آخر الأخبار

جريدة القدس || اجتياح إسرائيل جنوب لبنان.. "استطلاع بالقوة" لتحقيق الأهداف المضمرة

شارك الخبر


اللواء واصف عريقات: ملامح الاجتياح البري للبنان تحددها أهداف الجيش الإسرائيلي التي "لا تزال غامضة" 

د. أحمد رفيق عوض: إسرائيل قد تسعى في نهاية المطاف لتسوية مع حزب الله لضمان عودة مستوطني الشمال

محمد مناصرة: شهية إسرائيل للقتل قد تدفعها إلى إبادة القرى اللبنانية أو جعلها غير قابلة للحياة على أقل تقدير 

بسام زكارنة: استهداف واضح للفلسطينيين في مخيمات لبنان وهناك حالة استنفار للفصائل لتقديم المساعدات

هاني أبو السباع: إسرائيل تسعى لتغيير الواقع في جنوب لبنان وحزب الله يخوض المعركة البرية بحافز قوي للثأر

عماد موسى: العمليات البرية الحالية "استطلاع بالقوة" وإسرائيل تهدف لتحقيق مشروع أكبر للسيطرة على المنطقة



في ظل التوتر المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله، بات الاجتياح البري الإسرائيلي للجنوب اللبناني يثير تساؤلات حول تحقيقه أهدافه، على الرغم من عدم وضوح الأهداف المعلنة لإسرائيل، لكنها تسعى إلى إضعاف حزب الله أو حتى تفكيكه بالكامل، وهو ما يثير تساؤلات حول إمكانية تحقيق ذلك.

ويُشكك كتاب ومحللون وسياسيون وخبراء، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، في قدرة إسرائيل على تحقيق هذه الأهداف، خاصة في ظل خبرات حزب الله العسكرية وتحصيناته في جنوب لبنان، كما أن إسرائيل قد تواجه حرب استنزاف طويلة، الأمر الذي سيعرضها لخسائر كبيرة ويعقد تنفيذ خططها.

وبينما تتركز الأنظار على الجنوب اللبناني، فإن الكتاب والمحللين يحذرون من أن إسرائيل قد تسعى إلى تدمير القرى والبنى التحتية هناك، مكررة سيناريوهات سابقة من التهجير والتدمير.


غموض حول الأهداف الحقيقية للاجتياح البري


يرى الخبير العسكري والأمني الاستراتيجي اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات أن ملامح الاجتياح البري الإسرائيلي تعتمد بشكل كبير على ما تسعى إسرائيل إلى تحقيقه من أهداف في المستقبل، بالرغم من أن أهداف الجيش الإسرائيلي من الاجتياح البري للبنان لا تزال غامضة.

ويلفت عريقات إلى أنه إذا كان هدف إسرائيل، كما صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هو "تغيير وجه الشرق الأوسط لخمسين سنة مقبلة"، فإن ذلك يعني أن الاجتياح سيجري دون أي حدود أو ضوابط واضحة، وقد يتسم بتوسع عدواني غير محدود، أما إذا كان الهدف الرئيسي هو فصل الجبهات وضمان عودة المستوطنين إلى المناطق الشمالية وتأمين انسحاب حزب الله من الحدود، فقد يكون الاجتياح محدوداً في نطاقه. 

ويشير عريقات إلى أنه في حال كان الهدف، كما أعلنه وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، هو تفكيك حزب الله بشكل كامل، فإن إسرائيل ستحتاج إلى فترة زمنية أطول بكثير لتحقيق هذا الهدف.

ويلفت إلى أن هناك غموضاً كبيراً حول الأهداف الحقيقية للاجتياح البري، إذ لم يكشف الجيش الإسرائيلي بشكل واضح عن خططه وأهدافه النهائية. 

ومع ذلك، فإن عريقات يعتقد أن إسرائيل لن تتراجع عن هذا مسار الاجتياح البري، خاصة في ظل سيطرة جنون العظمة على نتنياهو، الذي يبدو مصمماً على تنفيذ رؤيته بأي ثمن. 


استمرار الحرب وتوسيع رقعة القتال


ويعتبر عريقات أن هذا الأمر يزيد من احتمالية استمرار الحرب وتوسيع رقعة القتال، ما سيسفر عن المزيد من القتل والتهجير للقرى والبلدات اللبنانية، إضافة إلى تدمير البنية التحتية في لبنان.

وفي المقابل، يعتقد عريقات أن الحرب البرية لن تكون خالية من التحديات بالنسبة للجيش الإسرائيلي، الذي سيتعرض لحرب استنزاف قد تتسبب في تكبده خسائر كبيرة. 

ويلفت عريقات إلى أن الجنود الإسرائيليين سيجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع مقاتلي حزب الله، ما سيزيد من صعوبة تحقيق أهدافهم. 

وفي ما يتعلق بأن الاجتياح البري يعمل على تغيير مسار الحرب، يؤكد عريقات أن ذلك يعتمد بشكل كبير على صمود المقاومة اللبنانية وقدراتها القتالية، التي ستحدد اتجاه الاعتداءات الإسرائيلية وتوجهاتها في لبنان.

عريقات يشكك في قدرة الجيش الإسرائيلي على الصمود أمام المقاومة اللبنانية وتحقيق أهدافه، مشيراً إلى أن الهدف الإسرائيلي بفصل الجبهات وإبعاد حزب الله عن الحدود الشمالية يبدو صعب المنال. 

ويلفت عريقات إلى أن الجيش الإسرائيلي سيضطر في النهاية إلى الانسحاب، مشيراً إلى شواهد تاريخية تثبت ذلك. 

ويوضح عريقات أن الوضع في لبنان يختلف تماماً عن الحالة الفلسطينية، خاصة في الطبيعة الجغرافية الصعبة وتخدم المدافعين عنها، إضافة إلى طرق الامداد والتزويد  والاتصال والتواصل والعمق الاستراتيجي، ما يمنح المقاومة اللبنانية ميزة تكتيكية كبيرة.

وفي هذا السياق، يشير عريقات إلى أن حزب الله والمقاومة اللبنانية قد اكتسبا خبرة طويلة من خلال سنوات طويلة من المواجهات مع إسرائيل، ولديهما قدرات بشرية ومخزون عسكري كبير. 

ويستشهد عريقات بقدرة المقاومة الفلسطينية على الصمود لمدة عام كامل حتى الآن، معتبراً أن المقاومة اللبنانية تمتلك إمكانيات أكبر تؤهلها للصمود لفترة أطول وإيقاع خسائر أكبر في صفوف الجيش الإسرائيلي نظراً للإمكانيات المتوفرة لديها.


نطاق الاجتياح سيتحدد وفق التطورات الميدانية


يرى الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض أن نطاق الاجتياح البري الإسرائيلي الذي أعلن عنه الجيش الإسرائيلي مؤخراً سيتحدد وفق تطورات الميدان العسكري، مستشهداً بتجارب سابقة، مثل الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وحرب 2006 حينما تراجع الجيش الإسرائيلي على وقع ضربات المقاومة.

ويشير عوض إلى أن الاجتياح الإسرائيلي البري سيواجه مقاومة، الأمر الذي قد يدفع إسرائيل إلى الدخول في مفاوضات للخروج من المأزق أو الانزلاق في مستنقع لبنان. 

لكن عوض يلفت الى أنه في حال عدم وجود مقاومة قوية، فقد تتمكن إسرائيل من التوغل حتى قلب بيروت، إلا أنه يؤكد أن تصريحات إسرائيل حول اجتياح محدود في جنوب لبنان قد تكون مجرد وسيلة لطمأنة الرأي العام الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة، ولتهدئة المخاوف الداخلية الإسرائيلية.


إقامة منطقة عازلة على الحدود مع لبنان


وفي هذا السياق، يوضح عوض أن ما تريده إسرائيل فعلياً هو إقامة منطقة عازلة على الحدود الشمالية مع لبنان تبعد فيها مقاتلي حزب الله لعدة كيلومترات، وربما حتى ما وراء نهر الليطاني، لكنه شكك في قدرة إسرائيل على تحقيق هذا الهدف. 

ويتوقع عوض أن تتجاوز أهداف إسرائيل إقامة المنطقة العازلة، وأن تسعى إلى تدمير وتهجير سكان الجنوب اللبناني، وخاصة المخيمات الفلسطينية، للضغط على الحكومة اللبنانية وحزب الله.

ويشير عوض إلى أن إسرائيل لا تواجه ضغوطاً دولية تُذكر، مما يجعلها تشعر بحرية في ما تقوم به في لبنان، ولكن عوض يحذر من أن الأمور قد تتدهور إلى حرب شاملة، مشككاً في قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها من الاجتياح البري. 

ويوضح عوض أن إسرائيل، منذ عام 2000 وحتى الآن، لم تتمكن من تحقيق أهدافها في مواجهة حزب الله، الذي يتمتع باستعدادات دينية تدفعه إلى توريط إسرائيل في حرب استنزاف طويلة.

ويؤكد عوض أن الجيش الإسرائيلي قد يتكبد خسائر فادحة في هذه الحرب، ما قد يدفع الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى الضغط على حكومتها للانسحاب من لبنان، خاصة وأنه لا توجد مصلحة تكتيكية واضحة لاحتلاله. 

ويلفت عوض إلى أن إسرائيل قد تسعى في نهاية المطاف إلى تسوية مع حزب الله لوقف الهجمات وضمان عودة سكان مستوطنات الشمال، وإذا كان بإمكانها تحقيق ذلك عبر المفاوضات، فلن تتردد في ذلك، لتجنب الدخول في حرب قد لا تحقق أهدافها المنشودة.

وعلى الجانب الآخر، يرى عوض أن حزب الله، بالرغم من الضربات الكبيرة التي تلقاها مؤخراً، يحتاج إلى فترة للتعافي، إلا أنه يبقى مستعداً لخوض حرب طويلة الأمد. 

ويؤكد عوض أن الحزب يتمتع بخبرات وكوادر عسكرية مدربة، ويحظى بدعم إيراني مستمر لاعتبارات عدة ولا يمكن لإيران أن تتخلى عنه. 

ومع مرور الوقت، وتزايد أمد الحرب، فإن عوض يتوقع أن تتصاعد قدرات حزب الله، وأن يستعيد قوته وعافيته بشكل تدريجي، ما سيزيد من صعوبة تحقيق الإسرائيلية، وأنها ستتورط بحرب استنزاف لا محالة.


إجراءات إسرائيلية غير متوقعة


يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد موسى مناصرة أن الاجتياح الإسرائيلي الحالي سيتركز بشكل رئيسي على جنوب لبنان، محذراً من مخاطر كبيرة قد تؤدي إلى إبادة القرى اللبنانية هناك، على غرار ما حدث في نكبة عام 1948، إذ لجأت العصابات الصهيونية الى تدمير ومحو القرى والبلدات الفلسطينية على جانبي الطريق الواصل بين يافا والقدس.

ويشير مناصرة إلى أن إسرائيل قد تتخذ إجراءات غير متوقعة، مشيراً إلى "شهية الإسرائيليين للقتل والإجرام" والتي قد تدفعهم إلى تدمير ومحو القرى اللبنانية في الجنوب أو جعلها غير قابلة للحياة على أقل تقدير.

ويرجح مناصرة أن إسرائيل سوف تستهدف الطرق الواصلة بين لبنان وسوريا في محاولة لقطع الإمدادات عن حزب الله. 

ويعتقد مناصرة أن إسرائيل تستمد قوتها العدوانية من شعور بالنشوة والانتصار، خاصة بعد اغتيالها عدداً كبير من قيادات الصف الأول والثاني في حزب الله، الأمر الذي أحدث إرباكاً في صفوف الحزب ولم يتمكن من معالجته حتى الآن، اضافة لشعور إسرائيل بالقوة بسبب معرفتها بدعم أمريكا اللامحدود معها.

ويرى مناصرة أن إسرائيل، وبالرغم من قدرتها على إضعاف حزب الله، لن تتمكن من القضاء عليه بالكامل، حيث أن القضاء على الأحزاب المحصنة بالعقائدية مثل حزب الله يعتبر مهمة صعبة للغاية. 

لكن مناصرة يوضح أن حزب الله لا يواجه فقط إسرائيل، بل أيضاً الولايات المتحدة الأمريكية، والمسيحية الصهيونية العالمية، وحلف شمال الأطلسي، ما يزيد من تعقيد الصعوبات التي تواجهه.


حزب الله يواجه تحديات متعددة


ويوضح مناصرة أن حزب الله يواجه تحديات متعددة، منها مواجهته لعدو مدعوم بتكنولوجيا وأسلحة متطورة، إضافة إلى وجود خلافات داخل المجتمع اللبناني، فضلاً عن بعض المشكلات التنظيمية داخل الحزب نفسه. 

ويعتبر مناصرة أن قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها من الاجتياح البري تعتمد على طبيعة هذه الأهداف، خاصة الأهداف غير المعلنة التي قد تشمل تصفية حزب الله في جنوب لبنان، وهو ما سيتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين.

ويشير مناصرة إلى أن حزب الله يمر بمرحلة صعبة للغاية في ظل مواجهته لعدو متفوق تكنولوجيا وعسكرياً، لافتاً إلى أن امتلاك الحزب الصواريخ ليس كافياً بالمواجهة في الحروب. 

ومع ذلك، يؤكد مناصرة أن إرادة حزب الله ستظهر بطولات وبسالة في القتال، رغم الفارق الكبير في القوة بين الجانبين، لكن تبقى التحديات قائمة نتيجة فارق التقدم بالقوة.

ويلفت مناصرة إلى أن إسرائيل ماضية في إضعاف حزب الله وإلحاق الوهن به، وهو الهدف الذي قد تسعى لتحقيقه من خلال هذا الاجتياح.


أوضاع الفلسطينيين في مخيمات لبنان أكثر صعوبة


يوضح عضو المجلس الثوري لحركة فتح بسام زكارنة أن أوضاع الفلسطينيين في مخيمات لبنان أكثر صعوبة نتيجة غياب الحماية الكاملة، وسط تصاعد المخاوف على حياتهم، حيث إن سكان المخيمات يعيشون في بيوت متلاصقة، ما يجعلهم عرضة لمخاطر كبيرة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي. 

ويعرب زكارنة عن أمله في تأمين احتياجات اللاجئين الفلسطينيين، خاصة أولئك الذين نزحوا من مناطقهم جراء القصف المكثف.

ويرى زكارنة أن هناك استهدافاً واضحاً للفلسطينيين في لبنان، حيث تعر ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا