في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
عقدت في منطقة الناقورة اللبنانية أمس الأربعاء، أولى محادثات مباشرة بين إسرائيل ولبنان منذ عقود. وشارك في اجتماع "لجنة مراقبة وقف إطلاق النار" بين إسرائيل وحزب الله أو ما يعرف بلجنة "الميكانيزم"، مندوبان مدنيان لبناني وإسرائيلي، هما السفير اللبناني السابق سيمون كرم والمدير الأعلى للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوري رسنيك، بالإضافة إلى الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس.
لكن ما الذي دار في هذا الاجتماع المهم الذي جاء بعد أقل من أسبوعين من اغتيال الجيش الإسرائيلي لأكبر قائد عسكري في حزب الله، هيثم علي طباطبائي، بغارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت؟
في السياق، أوضح مصدر مطلع أن اللقاء ركز في الغالب على التعارف بين الأطراف. وأضاف أن القضية الأهم التي نوقشت كانت التعاون الاقتصادي بين البلدين في جنوب لبنان، خصوصًا فيما يتعلق بإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب.
كما أشار إلى أن الجانبين ناقشا مشاريع مشتركة صغيرة في البداية على الحدود، وفق ما نقل موقع أكسيوس الخميس.
إلى ذلك، أوضح المصدر المطلع على الاجتماع أن الجانبين اتفقا على الاجتماع مرة أخرى قبل نهاية العام الحالي وتقديم مقترحات اقتصادية تساعد في بناء الثقة.
أكد مسؤول أميركي أن "الرؤية الأميركية على المدى البعيد تتجسد في إنشاء منطقة اقتصادية على طول الحدود خالية من حزب الله والأسلحة الثقيلة.
كما لفت المسؤول إلى أن "جميع الأطراف اتفقت على أن الهدف الأساسي يبقى نزع سلاح حزب الله"، مردفاً أن "العمل على ذلك سيتواصل من خلال آلية وقف إطلاق النار".
كذلك كشف أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعتقد أن اغتيال القائد العسكري البارز في حزب الله منح الحكومة الإسرائيلية مساحة أكبر للمناورة السياسية وأجّل عملية إسرائيلية كبيرة محتملة في لبنان.
هذا وترى الإدارة الأميركية أنه رغم التصريحات المتشددة من بعض السياسيين والجنرالات الإسرائيليين، فإن استئناف الحرب من قبل إسرائيل ليس مطروحًا في الأسابيع المقبلة.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أكد في مقابلة مع ثلاث وكالات أنباء دولية أن "الجانبين لم يصلا بعد إلى مرحلة محادثات السلام". وشدد على أن الاجتماعات تهدف إلى التوصل لـ"وقف للأعمال العدائية، وانسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين"، وفق ما نقلت فرانس برس.
كما أشار إلى أن لبنان ملتزم بمبادرة السلام العربية للعام 2002، وليس لديه النية للتوصل إلى سلام بشكل منفصل مع إسرائيل، مضيفاً أن "العلاقات الاقتصادية تأتي في نهاية عملية تطبيع.. تأتي بعد السلام".
يذكر أن هذه هي المرة الأولى منذ العام 1983 التي يجري فيها البلدان مفاوضات يترأسها مدنيون. فبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، أجرى البلدان مفاوضات انتهت بالتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب بينهما وإقامة لجنة اتصال، عُرف باتفاق 17 أيار. وأقر البرلمان اللبناني هذا الاتفاق، قبل أن تلغيه السلطة التنفيذية لاحقاً.
وكانت إسرائيل وحزب الله توصلا في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد عام من مواجهة دامية بدأت إثر فتح حزب الله ما أسماه "جبهة إسناد" من الجنوب اللبناني لدعم قطاع غزة.
لكن رغم سريان الاتفاق، لا تزال إسرائيل تنفّذ غارات يومية على مناطق مختلفة في لبنان، كما أبقت على قواتها في 5 مرتفعات في الجنوب.
من جهتها، أقرّت السلطات اللبنانية خطة لنزع سلاح حزب الله، تطبيقا للاتفاق، وبدأ الجيش تنفيذها. لكن واشنطن وإسرائيل تضغطان لتسريع العملية التي تواجه تحديات جمة أبرزها الانقسامات الداخلية في لبنان العميقة حول الموضوع.
المصدر:
العربيّة