تلقت مجموعات "أبو شباب"، التي تتعاون مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في شرق مدينة رفح، ضربة قوية بمقتل زعيمها "ياسر أبو شباب" على يد مسلحين قبليين في منطقة نفوذه. أثار هذا الحدث ردود فعل فلسطينية واسعة ودعوات لعزل هذه المجموعات وإنهاء وجودها.
يثير مقتل زعيم هذه المجموعات تساؤلات حول مصير هذه الحالة التي تواجه رفضا شعبيا واسعا في قطاع غزة، نظرا لتعاونها مع قوات الاحتلال التي ارتكبت جرائم حرب وإبادة جماعية ضد الفلسطينيين وحملة تجويع ممنهجة، حيث كانت مجموعات "أبو شباب" إحدى الأدوات الفاعلة للاحتلال.
ذكرت مصادر محلية أن "غسان الدهيني" تولى قيادة "مجموعات أبو شباب" بعد إصابة طفيفة تعرض لها خلال الاشتباكات التي أدت إلى مقتل "ياسر أبو شباب".
لكن السؤال المطروح هو: هل سيتمكن الدهيني من السيطرة على مجموعات أبو شباب ومناطق نفوذها؟
أفاد مصدر من قبيلة "الترابين" بأن تولي الدهيني قيادة "مجموعات أبو شباب" لن يلقى قبولا واسعا، خاصة أنه ليس من أبناء المنطقة، مما قد يواجه رفضا من المكونات المسلحة في المنطقة.
أشار المصدر إلى أن الدهيني، على الرغم من انتمائه لنفس القبيلة التي ينتمي إليها أبو شباب (الترابين)، إلا أنه قدم إلى مناطق شرق رفح من منطقة تل السلطان مع بداية الحرب الأخيرة على غزة، ولم يكن مقيما في المنطقة من قبل، مما يمثل عائقا كبيرا أمام قبوله كزعيم جديد.
أكد المصدر أن المناطق التي كان يسيطر عليها "أبو شباب" لا تزال تحت نفوذ عائلات بدوية كبيرة مثل "أبو سنيمة" و"الدباري"، اللتان تقطنان المنطقة منذ عقود، خاصة في مناطق "المطار" و"الشوكة" شرق رفح. وأشار إلى محاولات مبكرة من قبل "الدهيني" لاستمالة العائلتين لتمكينه من بسط سيطرته على المنطقة.
توقع المصدر انهيارا داخليا لمجموعات أبو شباب في ضوء مقتل زعيمها السابق، قائلا إن وصول النزاع إلى مرحلة الدم يعني أن تطورات لاحقة حتمية ستحدث وستكون على حساب تواجد "أبو شباب" ومجموعاته وقيادتها الجديدة المتمثلة في الدهيني.
أضاف المصدر أن "مجموعات أبو شباب تتكون من أبناء منطقة شرق رفح، بمن فيهم شبان من عائلات لديها ثأر من قيادة المجموعات الحالية، مما يعني نزاعات داخلية وشيكة قد تطيح بهذه الحالة بالكامل".
تشير تقديرات أمنية إسرائيلية إلى وجود خشية من توسع الفوضى وانهيار الرهان الإسرائيلي على المجموعات العشائرية المتعاونة معها في رفح ومناطق حدودية أخرى في قطاع غزة، في أعقاب مقتل "ياسر أبو شباب".
يرى محللون أن مقتل أبو شباب يمثل ضربة قاسية لخطط "اليوم التالي" التي كانت تعتمد على مجموعات عشائرية محلية كبديل لإدارة حماس، إذ أظهرت الحادثة هشاشة البنية التنظيمية لهذه الميليشيات وانكشافها السريع أمام أي ضغط ميداني.
يعتقد هؤلاء أن استمرار تفكك هذه المجموعات قد يؤدي إلى تعزيز موقع حماس باعتبارها القوة الأكثر تنظيما، أو انزلاق القطاع إلى دوامة أعمق من الفلتان الأمني والثأر العشائري، وهو السيناريو الذي تخشاه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أكثر من غيره.
المصدر:
القدس