يلجأ الملايين في الولايات المتحدة والعالم إلى القنب لعلاج الألم والقلق ومشكلات النوم، بعد أن أصبح قانونيا في بعض الدول وفي 40 ولاية أمريكية للاستخدام الطبي.
وعزت صحيفة "نيويورك تايمز" ذلك إلى دراسة جديدة استمرت 15 عاما خلصت إلى أن الأدلة على فوائد القنب "غالبا ما تكون ضعيفة أو غير حاسمة".
وقالت الصحيفة إن الدراسة، التي نشرتها دورية الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA)، تأتي وسط قبول متزايد لشراء منتجات القنّب في صناعة تبلغ قيمتها 32 مليار دولار.
وأضافت أن خبراء الإدمان في مراكز طبية أكاديمية بالولايات المتحدة عمدوا خلال الدراسة إلى مراجعة أكثر من 2500 تجربة سريرية وإرشادات واستطلاعات أُجريت في الغالب في الولايات المتحدة و كندا .
ووجد الباحثون فجوة كبيرة بين الأغراض الصحية التي يسعى الجمهور لاستخدام القنب من أجلها وما تثبته الأدلة العلمية الموثوقة حول فعاليته.
كما كشفوا أن الأطباء أنفسهم لا يمتلكون فهما راسخا للقنب الطبي، مستشهدين بمراجعة أُجريت عام 2021 أظهرت أن 33 في المئة فقط من الأطباء حول العالم كانوا واثقين من معرفتهم بالقنب الطبي، وأن 86 في المئة قالوا إنهم بحاجة إلى مزيد من التعليم.
وأوضحت الصحيفة أن الشعور بالألم يُعد السبب الرئيسي الذي يدفع الناس لاستخدام القنب الطبي، لكن الدراسة لم تجد أي دليل يشير إلى أن القنّب يمكن أن يخفف الألم الحاد.
واستشهدت الدراسة بإرشادات عام 2024 الصادرة عن الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري، التي قالت إنه لا توجد أدلة كافية للتوصية باستخدام القنب لعلاج ألم السرطان.
وفيما يتعلق بعلاج الألم المزمن غير المرتبط بالسرطان ، فقد كشفت الدراسة عن نتائج معقدة؛ إذ أوصت بعدم استخدام القنب كخيار علاجي أول بسبب محدودية الأدلة على فعاليته.
وحذرت الدراسة من مخاطر استنشاق القنب بسبب احتمالية الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية المزمن أو التعرض للمواد السامة.
وأضافت الدراسة أن الرغبة في النوم سبب شائع آخر يدفع الناس إلى استخدام القنب، لكن الباحثين أكدوا أن التجارب المتعلقة بالنوم أسفرت أيضا عن نتائج ضعيفة أو غير حاسمة، مما حال دون إصدار توصيات قوية لحسم هذا الأمر.
أما بالنسبة لعلاج القلق، فقد أظهرت الدراسة الجديدة مرة أخرى نتائج متباينة للقنب؛ إذ أشار الباحثون إلى تجربة أجريت على 80 من المحاربين القدامى في الجيش الأمريكي مصابين باضطراب ما بعد الصدمة، حيث لم تجد فرقا كبيرا في النتائج بين من استخدموا القنّب وبين من استخدموا دواءً وهميا.
يُشار إلى أن الدواء الوهمي هو مادة لا تحتوي على مواد فعالة، ويتم استخدامها في التجارب العلمية .
تحرير: ابتسام فوزي
المصدر:
DW