يتصاعد القلق في أوساط العمال والمهنيين في قطاع صناعة الملابس في بلغاريا، خاصة بعد إقدام شركات تنشط في هذا القطاع على تسريح العمال وتحويل الطلبات الإنتاجية إلى دول إفريقيا على رأسها المملكة المغربية، بسبب ارتفاع تكاليف العمالة والاشتراكات الاجتماعية في هذا البلد الأوروبي.
في هذا الصدد، ذكرت وسائل إعلام بلغارية أن قطاع خياطة وصناعة الملابس، الذي وفّر على مدى عقود فرص الشغل للآلاف من البلغاريين، خاصة في منطقة “روسه” في الشمال الغربي للبلاد، يواجه اليوم خطر الانهيار بسبب عدم قدرة الشركات على المنافسة مع دول من شمال إفريقيا، كالمغرب ومصر وتونس، ودول أخرى في آسيا من ضمنها أوزبكستان.
وأشارت المصادر ذاتها إلى تسريح حوالي 200 أجير بسبب توقف نشاط مصانع الألبسة في منطقة “روسه”، متوقعة حدوث موجة جديدة من التسريحات مطلع العام المقبل، مع مواجهة العديد من الشركات مشاكل في ضمان استدامة الإنتاج في ظل ارتفاع التكاليف.
ونقلت وسائل الإعلام ذاتها عن إحدى المتضررات، وهي يانا سلافوفا، قولها إن “المصنع الذي كانت تشتغل به، والذي يعود لعلامة فرنسية مرموقة، أعلن إفلاسه تاركا أكثر من 70 شخصا بلا مصدر رزق”، مضيفة أن “صاحب العمل توقف عن دفع الرواتب وما زلنا ننتظر استلام مستحقاتنا عن شهرين من العمل، أي حوالي 2000 ليف”.
في سياق ذي صلة، قالت ميغلينا كريستوفا، عضو مجلس إدارة جمعية صناعة النسيج والجلود، لقناة “بي تي في”، إنه “لا يمكننا منافسة ومجاراة المغرب وتونس على سبيل المثال فيما يتعلق بالأجور في القطاع، التي لا يتجاوز متوسطها في هذه الدول بضعة دولارات”، مضيفة: “رغم ذلك، لا تزال بلغاريا قادرة على المنافسة للحصول على الطلبات من الفئة الأعلى والإنتاج الفاخر”.
من جهتها، قالت يوآنا تيرزيفا، مديرة إدارة مكتب العمل في منطقة “روسه”، إن “هذا الوضع مقلق ومرهق للغاية، ونعقد اجتماعات مع أرباب العمل ومع العمال أنفسهم لتدارس هذا الموضوع”، مؤكدة في تصريحات صحافية أن “الكثير من العمال بدأوا بالفعل تغيير وظائفهم إلى وظائف أخرى نتيجة هذا الأمر”.
وتشتغل أغلب شركات الخياطة في بلغاريا بنظام المناولة لصالح شركات أجنبية تمنحها الطلبات، غير أن تقارير تؤكد أن هذا النموذج التجاري بدأ في الانهيار مع ارتفاع تكاليف اليد العاملة والزيادات التي شهدتها أسعار الكهرباء والمواد الخام في هذا البلد؛ وهو ما دفع شركات أزياء دولية كبرى لنقل إنتاجها إلى دول أرخص وذات تكاليف أقل.
وتشير إحصائيات رسمية إلى انخفاض أعداد العاملين في قطاع الخياطة وصناعة الملابس في بلغاريا ليصل إلى 86 ألف شخص فقط، في وقت كان عددهم يُقدَّر قبل حوالي عقد من الزمن بأكثر من 160 ألف شخص.
المصدر:
هسبريس