اكتشف العلماء أول دبور في العالم متكيف جسديا للعيش في الظلام الدامس، حيث يتميز بغياب العيون تماما، وأجنحة شبه ضامرة، إضافة إلى أرجل وقرون استشعار أطول بشكل ملحوظ مقارنة بغيره.
وقد عثر باحثون من جامعة أديلايد الأسترالية على هذا النوع النادر من الدبابير في أعماق أحد كهوف سهل نولاربور، بين بقايا محنطة لعناكب وصراصير وأم أربع وأربعين. ويتميز هذا الدبور بتكيفات تشريحية فريدة تمكنه من العيش في ظلام دامس.
وبحسب الفريق البحثي، فإن هذه الحشرة تفتقر تماما إلى عيون وظيفية، وتمتلك أرجلا وقرون استشعار أطول بشكل ملحوظ من نظيراتها، مع أجنحة شبه معدومة. تعكس هذه التحورات الجسدية عملية تطورية عميقة أدت إلى إعادة تشكيل كامل لبنية الحشرة لضمان بقائها في هذه البيئة القاسية.
ويوضح الدكتور جيس مارش أن جميع اللافقاريات المكتشفة في الكهف كانت جثة محفوظة بشكل ممتاز بفضل الظروف المناخية الجافة داخل الكهف.
ويقدّر العلماء أن هذه الكائنات قد تكون نفقَت منذ عقود أو قرون، بل ربما منذ آلاف السنين. ويجري الفريق حاليا دراسات لتحديد العمر الزمني الدقيق لهذه العينات، مع الإشارة إلى عدم العثور على أي كائنات حية داخل الكهف.
وفي كهف مجاور، اكتشف الفريق البحثي مجموعة حية تنتمي إلى نوع جديد من عناكب الكهوف من جنس Troglodiplura. وتتميز هذه العناكب الكبيرة بشحوب لونها وغياب العيون، حيث تقوم ببناء شبكات عنكبوتية واسعة بين الصخور، وتتحرك بوتيرة أبطأ بكثير مقارنة بالأنواع القريبة منها.
ونظرا لأن هذه العناكب تقتصر وجودها على الكهوف المعزولة، فإنها تُعد من الكائنات شديدة التأثر بالانقراض، مما يجعلها عرضة للخطر بشكل خاص.
المصدر: science.mail.ru