آخر الأخبار

كرة القدم في هونغ كونغ.. لعبة دمرتها المراهنات و"أعقاب السجائر"

شارك
مراهن بالقرب من أحد المراكز المتخصصة بالمراهنة على نتائج مباريات كرة القدم في هونغ كونغ

دخلت كرة القدم في هونغ كونغ عالم الاحتراف في العام 1968م، لكنها تدهورت بشكل واضح في نهاية التسعينات الميلادية بعدما حرمت الحكومة شركات التبغ من رعاية المسابقات والأندية، وكذلك ازدياد عدد المراهنين على نتائج المباريات.

في ذلك العام 1968 انضم اللاعب تشونغ شي دوي إلى فريق غاردن مقابل 2500 دولار هونغ كونغي (319 دولارا أميركيا) وهو رقم ضخم في البلاد إلى درجة أن متوسط الرواتب بالنسبة للموظفين لم يصل هذا المبلغ إلا في منتصف الثمانينات الميلادية.

عانت هونغ كونغ من تدهور اقتصادي حاد، وحظرت الحكومة شركات التبغ من رعاية الفعاليات الرياضية عام 1999 وهذا القرار تسبب بضربة كبيرة لكرة القدم في هونغ كونغ وكذلك اتحادها المحلي، وفي 2007 قررت الحكومة كذلك إيقاف كأس فايسروي الذي يقام في رأس السنة وتسبب ذلك بخروج شركة "كارلسبيرغ" للجعة من مجال الرعايات الرياضية.

كانت كرة القدم هناك تعتمد على ما يدخل عليها من أموال بشكل أساسي من شركات التبغ، إذ بدأت الأخيرة بتنظيم البطولات ورعايتها في هونغ كونغ، وكذلك استضافة أكبر الفرق العالمية والمنتخبات للعب مباريات ودية، لكن ذلك توقف بعدما قررت الحكومة منعها من الدخول في عالم الرياضة، وذلك لتوعية النشء بمخاطرها.

يقال في هونغ كونغ إن أفضل لاعبي كرة القدم في البلاد لا تتجاوز رواتبهم 20 ألف دولار هونغ كونغي شهرياً (2556 دولاراً أميركياً) ويتقاضى عدد كبير منهم بضعة آلاف، أما متوسط الرواتب اليوم بالنسبة للموظفين 36 ألف دولار هونغ كونغي، وهذا ما جعل كرة القدم مهنة "مكروهة" بالنسبة للعوائل وحتى الشبّان، فهي غير مغرية على الإطلاق.

أنشأ أحد الناقمين على وضع كرة القدم في هونغ كونغ مدونة ساخرة على الإنترنت قبل نحو 15 عاماً عنوانها "ماذا لو ولد ميسي في هونغ كونغ؟" تنتهي القصة بأن النجم الأرجنتيني سيقضي عيد ميلاده التاسع عشر يلعب ألعاباً إلكترونية بدلاً من تمثيل الأرجنتين في كأس العالم.

تدهور الوضع الاقتصادي في هونغ كونغ، المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي تتبع جمهورية الصين الشعبية، ما دعا الحكومة إلى تشريع مراهنات كرة القدم قبل 22 عاماً، لكنها اشترطت بأن يتم ذلك بعيداً عن مباريات الدوري المحلي.

بدأت القنوات التلفزيونية نقل مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز على الهواء مباشرة بسبب كثرة أعداد المراهنين، وهذا أضر بالدوري المحلي الذي لم يكن يثير اهتمام عشاق المراهنات على النتائج.


لم يسلم الدوري المحلي فعلاً من التلاعب، ففي يناير 2015 تم التحقيق مع 9 لاعبين ومسؤولين ينتمون إلى نادي هابي فالي بعد مباراة في الدوري وتمت إدانة قلب الدفاع الكرواتي ساشا موس بالتلاعب.

ومشهد آخر يدل على تفشي التلاعب بنتائج المباريات في هونغ كونغ وذلك عندما استقبلت شباك فريق توين مون بروغول أربعة أهداف في آخر 10 دقائق بعدما كانت تسير نحو التعادل، وغادر بعض اللاعبين الملعب بعد تسجيل الهدف الأخير، إلى درجة أن قائد الفريق تشاو واي مينغ صرخ ناحية دكة بدلاء فريقه قائلاً: كم هدفاً تريدونني أن أستقبل؟.

قصة غريبة أخرى حدثت في عام 2007 وذلك عندما هبط فريق إيسترن القوي سابقاً إلى الدرجة الدنيا، وتلقى دعوى من رئيس الاتحاد المحلي للمشاركة في دوري الدرجة الأولى لكنه لم يوافق حتى ضمن الحصول على رعاية بقيمة 6 ملايين دولار.

وبعد عامين في الدرجة الأولى طلب إيسترن الهبوط إلى دوري الدرجة الثالثة، والمضحك في الأمر أنه عندما فاز ببطولة الدرجة طلب عدم الصعود.

يقول المدرب الشهير لاو إن كرة القدم في هونغ كونغ ليست جاذبة للشبّان، فالفرق اضطرت إلى خوض حصة تدريبية واحدة يومياً في المساء بدلاً من حصتين لأن اللاعبين يعملون بوظائف أخرى صباحاً، أما المدرب الراحل لاي سون تشونغ، أكثر المدربين احتراماً بتاريخ هونغ كونغ فقال مرة عندما استقال من وظيفته: في هذه المدينة، كرة القدم لم تعد تحصل على الاحترام!.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا