في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في أجواء طبعها الحماس التنظيمي، احتضنت مدينة طنجة الاجتماع الختامي للمكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، تتويجا للجولات الجهوية الـ 12 التي جابت ربوع المملكة. وجمع هذا اللقاء قيادات الحزب المركزية بمنتخبي وقواعد جهة الشمال، في لحظة سياسية خُصصت لجرد الحصيلة واستشراف التحديات المقبلة.
وضمن تصريحات للصحافة عبر قياديون بحزب “الأحرار” على هامش الجولة الختامية لـ”مسار الانجازات” بعروس الشمال، عن بالغ تأثرهم بضحايا الفيضانات في آسفي وفاس، مؤكدين أن الحزب، ومن موقعه في التدبير الحكومي، ملتزم بترجمة التوجيهات الملكية السامية لتقديم الدعم الفوري للمتضررين.
كما لم تغب الفرحة الوطنية عن تصريحات قياديين من التجمع الوطني للأءحرار، حيث أكدوا أن تتويج المنتخب الوطني بـ “كأس العرب” هو تجسيد للرؤية الملكية المتبصرة التي حولت المغرب إلى “مشغل للنجاحات” في الرياضة، كما في الاقتصاد والحماية الاجتماعية السكن وتجويد قطاعي الصحة والتعليم.
وفي رد صريح على الانتقادات التي طالت جولات الحزب، أكد القياديون أن “الميدان يتسع للجميع”، مشددين على أن التواصل مع المواطنين ليس حملة انتخابية سابقة لأوانها، بل هو “جوهر العمل الحزبي” كما أراده الملك محمد السادس.
وسجل القياديون أنه منذ عزيز أخنوش رئاسة الحكومة والحزب لا يتوقف عن العمل.. نحن لا ننتظر اقتراب الانتخابات لنتواصل، ومن يزعجه اشتغالنا فليتفضل إلى الميدان للعمل بدل الشعارات والوعود الكاذبة.وأضاف المتحدثون أن الحزب اليوم يكرس قطيعة مع “زمن التبرير” ليعوضه بـ “منطق الإنجاز” الذي يلمسه المواطن في حياته اليومية.
وعن دلالات الجولات الجهوية، أكد قياديو الحزب أن اختيار مدينة طنجة كمحطة ختامية بعد الانطلاق من مدينة الداخلة بالصحراء المغربية، يحمل دلالات رمزية قوية لوحدة المسار التنموي للمملكة. وأوضح المتحدثون أن الحزب نجح في عقد مئات اللقاءات التواصلية مع المنخرطين والساكنة، ترسيخا لمنطق “حزب الإنصات” الذي لا يظهر فقط إبان الانتخابات، بل يواصل عمله الميداني طيلة الولاية الحكومية.
وفي هذا الصدد، شدد قادة الحزب على أن “المعيار الأساسي للحزب هو الإنجاز”، مشيرين إلى أن المرحلة الحالية لا تتحمل خطابات التبرير، بل تقتضي مواصلة تنزيل الأوراش الكبرى التي بوأت المغرب مكانة رفيعة لدى الشركاء الدوليين والمؤسساتيين، الذين يشهدون للمملكة باستقرارها السياسي والاقتصادي.
وعرف اجتماع المكتب السياسي تحت رئاسة عزيز أخنوش استعراضا مفصلا لمجهودات منتخبي “الحمامة” بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة. حيث قدم رؤساء الجماعات الترابية عروضا حول المشاريع التنموية التي تم تنزيلها، مع التأكيد على الدور المحوري لمجلس الجهة في خلق التنمية المحلية.
وأعلن الحزب عن ترتيبات لعقد المجلس الوطني في القريب العاجل، كخطوة تنظيمية تهدف إلى تقييم شامل لهذه الجولات، والتحضير لمحطات مستقبلية تضمن استمرارية الحزب في الريادة إلى غاية استحقاقات 2026.
ومن المنتظر أن يتوج “مسار الإنجازات” بلقاء جماهيري حاشد يضم أكثر من 3000 منخرط وعضو، في تظاهرة تواصلية تهدف إلى تلخيص ما تم تحقيقه في 12 جهة، وتجديد العهد على مواصلة “مسار التنمية” مؤكدين أن المغرب اليوم أصبح شريكا مؤسساتيا موثوقا دوليا بفضل استقراره السياسي وتماسك أغلبيه الحكومية.
وفي الشق الحكومي، نوه المكتب السياسي بمضامين قانون المالية لسنة 2026، معتبرا إياه دليلا على جدية الحكومة في التفاعل مع انتظارات المواطنين وتنزيل التزاماتها، من خلال تعزيز البعد الاجتماعي للسياسات العمومية، وتسريع ورش تعميم الحماية الاجتماعية، ومواصلة إصلاح قطاعي الصحة والتعليم، إلى جانب اعتماد إصلاحات اقتصادية متوازنة تحفز الاستثمار وتحافظ على التوازنات المالية والعدالة المجالية.
كما أشاد بمجهودات الحكومة في مجال الحوار الاجتماعي، منوها بالزيادات المقررة في الحد الأدنى للأجور، سواء في القطاعات غير الفلاحية أو الفلاحية، والتي ستفضي إلى رفع الأجور بنسب تراكمية مهمة منذ تولي الحكومة مسؤوليتها، بما يدعم القدرة الشرائية ويعزز العدالة الاجتماعية.
وفي السياق ذاته، ثمن المكتب السياسي النتائج الإيجابية المسجلة على مستوى المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، مبرزا تجاوز الناتج الداخلي الخام عتبة 160 مليار دولار، وتحسن دخل الأسر، وتراجع معدل التضخم إلى أقل من 1 في المائة، إلى جانب المنحى التصاعدي للاستثمار وخلق أكثر من 213 ألف منصب شغل، رغم الإكراهات الوطنية والدولية.
المصدر:
العمق