مستهل قراءة مواد بعض الأسبوعيات من “الأيام”، التي نشرت أنه بينما يستعد المغرب لاحتضان أكبر البطولات القارية يطفو على السطح سؤال بات يفرض نفسه بإلحاح: ما سر هذا التفضيل المتزايد للمؤثرين والصحافيين الأجانب، مقابل استمرار التضييق على الصحافيين المحليين؟.
آخر مظاهر هذا التضييق تمثل في استبعاد عدد من الصحافيين والمصورين من قائمة المعتمدين لتغطية الحدث. وحسب المنبر ذاته فإنه خلال الفعاليات الرياضية الكبرى تبدو الصورة واضحة، مؤثرون مغاربة وأجانب يحظون بدعوات تشمل حضور تدريبات مغلقة ومقاعد مميزة في المنصات الرسمية، بينما يجد الصحافي المهني المحلي نفسه غالبا في صف الانتظار، يحاول الوصول إلى المعلومة أو ضمان مقعد في المدرجات، رغم سنوات الخبرة والتغطيات الميدانية المتراكمة.
أما الصحافيون الأجانب، تضيف “الأيام” فيستفيد بعضهم من دعوات سخية وإقامات مريحة وتنقلات مؤمنة، ليغادروا بعدها محملين بمواد جاهزة للنشر. والمفارقة أن بعض هذه المواد لا تتجاوز حدود شكاوى سطحية: دراجة تنقص في قاعة اللياقة البدنية، أو كرسي غير متوفر في قاعة المساج، أو مسبح أصغر مما تتوقع أحد أفراد الطاقم الفني… تفاصيل صغيرة تتحول فجأة إلى عناوين تقدم وكأنها مؤشرات على مشاكل تنظيمية كبرى.
ووفق المنبر ذاته فإنه مع اقتراب موعد انطلاق منافسة كأس إفريقيا يوم 21 دجنبر الجاري بدأت عدد من الصفحات والحسابات على الشبكات الاجتماعية رفع وتيرة انتقاداتها للمغرب، حتى إن بعض المراقبين أشاروا إلى تحذيرات بشأن دخول “مؤثرين” من جنسيات عربية محددة، يبدو أن هدفهم نشر الفتنة وإثارة الخلافات، ما يضيف بعدا جديدا لتحديات الإدارة الإعلامية للبطولة.
من جهتها أوردت “الأسبوع الصحفي” أن الساكنة المحلية لحي العمال بمدينة ازغنغان، بإقليم الناظور، سلطت الضوء على مشهد بيئي غير مقبول يتكرر يوميا بالقرب من محيط مدرسة “أحد” الابتدائية، ويتمثل في التكدس الكثيف لأكوام النفايات المنزلية، ونمو الأعشاب العشوائية بشكل لافت، ما حول المنطقة إلى “نقطة سوداء” تشوه المنظر العام، خصوصا عند مدخل المدينة المطل على الطريق الساحلي.
وناشدت الساكنة السلطات المحلية والمجلس الجماعي التدخل الفوري والعاجل من أجل معالجة الوضعية بشكل جذري، عبر إيجاد حلول سريعة لهذه الإشكالية البيئية، خصوصا في ظل التحضيرات الجارية لاستقبال عدد من المسؤولين الحكوميين المتوقع زيارتهم لإقليم الناظور، الأمر الذي يتطلب تدارك هذه الظاهرة المشوهة للمجال الحضري.
وفي خبر آخر ذكرت الأسبوعية ذاتها أن منتجي الأرز في إقليم سيدي قاسم يعيشون وضعية صعبة في الموسم الفلاحي الحالي، جراء غياب الحلول وتزايد المشاكل المتعددة في غياب الحوار من قبل الوزارة الوصية.
ونسبة إلى مصادر محلية فإن هناك صعوبات كبيرة تقنية ومالية يعيشها الفلاحون تهدد استمرارية النشاط الفلاحي خلال الموسم الحالي، في ظل التأخر الحاصل في إطلاق مياه السقي الضرورية للزراعة، ما أثر بشكل كبير على المنتج خلال الفترة الأخيرة، نتيجة اهتراء قنوات السقي، إذ تتسرب المياه منها قبل وصولها إلى الحقول.
“الأسبوع الصحفي” نشرت كذلك أن فعاليات جمعوية محلية بمكناس دعت إلى النهوض الحقيقي بساحة الهديم التاريخية وسط المدينة، عبر فك الحصار عنها وفتح بوابة باب منصور الذي يعد موقعا سياحيا مهما، متسائلة عن الرؤية في إعادة التوظيف الأمثل وتسويق هذه الساحة، ومشيرة إلى الإنارة العمومية الباهتة قرب باب منصور، إذ لا تبرز الساحة بشكل واضح، ولا تبين معالمها المتنوعة، مؤكدة على ضرورة إعادة النظر في وضع معدات الإضاءة الجيدة وتقويتها، والعمل على تغطية جميع معالم الساحة، وحتى العميقة منها.
واقترحت الفعاليات المدنية مجموعة من التوصيات للنهوض بالساحة التاريخية وتحسينها، منها إحداث وكالة تضم جميع الفاعلين والمسؤولين والسلطات والمجتمع المدني لأجل تدبير وتحصين ساحة الهديم، مكلفة بشؤونها والمرافق التابعة لها، سواء الإنارة أو الترميم أو المراحيض، مع التصدي لظاهرة احتلال الملك العمومي بها.
وإلى “الوطن الآن”، التي نشرت أن مقاربة موضوع المكاسب من تنظيم المغرب كأس إفريقيا تحتاج إلى منظور موسع لا يختزل الأمر في حسابات مالية ظرفية، ولا يحصره في الانتشاء المجتمعي الآني، بل يتجاوزه إلى البحث في البنية العميقة للمشروع الرياضي الوطني، وفي قدرته على التحول إلى رافعة اقتصادية واجتماعية ورمزية تتجاوز حدود البطولة نفسها.
ووفق المنبر ذاته فإن الرياضة أصبحت اليوم إحدى أهم أدوات بناء الصورة الوطنية، ولذلك فإن المغرب يسعى من خلال تنظيم “الكان” إلى تقديم نفسه كبلد آمن ويملك مؤسسات مستقرة، وقادر على الإنجاز، وعلى جمع العالم داخل فضائه.
في السياق ذاته أفاد جمال المحافظ، رئيس المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، بأن استضافة المغرب كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، وتنظيم مونديال 2030، يأتيان ضمن توجه إستراتيجي واضح يسعى إلى تكريس ريادة الرياضة المغربية، وكذلك تعزيز إشعاع المملكة الحضاري على المستويين القاري والدولي، لأن التظاهرات الرياضية العالمية تشكل فرصة لتعزيز القوة الناعمة التي تشكلها الرياضة.
وذكر محمد اكديرة، أستاذ التعليم العالي وخبير في السياسات العمومية والحكامة والتدبير الرياضي، أن تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى فرصة أيضا للإشعاع الثقافي والتاريخي وتقوية المنظومة الرياضية الوطنية.
وأفاد يونس الخراشي، صحافي رياضي، بأنه بهذه التظاهرات الرياضية الكبرى سنترك للمستقبل إرثا يفتخر به أبناؤنا وأحفادنا.
وأورد حسن البصري، إعلامي رياضي، أن الإعلام الرياضي مطالب بمرافقة الإنجاز وتعزيز روح “تامغرابيت”.
وقال عبد الرحيم بورقية، باحث متخصص في سوسيولوجيا الرياضة والثقافات الحضرية: “أدعو إلى الانخراط في دراسات سوسيولوجية لضمان الاستفادة من الرياضة في تشخيص المشكلات المجتمعية وإصلاحها”.
ويرى سعد الله ياسين، باحث في الحكامة ومدير سابق لمركب محمد الخامس، أن الرياضة اليوم، وخاصة كرة القدم، لم تعد مجرد مسابقات بغاية الفرجة والمتعة، وهو دور لا يمكن إسقاطه عنها، بل أضحت أداة فعالة لخلق مساحات اجتماعية مشتركة تعزز القيم الثقافية والوطنية، وتدعم صورة المغرب على الصعيد الدولي.
وأفاد الطالب بويا زايدنا ماء العينين، رئيس الفرع الجهوي لمنتدى الصحراء للحوار والثقافات بجهة العيون الساقية الحمراء، بأن الاستثمارات العمومية للفرد في الأقاليم الجنوبية بلغت أكثر من 12 ألف درهم، مقابل معدل وطني لا يتجاوز 5 ألاف درهم، ومع ذلك ظل المواطن يشعر بضعف التوزيع العادل للثروة وفرص الشغل، وهذه المفارقة تضع السياسات العمومية أمام تحدي المردودية والتناغم مع حاجيات السكان الفعلية.
“الوطن الآن” كتبت، أيضا، أنه مع المتغيرات المناخية التي شهدها المغرب خلال السنوات الأخيرة ـ من موجات الجفاف إلى تراجع حقينة السدود والإجهاد المائي ـ أصبحت الفلاحة الذكية خيارا إستراتيجيا لضمان الأمن الغذائي واستدامة الإنتاج، فبعدما كانت تقدم كرفاه تقني يقتصر على كبار الفلاحين تحولت اليوم إلى ضرورة ملحة فرضها واقع مناخي أكثر اضطرابا.
وفي السياق نفسه أكد عادل سعيد، خبير ومهندس فلاحي، أن المؤشرات الأولية للموسم الفلاحي الحالي تبعث على التفاؤل رغم الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الفلاحون على مستوى الري، المدخرات الفلاحية، والتسويق، كما دعا إلى تبسيط مساطر الدعم ومواكبة صغار الفلاحين لضمان الأمن الغذائي الوطني.
الخبير ذاته أضاف أن من أهم المعيقات أيضا النقص الواضح في اليد العاملة المؤهلة، ودخول القطاع الفلاحي في ما يشبه “شيخوخة الفلاحين”، وهو عامل خطير يهدد الأمن الغذائي مستقبلا.
المصدر:
هسبريس