بدأ العد التنازلي بالمملكة المغربية. في غضون 100 يوم، وتحديدا يوم 21 دجنبر 2025، سيقص “أسود الأطلس” شريط افتتاح بطولة كأس الأمم الإفريقية “المغرب 2025″، بمواجهة جزر القمر على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط.
ومع اقتراب الحدث القاري الأبرز، تتصاعد وتيرة الحماس في مختلف أنحاء البلاد، حيث يستعد المغرب لاحتضان البطولة لأول مرة منذ عام 1988، في ملاعب عالمية وسط جماهير متعطشة لكرة القدم، ستُضفي أجواء استثنائية على العرس الإفريقي الذي يُنتظر أن يكون الأفضل على مر التاريخ.
وحول البطولة القارية المقبلة، قال الدولي المغربي السابق كريم الأحمدي، في تصريح للموقع الرسمي لـ”الكاف”: “أعتقد أن أفضل صورة لما ستكون عليه كأس إفريقيا ظهرت في المباراة الأخيرة ضد النيجر، من خلال الملعب الجديد والأجواء الرائعة. هذا تماما ما سنراه في دجنبر المقبل: ملاعب حديثة، جماهير غفيرة، ومدرجات ممتلئة”.
وأضاف الأحمدي: “المغرب جاهز تماما، البنية التحتية قوية، والفنادق ممتازة. الجميع ينتظر هذه البطولة الكبرى بفارغ الصبر، خاصة أنها ستُقام في بلدهم. إنها لحظة تاريخية والحماس كبير”.
وحول مشاركته في نسختين من كأس إفريقيا، سنتي 2017 و2019، قال الدولي المغربي السابق: “كأس إفريقيا 2019 في مصر كانت تجربة جميلة. تصدرنا مجموعة صعبة ضمت كوت ديفوار، وحققنا العلامة الكاملة في دور المجموعات. ثم واجهنا بنين، وكان يُعتقد أن المباراة ستكون سهلة؛ لكن هذه هي كأس إفريقيا: المنتخبات الصغيرة قادرة على إقصاء الكبار.
خسرنا بركلات الترجيح؛ لكن مشوارنا في الدور الأول كان ممتازا. كنا نتوقع الوصول إلى أبعد من ذلك، خاصة بعد مشاركتنا في مونديال روسيا”.
وواصل المتحدث ذاته: “كانت التوقعات عالية من الجمهور ومن داخل المنتخب أيضا. صراحة، كان ذلك أفضل منتخب لعبت فيه مع المغرب من حيث الجودة والخبرة. كنا مستعدين لتحقيق إنجاز، والخروج أمام بنين كان محبطا، لكن الذكرى تظل إيجابية”.
وتابع الأحمدي: “ما يجعل كأس إفريقيا مميزة هو أن اللاعبين لا يلعبون من أجل المال أو العقود؛ بل من أجل إسعاد شعبهم وعائلاتهم، ومن أجل رفع الكأس باسم بلدهم. هذا هو الفارق. بالنسبة لي، هي بطولة خاصة لأنك تلعب باسم وطنك وشعبك. ولا يوجد فيها “منتخبات صغيرة”، الجميع يقاتل من أجل الفوز. انظر إلى زامبيا التي فازت باللقب عام 2012. حتى المنتخبات الأقل ترشيحا تكون خطيرة”.
ومع اقتراب موعد البطولة، تحدث الدولي المغربي السابق عن الضغط الذي سيكون على “أسود الأطلس” قائلا: “نعم، سيكون هناك ضغط؛ لكنني أرى أن الجمهور يمنح دافعا إضافيا. هو من يدفع اللاعبين إلى تقديم أكثر من 100 في المائة. اللاعبون المغاربة يمتلكون من الخبرة ما يكفي للتعامل مع هذا الضغط؛ بل سيجعلونه نقطة قوة. رأينا ذلك في قطر، حيث كان الأمر أشبه بلعبنا على أرضنا بسبب كثافة الجماهير المغربية”.
وأردف المصرح عينه: “في دجنبر المقبل، ستكون الأجواء مشابهة؛ بل أفضل، لأن الملاعب والبنية التحتية ستكون جاهزة بأعلى مستوى. هذه الظروف ستفيد المنتخبات الكبيرة الأخرى مثل السنغال وكوت ديفوار أيضا. لكن بالنسبة للمغرب، سيكون الجمهور ميزة إضافية”.
وسلط الدولي المغربي السابق الضوء على نقاط قوة المنتخب الوطني قائلا: “أقوى سلاح هو الروح الجماعية. في المونديال الأخير، لم يكن الاعتماد على الأفراد فقط، بل على فريق متكامل. اليوم، لدينا مجموعة كبيرة من المواهب. في كل مركز هناك ثلاثة أو أربعة خيارات. الفارق تصنعه الأسماء الكبرى: حكيمي على اليمين، مزراوي على اليسار، النصيري في الهجوم، وأمرابط في وسط الميدان لضبط التوازن الدفاعي. وفوق ذلك، نملك حارسا عالميا مثل ياسين بونو، وهذا أمر أساسي للفوز بكأس إفريقيا. التحدي الأكبر سيكون أمام وليد الركراكي: من سيبدأ أساسيا”.
وسجل الأحمدي: “أتواصل مع اللاعبين حتى الآن، وما يقولونه جميعا واضح: لا مجال للمركز الثاني أو الثالث، الهدف الوحيد هو الفوز بالكأس وإبقاؤها في المغرب. هذا هو الحافز الأكبر لكل لاعب”.
واختتم: “داخل الملعب، أتمنى أن نُقدم أداء رائعا ونفوز بكأس إفريقيا. وخارج الملعب، أتمنى أن يستمتع كل زائر بالمغرب. هناك الكثير لاكتشافه للسياح. أرجو أن يقدر الزوار جمال البلد، وأن يرغبوا في العودة كل سنة. والأهم هو أن يشعر الجميع من كل الدول بالترحيب، وأن يقضوا وقتا رائعا في المغرب”.