آخر الأخبار

قرعة كأس العالم.. "القطة" تحولت إلى الفاتنة هايدي كلوم

شارك
هايدي كلوم والقطة

قفزت قطة على الطاولة في تشيلي وعجز المنظمون عن فتح الكرات وأطلّت صوفيا لورين حسناء إيطاليا لتقلب المشهد رأساً على عقب عندما عرف "فيفا" بأن كرة القدم تُلعب خارج الملعب، قبل أن تصبح الفاتنة الألمانية هايدي كلوم بابتسامتها الساحرة مصدر طمأنينة للمشجعين المتوترين خلال قرعة كأس العالم.

هايدي كلوم

وتقام قرعة كأس العالم 2026 في مركز كينيدي بواشنطن وستتولى هايدي كلوم تقديم الحفل للمرة الثانية في 20 عاماً رفقة الممثل الكوميدي الأميركي كيفن هارت، وسيتولى المغني الأوبرالي الإيطالي الشهير أندريا بوتشيلي والبريطاني روبي ويليامز وفرقة "ذا فيليج بيبول" الجانب الموسيقي من القرعة.

هل كانت القرعة حدثاً مهماً ؟


الحقيقة أنها لم تكن حدثاً ذا أهمية كبرى عندما انطلقت البطولة قبل 95 عاماً، بل انتظر المنظمون لحين وصول المنتخبات الـ13 حتى يتم توزيعها على أربع مجموعات، إحداها مكونة من أربعة فرق وثلاثة فرق في كل من المجموعات الثلاث الأخرى.

بعدها بأربعة أعوام في بطولة إيطاليا 1938 تلقت المنتخبات المتأهلة نتائج القرعة عبر رسائل بريدية. المضحك في الأمر أن بعض المنتخبات المشاركة لم يصلها البريد ولم تكن تعرف أن القرعة قد سحبت.

كاس العالم 1950

بعد عودة المسابقة عقب الحرب العالمية الثانية عام 1950 استمرت الفوضى إذ اجتمع مسؤولو "فيفا" في غرفة فندقية وأجروا القرعة وأبلغوا منتخب إنجلترا أنه في مجموعة لكن اتضح أنه في مجموعة أخرى.

وفي نسخة سويسرا 1954 لم يفهم أحد حتى الآن لماذا تحتوي المجموعة على أربعة فرق لكن لا يواجه أي فريق فيها سوى خصمين، حتى أن الصحف المحلية كتبت آنذاك "قرعة أجراها شخص لم يشاهد كرة قدم في حياته مطلقاً".



وقفز قط في تشيلي 1962 إلى الطاولة التي كانت تجرى عليها القرعة، لم يغضب التشيليون كثيراً بل قالوا إن ذلك "فأل حسن". ربما كانوا محقين لأن منتخبهم بلغ نصف النهائي وغادر بعد الخسارة أمام البطلة البرازيل.

قرعة كأس العالم 1966

وفي فندق رويال غاردن بالعاصمة البريطانية لندن تعطلت الآلة المخصصة لمزج كرات قرعة مونديال 1966، ما أجبر المنظمين على مزجها بشكل يدوي، أما الألمان فاتهموا "فيفا" بأنه يحاول تجنيب البلد المضيف مواجهة ألمانيا الغربية. ولا يمكن اعتبار الاتحاد الدولي لكرة القدم جيداً بما فيه الكفاية لأن المنتخبين تواجهَا بالمباراة النهائية.



ورن جرس إنذار الحريق في البناية التي احتضنت قرعة كأس العالم 1970 بالمكسيك، وعندما عاد الحاضرون إلى مقاعدهم بعدما هربوا خوفاً على سلامتهم، لم يجلسوا في أماكنهم المخصصة وتأخرت القرعة 20 دقيقة إضافية.



وارتبطت قرعة مونديال 1974 بفضيحة "الكرات الشفافة" وكانت تلك محاولة فاشلة من "فيفا" لإثبات مصداقيته، قيل حينها أن أحد الصحافيين الحاضرين يصرخ بأحد المنظمين "احذر ستختار البرازيل". ويبدو أن الصحفي هذا لا يعرف أن البرازيل دخلت في سباتها المونديالي الذي لن تفيق منه إلا بعد عقدين.

بعدها بأربعة أعوام تم اتهام الاتحاد الدولي لكرة القدم باستخدام الكرات الساخنة لتجنيب البلد المضيف الأرجنتين مواجهة خصوم أقوياء في دور المجموعات، قيل حينها أن أحد المنظمين قال لحظة سحب الكرة "يا إلهي، إنها ساخنة" وفي نهاية المطاف فازت الأرجنتين وعلقت أول نجمة على قميصها، ولا يُعرف حتى الآن إن كان للكرات الساخنة دور في ذلك أم لا.

قرعة كاس العالم 1982



وتعطل جهاز مزج الكرات أثناء سحب قرعة كأس العالم في إسبانيا عام 1982، وبقي المنظمون يحركونه يدوياً حتى سقطت إحداها على الأرض وابتعدت عن الطاولة، وكل ذلك كان أمام كاميرات التلفاز، أما في مونديال المكسيك 1986 فلم يستطع منظم فتح إحدى الكرات وظل يحاول فتحها لمدة تجاوزت 15 ثانية وسط ضحكات الحضور الذين تجمعوا في ستوديو تلفزيوني صغير في مكسيكو سيتي وبحفل لم تتجاوز مدته 30 دقيقة كفيلم رديء بميزانية لا تُذكر.

قرعة كاس العالم 1986

ثم جاءت صوفيا لورين

بدأ "فيفا" يشعر بأن تقديم كرة قدم وحدها للعالم أمر لا يكفي، هل هناك طريقة أخرى للجذب؟ بالنسبة لرئيسه البرازيلي جواو هافيلانج هناك طريقة، وما دامت القرعة في إيطاليا فلا شيء أجمل من حضور الحسناء صوفيا لورين.

ولدت صوفيا في روما في العشرين من ديسمبر 1934 وهو العام الذي فازت به بلادها بكأس العالم لأول مرة. بعمر 26 عاماً فازت بأول جائزة "أوسكار" في تاريخها عن فيلم "امرأتان" كأول من يحقق ذلك الإنجاز في فيلم غير ناطق بالإنجليزية، وما زالت تعتبر واحدة من أكثر النساء جاذبية عبر التاريخ.

اكتظت قاعة بيلازيتو ديلو سبورت في العاصمة الإيطالية روما بحضور كارل هاينز رومينيغه والأسطورة بيليه ضمن الحضور، وفجأة تطل صوفيا لورين على أكثر من 3500 شخص احتشدوا لرؤية ما ستسفر عنه قرعة المونديال.



مدّت صوفيا، والتي كانت تقترب من الستين، الكرات لجوزيف بلاتر أمين عام الاتحاد الدولي لكرة القدم حينها، وانتهت مهمة المرأة التي ستبلغ 92 عاماً هذا الشهر، ليصعد لوتشيانو بافاروتي أحد أعظم المغنين الأوبراليين في التاريخ ويغني أمام الحضور.

إنها المرحلة التي ستفصل بين القطة والكرات الشفافة ورسائل البريد من جهة، وتحول القرعة إلى حدث ترفيهي أكثر مما هو رياضي. المرحلة التي تفصل بين لمحات بيليه الشهيرة ومراوغات مارادونا الفطرية، وعالم كرة القدم الحالي. ولن تكون لوحات الإعلانات في الملاعب على عدد أصابع اليدين ومجرد منتجات مشروبات غازية وكاميرات تصوير، بل أكثر من ذلك بكثير.






ترفيه ورياضة؟ لا يوجد أفضل من الأميركان لفعل ذلك. اختاروا لاس فيغاس لسحب قرعة كأس العالم 1994. أمر غريب أن تحتضن مدينة لن تستضيف أية مباراة مراسم القرعة. هل أردت "قرعة لامعة وبراقة" يا سيد هافيلانج؟ إذاً مرحباً بك في "مدينة الرذيلة".

كان الحاضرون يسمعون أصوات أجهزة مكائن "البينغو" وحسرة الخاسرين في "الروليت" وبعضاً من أغاني مادونا. وأخذ لاعبو ألمانيا "تجربة لاس فيغاس" بحذافيرها وجلسوا على طاولة قمار في فندق "سيزرز بالاس" الشهير، ولحظتها كان من الطبيعي رؤية بعض المتواجدين في القرعة يحملون مظاريف بنية اللون تحتوي على أموال القمار التي كسبوها.

ملكة جمال أميركا فانيسا ويليامز تولت تقديم الحفل إلى جانب الممثل الكوميدي روبن ويليامز، والأخير لم يتوقف عن السخرية من اسم بلاتر، إذ كان ينطقه بطريقة تشابه كلمة نابية في العامية الأميركية والمسكين السويسري لم يكن يعلم.

من 3

*
*
*
(3 صور)
قرعة كاس العالم 1998
ريكي مارتن في قرعة كاس العالم 1998
فانيسا ويليامز ملكة جمال أميركا

رفعت فرنسا السقف عالياً في ديسمبر 1997 واحتضنت القرعة في ملعب "فيلودروم" التابع لنادي مرسيليا بحضور 38 ألف متفرج. كان من ضمن الحضور جورج ويا وكارلوس ألبرتو بيريرا والنجمة الأميركية ميا هام، وكسب ريكي مارتن شهرته العالمية من تلك الليلة عندما غنى أغنيته الشهيرة "كأس الحياة" والتي شاهدها مليار شخص حول العالم. هافيلانج يتفوق مجدداً قبل توديع كرسي رئاسة "فيفا".



قرعة مونديال 2002 التي سحبت في مركز بوسان للمؤتمرات والمعارض، لم تكن بحجم سابقتيها، إذ توجت المغنية الأميركية أناستاسيا نجمة لتلك الليلة التي كاد يفسدها الصينيون بعد طلبهم عدم اللعب في اليابان.

هايدي كلوم في قرعة 2006



في قرعة مونديال 2006 دفع الألمان بأقوى أسلحتهم منذ الحرب العالمية الثانية. سلاح عارضة الأزياء الفاتنة هايدي كلوم التي قدمت الحفل وخطفت الأنظار إلى درجة أن بعض الحضور لم يكن يمانع أن يقع منتخب بلاده في "مجموعة الموت" طالما هايدي تبتسم وتنظر نحوه.

مع هايدي فقد كثيرون وقارهم. عاد العجوز الراحل فرانس بيكنباور شاباً وبدأ بالتمايل معها خلال أداء الكولومبي جوانيس أغنيته الشهيرة "القميص الأسود". لسوء حظ المغني اللاتيني فهو حتى الآن لا يعرف إن كان الحضور مبتهجاً بأنغامه أو رؤية كلوم وقميصها الأخضر.



وفي جنوب إفريقيا هناك عدة علامات فارقة في تاريخ البلاد، "الابارتاهيد" ونيلسون مانديلا والممثلة تشارليز ثيرون، والأخيرة كانت تسحب الكرات أمام ناظري العداء الإثيوبي جيبرا هيلاسيلاسي الذي كان حاضراً بينما أرسل المناضل الشهير والرئيس لاحقاً مانديلا رسالة مصورة ترحيباً بالعالم في كيب تاون.

ثيرون التي كانت مرتبطة بالممثل الإيرلندي ستيورات تاونسند، سحبت إحدى الكرات وقالت "إيرلندا" لكن الحقيقة أن جميع الكرات الـ32 قد سحبت حينها، هل كان هذا الأمر بدافع عاطفي أو مجرد مزحة؟ لا أحد يعلم حتى هذه اللحظة لكن الأكيد أنهما انفصلا بعد ثلاثة أسابيع فقط من سحب القرعة.



الأمر كان مختلفاً في البرازيل، فالبلد الأميركي الجنوبي يفتخر بقدرته على تصدير البن ولاعبي كرة القدم إلى كل مكان في العالم، وكذلك عارضات الأزياء. إحداهن وهي فرناندا ليما وقفت على خشبة المسرح بجانب سيب بلاتر، كان منظر العجوز القصير إلى جانبها غريباً لكثيرين.

أقيمت القرعة على شواطئ باهيا وبحضور عدد من نجوم كرة القدم منهم الأوروغوياني ألسيديس جيغيا عدو البرازيليين وبطل نهائي كأس العالم 1950 والذي تسبب بعزلة دائمة للحارس الراحل موساير باربوزا المتهم بضياع حلم المونديال في "ماراكانا".

فرناندا ليما في قرعة 2014

وغنت مارغريث مينيزيس أمام الحضور قبل أن تترقى لاحقاً لتصبح وزيرة الثقافة في البلاد حيث تشغل هذا المنصب الآن، وفرناندا ليما تأسر القلوب بنظراتها لكن الأضواء الساطعة تصفع على حين غفلة أحياناً. ربما لو علمت أن منتخب بلادها سيخسر خسارة تاريخية في نصف النهائي أمام ألمانيا بسبعة أهداف مقابل هدف لاعتذرت عن تقديم المناسبة مفضلة أن تقع من على منصة عرض الأزياء بدلاً من أن يتذكرها البرازيليون كل مرة عند الحديث عن أسوأ هزيمة في تاريخهم.

قرعة كاس العالم 1986

وفي موسكو، وضع الروس قرعة مونديالهم في قصر الكرملين. المقدم لأول مرة كان مرتبطاً بكرة القدم بشكل فعلي وهو النجم الإنجليزي غاري لينيكر هداف كأس العالم 1986 والمقدم التلفزيوني اللامع بعدها، وإلى جانبه الصحفية الروسية الحسناء ماريا كومندنايا، والأخيرة كادت توقف قلوب الإيرانيين بعد إعلانها مقدمة للحفل خوفاً من ارتداء ملابس قصيرة تحرم مشجعي "تيم ميلي" من متابعة القرعة.

وغنّت الروسية ألسو في حفل القرعة. ولحسن حظ الإيرانيين أن ملابس كومندنايا كانت مناسبة لمعايير التلفزيون الرسمي وشاهدوا بلادهم تقع في مجموعة صعبة إلى جانب إسبانيا والبرتغال والمغرب.

إدريس إلبا في قرعة كاس العالم 2022

في الدوحة بدأ الحفل بأغاني من الموروث الشعبي ولاعبون يتبارزون في إظهار مهاراتهم بكرة القدم قبل أن تظهر الممثلة المصرية شيريهان للترحيب بضيوف قطر من 32 دولة ومن ثم صعد إدريس إلبا الممثل والمنسق الموسيقي البريطاني الشهير ومواطنته الصحفية راشمين تشاودري وغنى النيجيري الأميركي دافيدو وترينيداد كاردونا وعائشة الأغنية التي ستبقى في الأذهان طويلاً "هيا هيا" ومن يسمعها سيتذكر مباشرة لقطة الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي حاملاً كأس العالم وهو يرتدي العباءة العربية "البشت" في ديسمبر 2022.

وبعد 35 عاماً من ظهور صوفيا لورين وتغييرها المشهد بأكمله. لا يمكن إلا الشفقة بحال القط التشيلي المسكين، فهو إن قفز على طاولة القرعة مجدداً فلن ينال أي اهتمام حتى لو جلب حظه السعيد معه. لأن الأنظار ستكون شاخصة نحو هايدي كلوم. فكرة القدم أصبحت صناعة ترفيهية أكثر من كونها لعبة مليئة بموظفي "فيفا" المرتبكين والذين يخطئون في كل مرة ينظمون فيها مونديالاً.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا