عنه وترجمتها إلى كل اللغات.
انتخاب الدكتور محمد سليم العوا وتكريم معن بشور والمشاركة الفاعلة من حزب الله وإيران وتركيا والحركات الإسلامية وقوى المقاومة، كلها مؤشرات مهمة يمكن البناء عليها لمواجهة مخاطر المشروع الإسرائيلي الأمريكي، وإعادة الأولوية للقضية الفلسطينية.
المصدر:
القدس