غداة فوز المنتخب المغربي لكرة القدم لأقل من 17 سنة بأول لقب له في كأس أمم إفريقيا لهذه الفئة، يتأكد بالملموس أن العمل القاعدي، الذي انطلق منذ سنوات للنهوض بكرة القدم الوطنية، بدأ يعطي ثماره على مستوى النتائج وكذا من حيث جودة اللاعبين الشباب المدعوين لحمل مشعل الجيل المتألق الذي بلغ المربع الذهبي لكأس العالم قطر 2022.
ولتسليط الضوء على ما يمثله هذا اللقب الإفريقي بالنسبة لمستقبل كرة القدم الوطنية، والسبل الكفيلة بجني ثماره من أجل مستقبل مشرق، خص نبيل باها، الناخب الوطني لأقل من 17 سنة، وكالة المغرب العربي للأنباء بحوار تطرق فيه لرؤيته الخاصة التي تعد نتاج تجربة في الميدان وعلاقة مباشرة مع فتيان ينتظر أن يصبحوا نجوم الغد.
تعلم اللاعبون، خلال النسخة الأخيرة من كأس أمم إفريقيا لكرة القدم لأقل من 17 سنة، أشياء كثيرة، ورأينا كيف استطاعوا الفوز باللقب، بعدما خاضوا مباريات بمنظومات لعب مختلفة، وتأقلموا مع تكتيكات متنوعة.
الآن، يجب البناء على النتيجة المحققة والإعداد الجيد لكأس العالم المقبلة من أجل التطور أكثر، سواء بالنسبة للاعبين أو للمدرب.
بعد الاحتفال باللقب القاري، سيلتحق اللاعبون بفرقهم لمواصلة المسار ضمن البطولات المحلية. قبل انطلاق نهائيات كأس العالم في نونبر المقبل، ستكون هناك تواريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) خلال أشهر يونيو وشتنبر وأكتوبر 2025. وسننظم في هذه الفترة دوريات ومباريات، كما سنقوم بجولات لمتابعة اللاعبين بهدف الإعداد الجيد لهذا المونديال. بعد ذلك سنحدد هدفا يرتبط بتحقيق النتيجة المرجوة، للسير قدما في هذه المنافسة الكبرى.
إنه عمل يثمر نتائج كبيرة. هناك أكاديميات على الصعيد الجهوي، وأكاديميات الأندية التي تشتغل بشكل جيد وتعد بتحقيق نتائج جيدة. وهناك أيضا مشروع المكتب الشريف للفوسفاط الذي تم إرساؤه بمعية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الذي سيخرّج عددا كبيرا من اللاعبين والمدربين، وسيوفر مناصب شغل من شأنها أن تساهم في النهوض بكرة القدم المغربية. من جهة أخرى، بدأنا في جني ثمار عمل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي قامت بتكوين لاعبين انتقلوا إلى أوروبا، ودخلوا بالتالي عالم الاحتراف.
نحن على الطريق الصحيح. فما نمتلكه على مستوى البنيات التحتية الكروية يضاهي ما تتوفر عليه الدول المتقدمة في هذا النوع الرياضي. إن كرة القدم المغربية تتطور بشكل كبير وتحظى بالمزيد من الاحترام. وقد نصبح قوة كروية كبرى إذا واصلنا على المنوال نفسه.
لقد أثبتت الأطر المغربية كفاءتها وحققت نتائج طبية مع المنتخبات الوطنية. واليوم، نلاحظ أن اللاعبين المغاربة يهتمون بالتكوين بعد انتهاء مسيرتهم في ممارسة كرة القدم، مستفيدين في ذلك من شهادات التدريب التي تمنحها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ومن حضور فاعلين أجانب يتقاسمون تجربتهم المهمة؛ مما يساهم في توفير تكوين جيد.
يمكن القول اليوم إن هناك مدرسة مغربية للمدربين حققت نتائج، ويتعين البناء على خبرة الأطر المغربية وإبرازها.
يجب الاستمرار في العمل وتكوين المزيد من اللاعبين وتوعيتهم بأهمية تحقيق نتائج إيجابية دائما، والتعطش للانتصار، وترسيخ عقلية الفوز لديهم، والقدرة على الانتصار على أي منتخب. سترفع هذه الروح المعنوية، مع مرور السنوات، من منسوب الثقة في أنفسهم؛ وبالتالي امتلاك عقلية المنتصر حينما يلتحقون بالفريق الأول.