تتجه أنظار الجماهير المغربية صوب الممثل الوحيد للمغرب نادي الوداد الرياضي في كأس العالم للأندية والتي ستنظم في عدة مدن بالولايات المتحدة الأمريكية في الفترة بين 15 يونيو 13 يوليوز 2025، ويطمح الفريق الأحمر لمشاركة مشرفة والتسويق لصورة كرة القدم المغربية على الصعيد العالمي خصوصا وأن الفريق أوقعته القرعة في المجموعة السابعة إلى جانب مانشستر سيتي الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي والعين الإماراتي.
مهمة صعبة
وفي هذا الصدد قال المحلل والصحافي الرياضي، ادريس عموري: "أعتقد شخصيا أنه من الصعب الحديث على أن نادي الوداد الرياضي بمقدوره تقديم مستوى رياضي مشرف بعد أن أوقعته القرعة في مجموعة صعبة تضم أندية مانشستر سيتي ويوفنتوس والعين، وإن تحدثنا على كل فريق على حدا فهذه الأندية تفوق حاليا فريق الوداد الرياضي على مستوى الفني والتقني"، حسب تعبيره.
وأضاف عموري، في حديثه لجريدة "العمق": "مانشستر سيتي توج حديثا بلقب دوري أبطال أوروبا يمتلك أجود اللاعبين على مستوى العالمي ويمتلك مدربا عبقريا وفي كل محطاته التدريبية ربما قدم أفضل كرة القدم على الإطلاق وإن تحدثنا كذلك على فريق يوفنتوس فالفريق يضم أجود اللاعبين على المستوى الإيطالي ويدربه كذلك مدرب شاب بأفكار عبقرية والحديث هنا عن تياغو موتا الذي خرج لنا بتكتيك منفرد وبخطط لعب توزع اللاعبين بطريقة غير مألوفة وغير تقليدية ونتحدث هنا عن رسم 2 2-7".
وبخصوص فريق العين الإماراتي، يضيف المتحدث ذاته، "فالوداد يجب أخذ بعين الإعتبار حتى مواجهة هذا الفريق لأنه يمتلك لاعبين بارزين على المستوى العربي والإقليمي، ويبقى أبرزهم اللاعب سفيان رحيمي ثم محترفين أخرين لابا كودجو الذي يعرف نادي الوداد الرياضي جيدا فقد واجهه سابقا في البطولة الوطنية الاحترافية عندما كان يلعب بقميص نهضة بركان"، حسب تعبيره.
ضعف في التركيبة البشرية
أكد ادريس عموري أنه "من خلال هذه المعطيات فمن الصعب اليوم الجزم ما إذا كان نادي الوداد الرياضي قادرا على مجابهة هذه الفرق القوية خصوصا وأن فريق الوداد غير جلده بالكامل وانتقل للعب بلعب تموضعي يخالف ما تابعناه من أسلوب لعب ومن هوية لعب متعلقة بفريق الوداد الرياضي تاريخيا".
وزاد: "الجنوب الافريقي رولاني موكوينا يحاول اللعب بنمط غريب بعض الشيء ولم يتعود عليه فريق الوداد الرياضي يحاول استنساخ تجربته التكتيكية مع فريق ماميلودي صن داونز الذي عودنا على اللعب التموضعي ويحاول استنساخ هاته التجربة مع فريق الوداد الرياضي".
واعترف عموري أن "الوداد للأمانة لا يتوفر على لاعبين جيدين في كل مراكز ويعاني من خصاص مهول أولا على مستوى الأظهرة وافتقد ثنائية أيوب العملود ويحيى عطية الله، كما أن الوداد يفتقر، وفق تعبيره، إلى لاعب متوسط ميدان دفاعي مثل بروفيل يحيى جبران، لاعب يزاوج بين افتكاك الكرة والمساهمة الدفاعية ومساعدة المدافعين على الخروج السلس بالكرة من أجل بناء الهجمات “حسب تعبير المتحدث ذاته.
وفي السياق ذاته، نبه المحلل الرياضي ذاته إلى أن "الوداد يفتقر كذلك للاعب صانع ألعاب، مبرزا أن الأسماء التي يتوفر عليها فريق الوداد الرياضي كالمترجي والزمراوي ولا حتى اللاعب البرازيلي أرتور، حيث ظهروا، وفق تعبيره، بمستوى متذبذب وغير مستقر، ويفتقر لمهاجم هداف من الطراز الرفيع لأن نيانغ رغم تجاربه لم يقدم، على حد قوله، إلى حدود اللحظة يعني المستوى المطلوب والمرجو منه".
مكاسب اقتصادية وتسويقية
إلى ذلك، سجل المحلل الرياضي، ادريس عموري، أنه بمجرد مشاركة الوداد الرياضي في مونديال الأندية في مجموعة تضم السيتي ويوفنتوس، فإن هذا مكسب مهم للفريق الأحمر، على اعتبار أننا نتحدث، على حد قوله، عن أندية صاحبة شعبية مهولة في كل بقاع العالم وتمتلك قاعدة جماهيرية منتشرة".
وأشار عموري إلى أنه "يمكن اعتبار نشر شعار فريق الوداد الرياضي في صفحات هذه الأندية على وسائط التواصل الاجتماعي بمثابة القوة الناعمة التي سترفع أسهم فريق الوداد منذ الأن الى غاية شهر يونيو توقيت مونديال الأندية".
وأضاف: "هذه المناسبة فرصة لفريق الوداد الرياضي لكي يرمم بيته الداخلي لأنه من العيب والعار رؤية فريق من طينة فريق الوداد الرياضي يشارك في مسابقة من هذا الحجم ولا يشتغل بمشروع رياضي، فالفريق لحدود الآن لم يتعاقد مع مدير رياضي والانتدابات التي قام بها ربما أشرف عليها رولاني موكوينا بشكل مباشر، غير أن الصواب أن من يشرف على الانتدابات هو المدير الرياضي بدرجة أولى وبتنسيق مع المدرب".
وبخصوص الجانب التسويقي، شدد المحلل الرياضي على ضرورة أن يستغل فريق الوداد الرياضي هذه الفرصة لكي يجلب مستشهرين بعقود محترمة، مع استغلال أمثل للمنحة التي سيحصل عليها من هذه المشاركة المونديالية، لأنه بحسب أخر التقارير فالأندية المشاركة ستحظى بمنحة مغرية جدا"، حسب تعبيره.
هيكلة رياضية احترافية
عبر المتحدث ذاته عن أمله في إعادة بناء الهيكلة الرياضية لفريق الوداد الرياضي، بعد أن تعاقد مؤخرا مع حسن بنعبيشة في دور المدير التقني لكن يبدو، وفق تعبيره، أنه سيشغل منصبا لا يدخل ضمن صلاحياته كمدير تقني".
وأوضح بهذا الخصوص: "المدير التقني في عرف كرة القدم مهمته الأساس هو التكوين، غير أن بنعبيشة يحتمل أن يكون مستشارا رياضيا لفريق الوداد الرياضي وللرئيس هشام أيت منا، وهو ما يظهر ازدواجية الاختيارات وازدواجية في المعايير البعيدة شيئا ما على الاحتراف"، وفق تعبيره.
ودعا عموري فريق الوداد لـ"التعجيل بالاشتغال على مشروع رياضي ومدير رياضي يواكب روح العصر بالعمل بأحدث الوسائل في كرة القدم مع خلية تنقيب على المستوى الوطني ولما لا على المستوى الإفريقي، لكي لا نرى فريق الوداد الرياضي يتخبط في دوامات من النزاعات واللاعبين الذين لا يقدمون شيئا رغم توقيعهم بعقود طائلة لأن المغزى من التوقيع مع مدير رياضي هو تقليص هامش الخطأ"، على حد تعبيره.
الجدير بالذكر أن نادي الوداد الرياضي، سيكون ممثلا وحيداْ للمملكة المغربية، في هذا المحفل العالمي. وذلك إثر تتويجه بلقب دوري أبطال أفريقيا لعام 2022، على حساب الأهلي المصري.