آخر الأخبار

وزير تجمعي يدافع عن وهبي ويهاجم الـPJD: زعيمكم أول من أدخل لغة "الحشرات والميكروبات" للسياسة

شارك

دخل لحسن السعدي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، على خط السجال الحاد الذي اندلع مؤخرا بين وزير العدل عبد اللطيف وهبي ونواب حزب العدالة والتنمية، موجها انتقادات لاذعة لحزب “المصباح”، معتبرا أنهم آخر من يحق له تقديم دروس في الأخلاق السياسية.

وفي تدوينة عبر صفحته على فيسبوك، اعتبر السعدي أن الهجوم الذي يتعرض له وزير العدل ممن وصفهم بـ “الأقلية”، ينم عن “تناقض صارخ”، مشيرا إلى أن من “يذرفون اليوم دموع التماسيح ويقدمون أنفسهم كضحايا وأوصياء على الأخلاق”، هم أنفسهم من جعلوا السب والشتم لغة يومية في خطابهم السياسي.

وخاطب السعدي “البيجيدي” دون تسميته صراحة، مذكرا بأن الأمين العام للحزب (في إشارة إلى عبد الإله بنكيران) كان “أول من أدخل لغة التحقير والتجريح إلى المشهد العمومي”، مستحضرا استخدامه لأوصاف مهينة في حق خصومه مثل “الحشرات والميكروبات والحيوانات”، وهي الممارسات التي يرى السعدي أنها أضرت بقيمة العمل السياسي في البلاد.

وفي سياق دفاعه عن وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، أكد السعدي أنه لا يمكن الانجرار وراء الحملة التي تستهدفه بسبب “لحظة انفعال”، خاصة وأن الوزير امتلك الشجاعة للاعتذار والاعتراف بعدم تحكمه فيما تلفظ به، معتبرا أن الوزير أبان عن شجاعة في مواجهة ما أسماه “جوقة التبخيس”.

إقرأ أيضا: صراع كلامي بين وهبي وبرلماني كاد يتحول لعراك بالأيدي.. ورئيس الجلسة يأمر بطرد حيكر

وربط السعدي هذا التصعيد بعدم تقبل حزب العدالة والتنمية لنتائج انتخابات 2021، معتبرا أن “الهجوم المستمر على المؤسسات ومحاولة تسويد كل شيء ليس سوى امتداد لمرحلة لم يستوعب الحزب بعد نهايتها”، مشددا على أن الارتقاء بخطاب البرلمان واجب يفرضه احترام المواطن، وليس ترفا سياسيا.

ويأتي رد السعدي عقب جلسة صاخبة للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، يوم الاثنين الماضي، شهدت تلاسنات حادة بين وزير العدل والنائب عن العدالة والتنمية عبد الصمد حيكر، وهي الواقعة التي دفعت قيادات من “البيجيدي”، بمن فيهم عبد الله بوانو وسعد الدين العثماني وعبد العالي حامي الدين، إلى شن هجوم عنيف على وهبي ومطالبته بالاستقالة، رغم تقديم الأخير لاعتذار رسمي عما بدر منه.

وكان عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، قد وجه انتقادات لاذعة لطريقة تسيير جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، يوم الاثنين 01 دجنبر 2025، مشيدا في الوقت ذاته بشجاعة الاعتذار التي أبداها وزير العدل عبد اللطيف وهبي عقب التشنج الذي حصل.

إقرأ أيضا: وهبي يخاطب حيكر بـ “الموسخ للي ولدك”.. وحامي الدين: “وزير برتبة زنقوي”

وفي تدوينة عبر صفحته بفيسبوك، اعتبر بوانو أن ما حدث كان يمكن أن يظل في إطار النقاش البرلماني الطبيعي والاختلاف الصحي الذي يغني التجربة السياسية، لولا ما وصفه بـ”التجاوزات اللفظية” لوزير العدل، وما رافقها من سوء تدبير لرئيس الجلسة.

وشن بوانو هجوما مباشرا على رئيس الجلسة، متهما إياه بالبحث عن “البوز” واعتماد “أسلوب سيء” وخرق مقتضيات النظام الداخلي لمجلس النواب، مؤكدا أن تصرفات رئيس الجلسة ساهمت في “صب الزيت على النار” بدلا من تهدئة الأوضاع، مشيرا إلى أن هذا السلوك أصبح “سمة متكررة كلما ترأس هذا الشخص جلسات المجلس”.

وكشف رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية تفاصيل احتواء الأزمة، موضحا أنه تدخل شخصيا للدفاع عن عضو المجموعة النائب عبد الصمد حيكر، ولمواجهة رئيس الجلسة وفق الضوابط القانونية.

إقرأ أيضا: بووانو يكشف كواليس “مشادة البرلمان”: وزير العدل اعتذر.. ورئيس الجلسة يبحث عن “البوز”

وأكد بوانو أن وزير العدل بادر لاحقا إلى تقديم اعتذاره للنائب حيكر وللمجموعة النيابية ككل، معترفا بأن “الانفعال غلبه ولم يتحكم فيما تلفظ به”، منوها في هذا السياق بتدخل رئيس مجلس النواب الذي انتصر للنظام الداخلي ولحقوق أعضاء المجموعة، مما ساهم في إعادة الأمور إلى نصابها.

وشدد بوانو على أن “الاعتذار مطلوب ومهم”، ورغم بقاء الأثر النفسي لما حدث، إلا أن المسؤولية تقتضي تجاوز لحظة الانفعال لاستخلاص الدروس، وأهمها أن “الكلمة مسؤولية تتجاوز الصفة السياسية لقائلها وزيرا كان أو برلمانيا”.

واختتم بوانو تصريحه بالتأكيد على أن ما وقع، ورغم كونه “غير مقبول بكافة المرجعيات”، فإنه لن يثني المجموعة النيابية للعدالة والتنمية عن مواصلة خطابها السياسي ومبادراتها في مراقبة الحكومة.

إقرأ أيضا: العثماني عن شتم وهبي لحيكر: سلوك الوزير يزري بالمؤسسة التشريعية ولم أر مثله منذ 30 عاما

وفي السياق ذاته، عبر سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، عن موقفه من السجال الحاد الذي اندلع بين وزير العدل عبد اللطيف وهبي، والنائب البرلماني عبد الصمد حيكر، معبرا عن استهجانه الشديد لما وصفه بـ”السلوك الذي لا يليق بالمؤسسات الدستورية”.

وفي تدوينة نشرها عبر صفحته الرسمية، أعلن العثماني تضامنه المطلق مع “الأخ العزيز والمناضل” عبد الصمد حيكر، موجها انتقادات لاذعة لوزير العدل (دون أن يسميه صراحة)، معتبرا أن ما صدر عنه يعد سابقة خطيرة في تاريخ العلاقات بين الحكومة والبرلمان.

واستحضر العثماني تجربته السياسية الطويلة، قائلا: “عشنا، لحوالي 30 عاما، داخل مؤسسة البرلمان لحظات توتر أو اختلاف حاد، أو نقاش قوي، أو حتى صدام، ولم أرَ قَطُّ من وزيرٍ هذا النوع من السلوك الذي يزري ويضر بكل المؤسسة التشريعية”، مضيفا أنه لم يشهد قط مثل هذا التعامل في إطار العلاقة التي تجمع بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.

إقرأ أيضا: الأزمي: خرجات وهبي غير بريئة وتأتي كلما اشتد الضغط على الحكومة.. ولا يجب أن يلهينا عن معركة الفساد

وربط المسؤول الحكومي السابق بين هذه الواقعة وبين أزمة الثقة في العمل السياسي، مشددا على أن “تخليق الممارسة السياسية والالتزام بقيم الاحترام هو حجر الزاوية للخروج من الأزمة التي تعيشها السياسة في بلدنا”.

وختم العثماني موقفه بالتحذير من تبعات مثل هذه الانزلاقات، مؤكدا أن “كل ما يخل بذلك، من أيٍّ صدر، مرفوض ويزيد الهوة بين المواطنين والنخب السياسية”.

وفي سياق متصل، اعتبر عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في تدوينة على فيسبوك، أنه في حال ثبوت هذه واقعة شتم وهبي لحيكر ووصفه لأبيه بـ “الموسخ”، فإن المغرب أمام “سلوك غير مسبوق يضرب هيبة المؤسسة التشريعية في مقتل”.

إقرأ أيضا: حقوقيون يحذرون من تأثير مشاهد “عراك وهبي ونواب البيجيدي” على ثقة المغاربة بالبرلمان

واستعمل حامي الدين لغة شديدة اللهجة، واصفا وهبي بـ”وزير برتبة زنقوي لا يشرف المؤسسات الدستورية”، مشددا على أن القاموس المستعمل من قبل الوزير لا يمس شخص البرلماني فحسب، بل يعد “اعتداء لفظيا على سلطة منتخبة وإهانة لكرامة المجلس”.

وختم القيادي موقفه بدعوة صريحة لوزير العدل لتقديم استقالته فورا، معتبرا أن هذا الإجراء هو “السبيل الوحيد لإعادة الاعتبار للمؤسسة التشريعية وترسيخ الثقة في العمل السياسي”، في وقت تتصاعد فيه أصوات داخل المعارضة منددة بما وصفته بـ”الانحراف الخطير” في خطاب الحكومة تجاه البرلمان.

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا