أكدت فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، أن الوزارة كل طاقاتها لأجل إعادة الإعمار وتأمين المجالات، مضيفة “نحيي صمود الساكنة. وبدورنا لن نترك أي دوار متضرر حتى نرى آخر منزلا قائما، مشيدا وآمنا. سلامة المواطنين وكرامتهم مسؤوليتنا الجماعية، ووجودنا اليوم هنا رسالة دعم والتزام مستمر”.
جاء ذلك، خلال إشرافها بمعية والي جهة سوس ماسة وعامل إقليم تارودانت وبحضور عدد من المنتخبين، على إعطاء الانطلاقة الرسمية للنسخة الثانية من القافلة الوطنية للقرب بالعالم القروي، يومه 2 دجنبر 2025، بالجماعة الترابية، مشرع العين، تحت شعار : “التعمير و الإسكان في خدمة العالم القروي”.
وأوضحت المنصوري، أن هذه القافلة تترجم التعليمات الملكية السامية في بعدها العملي، لأنها تنقل الإدارة إلى قلب الدواوير والأسواق والقرى، بهدف الاستماع المباشر للمواطنات و المواطنين، وتقديم حلول واقعية، وتسريع مساطر البناء والسكن، وترسيخ مبادئ العدالة المجالية”.
وقالت المسؤولة الحكومية: “نحن هنا اليوم لنقول للساكنة المحلية: نحن معكم، وقريبون منكم، ولن ندخر أي جهد لخدمتكم”، مشيرة إلى أن هذه المبادرة التي تأتي تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تقليص الفوارق المجالية وتحقيق العدالة الترابية وتعزيز الاهتمام بالمجالات القروية.
كما شملت الزيارة الميدانية مراسيم توقيع اتفاقية المساعدة المعمارية والتقنية بالعالم القروي (2026–2028). و بهذه المناسبة أشرفت الوزيرة، بحضور السلطات المحلية والمنتخبين، على توقيع اتفاقية جديدة وهامة لتعزيز المواكبة التقنية في العالم القروي. وتستهدف ساكنة الوسط القروي مع إعطاء الأولوية لساكنة الدواوير المحددة والمراكز القروية الصاعدة.
وتوفر الاتفاقية للمواطنين تصاميم معمارية وطبوغرافية وتصاميم الخرسانة المسلحة، إضافة إلى مواكبة تقنية فعالة خلال إعداد ملفات طلبات رخص البناء.
وفي هذا الإطار، صرحت الوزيرة قائلة: ” إن هذه الاتفاقية ليست مجرد وثيقة تعاون، بل هي التزام بجودة المواكبة واحترام الخصوصيات المحلية. نريد أن نعيد بناء الثقة بين الإدارة وسكان القرى، وأن نتيح لهم مسارات بناء آمنة، مضبوطة وشفافة. المراكز القروية الصاعدة لها اليوم دور استراتيجي و كذلك الدواوير المحددة، ونحن نحرص على أن تتوفر على خدمات تقنية تساهم في تنظيمها وتنميتها”.
كما قامت الوزيرة بمعية والي جهة سوس ماسة وعامل إقليم تارودانت و المنتخبين بزيارة ميدانية لعدد من الدواوير المتضررة من الزلزال، منها دوار آيت معلى (تافنكولت) ودوار أݣادير الجامع (تيزي نتست)، حيث أعيد بناء البنايات المتضررة بنسبة 100%.
وتجدر الإشارة إلى أن النسخة الثانية من قافلة القرب بالعالم القروي ستجوب الجهات الاثنتي عشرة للمملكة، مستهدفة 118 جماعة قروية، بما يفوق 1.532.680 نسمة، مع زيارة 180 دواراً و37 سوقاً قروياً. كما تسعى القافلة إلى تقريب الخدمات القانونية والتقنية والعقارية والمعمارية، ومعالجة الملفات، وتقديم عروض السكن الخاصة بمجموعة العمران وبرنامج الدعم المباشر للسكن، ومواكبة الاستثمار في العالم القروي.
وتعكس هذه الأوراش، حسب ءوزيرة السكنى والتعمير، التزام الحكومة ببتنفيذ التوجيهات الملكية السامية، وتعزيز استهداف العالم القروي عبر آليات حديثة للقرب، ودعم مسارات البناء، وتسريع إعادة الإعمار، و كذا تحقيق عدالة مجالية تضع الإنسان والمجال في صلب السياسات العمومية.
المصدر:
العمق