في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
الآثار السلبية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي باتت حديث السياسيين والخبراء في ألمانيا، وجدل كبير يدور حول منع الأطفال من حمل الهواتف المحمولة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
قبل أيام، دعا السياسي من حزب الخضر، جيم أوزدمير، إلى حظر منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وإنستغرام للأطفال و المراهقين دون سن السادسة عشرة، بحسب مجلة فوكوس الألمانية.
واقترحت الأكاديمية الوطنية الألمانية للعلوم، ليوبولدينا فرض قيود صارمة على استخدام الأطفال والمراهقين لمواقع التواصل الاجتماعي، وطالبت في ورقة نقاشية بضرورة جعل التدابير الوقائية المعمول بها حالياً في ألمانيا و الاتحاد الأوروبي ودول أخرى أكثر فعالية، واستكمالها بطريقة مُستهدفة وبإشراك الأهل.
اقترحت الأكاديمية عدم السماح للأطفال دون سن 13 عاماً بإنشاء حساباتهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي ، مع ضرورة إيقاف تلقائي لوصول القاصرين بعد 45 دقيقة من الاستخدام المتواصل، لأخذ استراحة إلزامية، وأن يشترط استخدام من تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً موافقة الوالدين القانونية.
وينبغي أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي صالحة للاستخدام بدءاً من سن 17 عاماً، ولكن بطريقة مناسبة للفئة العمرية، أي مع فرض قيود صارمة أيضاً.
وكتب المؤلفون في ورقة النقاش: "يجب أيضاً تعطيل الوظائف التي تسبب الإدمان بشكل خاص، مثل التشغيل التلقائي، والإشعارات الفورية، والتمرير اللانهائي، بشكل افتراضي".
استندَ المؤلفون في اقتراحاتهم على دراسات علمية تربط بين الاستخدام المكثف، والذي قد يُسبب الإدمان أحياناً لوسائل التواصل الاجتماعي، والاضطراب النفسي.
وبالفعل غالباً ما يرتبط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدى الأطفال والمراهقين بإهمال أنشطة أخرى مفيدة لهم، مثل التمارين الرياضية، وثبتَ أن الاستخدام غير المقيد يضرّ بالمهارات الاجتماعية، ومهارة حل المشكلات.
وجاء في ورقة الأكاديمية الوطنية الألمانية للعلوم: "استخدام وسائل التواصل الاجتماعي - على الرغم من فوائده المهمة - يمكن أن يُضعف بشكل كبير الصحة النفسية والرفاهية وفرص النمو للأطفال والشباب".
ليس هذا فحسب، بل لا يمكن إهمال الآثار النفسية المترتبة عليهم بسبب تعرضهم لخطاب الكراهية والتنمر الإلكتروني.
ولتنفيذ هذه التدابير، ناشد مؤلفو الورقة الحكومة الألمانية الاتحادية لوضع لوائح قانونية مناسبة، وإرساء ميثاق تعليمي رقمي إرشادي في دور الحضانة والمدارس، وإطلاق حملات توعوية للأهالي والأسر بضرر وسائل التواصل الاجتماعي على أطفالهم وآثارها السلبية على صحتهم النفسية ورفاههم.
لتفادي جزء من خطر استخدام الهواتف المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعي تحظر بعض الولايات الألمانية على طلابها استخدام الهواتف المحمولة في المدارس، فبحسب قانون التعليم البافاري لا يُسمح بالهواتف الذكية الخاصة في مباني المدارس، إلا باستثناءات قليلة.
وبحسب مجلة فوكوس تخطط ولاية هيسن لحظر استخدام الهواتف الذكية الشخصية على مستوى الولاية في جميع المدارس بدءاً من العام الدراسي 2025/ 2026، مع استثناءات للمدارس الثانوية العليا، أو للاحتياجات التعليمية، أو في حالات الطوارئ.
في حين أقرت ولاية سارلاند حظرًا على استخدام الهواتف المحمولة الشخصية في المدارس الابتدائية ومدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، ليس هذا فحسب، بل حظرت أيضاً استخدام الساعات الذكية ، إلا في حالات خاصة.
في ألمانيا، يوجد انقسام كبير بين مَن يؤيد حظر الاستخدام الكامل للهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي ومَن يعارضه، ففي دراسة رقمية أجراها مصرف البريد "بوست بنك" لعام 2025، أيد 81 بالمئة من الآباء الذين شملهم الاستطلاع الحظر، وقال 49 بالمئة منهم إن الهواتف الذكية تعيق الدراسة والتركيز.
في حين يرى كل من جمعية التربية الإعلامية وثقافة الاتصال (GMK) وصندوق رعاية الطفولة الألماني أن الحظر سيُضعف مشاركة الأطفال والشباب الرقمية وتنمية الثقافة الإعلامية لديهم.
ورفضت أيضاً رابطة المعلمين الألمانية الحظر الكامل، إذ صرّح رئيس الرابطة، شتيفان دول، لوكالة الأنباء الألمانية أن الأمر يتعلق باستخدام الهواتف المحمولة بعقلانية ونقد، بهدف تعريف الشباب على استخدامها بوعي في طريقهم نحو التحرر، وهو ما ينبغي أن يكون في نهاية المطاف مسؤولية كل بالغ، ودعا بدوره إلى تعزيز التثقيف الإعلامي في المدارس.