على خلفية دعوة السيناتور الجمهوري تومي توبارفيل إلى حظر دخول المهاجرين المنحدرين من شمال إفريقيا والشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة الأمريكية، عقب حادث إطلاق النار الأخير في واشنطن، وصف مجلس العلاقات الأمريكية – الإسلامية (CAIR)، أكبر منظمة للدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين في أمريكا، هذه الدعوة بأنها “منفلتة وغير متزنة”.
وانتقد إدوارد ميتشل، نائب مدير مجلس العلاقات الأمريكية – الإسلامية، في تصريحات لموقع “ألاباما بوليتيكال ريبورتر”، الهجوم المتكرر للسيناتور توبارفيل على المهاجرين وعلى المجتمع المسلم في الولايات المتحدة، مسجلاً أن “الجالية المسلمة في ألاباما أمضت شهوراً في دعوة تومي توبارفيل لزيارة أحد دور العبادة كي يتفاعل مع المجتمع، ويطرح أسئلته، ويتعلم؛ ورفضه القيام بذلك هو أحد أسباب استمراره في إطلاق هذه التصريحات المنفلتة ضد المسلمين والمهاجرين”.
ورفض ميتشل تحميل المجتمع المسلم بكامله مسؤولية هجوم واشنطن الذي كان وراءه مواطن يحمل الجنسية الأفغانية، مبرزاً في تصريحه أن “السيناتور توبارفيل يعرف جيداً أن هذا الجندي الأفغاني السابق وعميل الـCIA الذي ارتكب هذه الجريمة المروعة في واشنطن العاصمة لا يمثل المجتمع الأفغاني، تماماً كما لم يكن تيموثي ماكفاي يمثّل جميع قدامى المحاربين البيض عندما فجّر المبنى الفيدرالي في مدينة أوكلاهوما”.
وأوضح نائب مدير مجلس العلاقات الأمريكية – الإسلامية أن “الولايات المتحدة الأمريكية لا تؤمن بمعاقبة الأعراق أو الأديان بأكملها بسبب تصرفات مجرمين أفراد، وبالتالي فعلى السيناتور توبارفيل أن يدعو إلى محاسبة هذا المجرم وفق القانون، لا أن يطالب بعقاب جماعي وعنصري يستهدف أبرياء”.
ودعا السيناتور تومي توبارفيل، ضمن مقال رأي نُشر في موقع “برايتبارت” اليميني، إلى “ترحيل كل مسلم سُمح له بالقدوم إلى هنا في عهد إدارة جو بايدن”، مشيراً إلى أن “أحياء كاملة في أوروبا باتت تحكمها الشريعة نتيجة تزايد الهجرة من الدول ذات الأغلبية المسلمة، وإذا لم نتحرك الآن ستنتهي الولايات المتحدة إلى أن تكون الخلافة المتحدة الأمريكية”، وفق تعبيره.
واعتبر السياسي الأمريكي ذاته أن “حادث إطلاق النار المروّع الذي استهدف جنديين من الحرس الوطني في واشنطن الأسبوع الماضي، على يد إرهابي أفغاني مختلّ، يجعل من الضروري حظر جميع الهجرات من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فوراً”.
وفي سياق ذي صلة حذّر فرع مكتب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بمنطقة خليج سان فرانسيسكو، ضمن بيان له، من تزايد حالات احتجاز أفراد من الجالية الأفغانية من قبل سلطات الهجرة في المنطقة، معبّراً في الوقت ذاته عن إدانته قرار إدارة دونالد ترامب القاضي بتجميد معالجة ملفات الهجرة للأفغان باعتباره شكلاً من “العقاب الجماعي الذي يهدد آلاف العائلات”.
وذكر المصدر ذاته أن “منطقة خليج سان فرانسيسكو تضم ما يُقدَّر بنحو 60 ألف مقيم أفغاني، وهي من أكبر الجاليات الأفغانية في الولايات المتحدة، وكثير منهم لاجئون، أو حاملو تأشيرة الهجرة الخاصة، أو حاملو البطاقة الخضراء، أو أفراد عائلات ممن ساعدوا في المهام الأمريكية خلال عقدين من الحرب في أفغانستان”.
وقال ديفيد تار، مدير حقوق المهاجرين في مكتب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بمنطقة خليج سان فرانسيسكو، إن “الأسبوع الماضي شهد زيادة واضحة في اتصالات أفراد الجالية الأفغانية الذين يواجهون فجأة تهديدات جديدة لوضعهم القانوني وسلامتهم”، مضيفاً أن “احتجاز أفغان خضعوا مسبقاً لكل إجراءات التحقق، وتجميد كل الطرق المتاحة لهم ولغيرهم للمضي قدماً، لا يعزز السلامة العامة، بل يمزّق العائلات”.
وتابع تار: “من الناحية القانونية هذا النوع من القرارات الشمولية المبنية على الجنسية، كردّ على جريمة يُزعم ارتكابها من طرف شخص واحد، يثير مخاوف جدية في ما يتعلق بالإجراءات القانونية الواجبة والحماية المتساوية. نحن نراقب هذه التطورات عن كثب ومستعدون للطعن في سياسات التنفيذ والمعالجة التمييزية التي تستهدف الأفغان ومجتمعات أخرى”.
المصدر:
هسبريس