سلّطت صحيفتان إسرائيليتان الضوء على تداعيات تأخر تشكيل القوة الدولية لحفظ السلام في قطاع غزة، وما قد يترتب على ذلك من إضعاف فرص قيام دولة فلسطينية موحدة وذات سيادة.
فقد ذكرت صحيفة إسرائيل هيوم، في تقرير لها، أن آمال تشكيل قوة دولية تتولى نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تبدو "بعيدة المنال" في ظل تراجع أو تبدّل مواقف بعض الدول المشاركة بشأن صلاحيات القوة وإدارتها الميدانية للقطاع.
وأشارت الصحيفة إلى أن استمرار التأخير قد يعزز قناعة الحكومة الإسرائيلية بضرورة تولي إدارة قطاع غزة بنفسها، بما يشمل نزع سلاح حماس، بدلا من انتظار قرارات دولية لم تُحسم بعد.
ويأتي ذلك خاصة في ظل وجود مواقف وتصريحات إسرائيلية تصب في قناعة إسرائيل بضرورة توليها إدارة القطاع، والتي ظهرت في طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من واشنطن "عدم بدء إعمار قطاع غزة قبل نزع سلاح حماس كاملا".
وفي السياق، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير إن بقاء الجيش في نقاط إستراتيجية هو شرط أساسي قبل بدء إعمار غزة.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن مفهوم الدولة الفلسطينية فقد الكثير من معناه السياسي والعملي، بعدما سعت إسرائيل -لا سيما في عهد نتنياهو- إلى إخراج حدود عام 1967 من النقاش العام.
وقالت الصحيفة إن السلطة الفلسطينية لم تعد تسيطر إلا على خُمس الضفة الغربية، في حين تبقى إسرائيل مهيمنة على غزة والضفة عبر التحكم بالأجواء والبحر والمناطق العازلة.
ويرى خبراء -تحدثت إليهم هآرتس- أن أي دولة فلسطينية يُعلن عنها في الظروف الحالية ستكون بلا سيادة حقيقية، وستنشأ مقسمة جغرافيا ومقيدة سياسيا واقتصاديا، بما يجعلها "أشبه بسجن كبير".
ووفق الصحيفة الإسرائيلية، فإن قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة يحتاج إلى تحديد واضح للحدود، وترتيبات أمنية مستقرة، وإمكانات حقيقية للإدارة والموارد، وإلا ستظل مجرد طرح نظري غير قابل للتطبيق على الأرض.
المصدر:
القدس