شهد دوار إديكل التابع لجماعة إزناݣن بإقليم ورزازات تساقطات ثلجية كثيفة خلال الليلتين الماضيتين، غطّت بشكل شبه كلي الطرقات والمساكن والمجال الغابوي، مما تسبب في شلل شبه تام لحركة التنقل ورفع من مخاطر العزلة التي تهدد الساكنة المحلية، خاصة في ظل موجة البرد القارس التي تعرفها المناطق الجبلية.
وأدت هذه الظروف المناخية القاسية إلى تعطيل حركة السير، لاسيما أن الدوار يرتبط بالعالم الخارجي عبر طريق غير معبّدة تمتد على مسافة تناهز 23 كيلومترا، وتربطه بالطريق الوطنية رقم 10، وهو ما يجعل الولوج إلى الدوار صعبا في الأحوال العادية، ويتحول إلى شبه مستحيل خلال فترات التساقطات الثلجية.
وفي هذا السياق، أطلق شباب دوار إديكل نداء استغاثة موجها إلى السلطات المحلية والإقليمية، مطالبين بتدخل عاجل لفك العزلة وفتح المسالك الطرقية، خاصة مع اقتراب موعد عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، حيث بات تنقلهم مهددا بسبب انسداد الطريق.
وبحسب مصدر مطلع لجريدة “العمق”، فإن ما يزيد عن 20 تلميذا وتلميذة ينحدرون من دواري إديكل وأكرض نوزلي، يتابعون دراستهم بمؤسسات تعليمية متفرقة؛ منهم من يدرس بالسلك الابتدائي بالمدرسة الجماعاتية بإزناݣن، وآخرون بالإعدادية بمركز الجماعة، فيما يضطر بعضهم إلى التنقل لمسافات أطول لمتابعة دراستهم الثانوية بمدينة تازناخت، وهو ما يضعهم أمام خطر الانقطاع المؤقت أو الدائم عن الدراسة في حال استمرار العزلة.
وأمام هذا الوضع، تناشد الساكنة الجهات المعنية بالتدخل العاجل من خلال فك العزلة وفتح الطرق والمسالك المتضررة، وتعبئة الآليات اللوجستية لإزالة الثلوج وتوفير الدعم والمواد الأساسية والتدخلات الاستعجالية
اضافة الى الإسراع ببرمجة تهيئة وتعبيد الطريق الرابطة بين الدوار والطريق الوطنية رقم 10تفاديا لتكرار معاناة تتجدد كل شتاء.
وتؤكد ساكنة دوار إديكل أن هذه المطالب لا تندرج في إطار الامتياز، بل تمثل حقا مشروعا يضمن السلامة الجسدية، والكرامة الإنسانية، وحق الأطفال في التعليم، داعية إلى اعتماد مقاربة استباقية ومستدامة لإنصاف المناطق الجبلية الهشة، التي لا تزال تعاني من التهميش رغم قساوة الظروف الطبيعية التي تواجهها كل سنة.
ويبقى الأمل معقودا على تجاوب عاجل ومسؤول من طرف السلطات المختصة، بما يضع حدا لمعاناة الساكنة، ويجنب التلاميذ شبح الهدر المدرسي، ويكرّس مبدأ العدالة المجالية الذي تنشده مختلف السياسات العمومية.
المصدر:
العمق