شهد مقر عمالة عين الشق، أمس الجمعة، توترا غير مسبوق خلال اللقاء التشاوري الذي يجري تنظيمه على صعيد جميع العمالات والأقاليم بهدف تقديم رؤية استراتيجية واضحة لقطاعات التعليم والصحة والشغل والبنية التحتية، قبل أن ينحرف عن مساره بسبب تصرفات بعض المنتخبين.
وغادرت عاملة عمالة عين الشق، بشرى برادي، اللقاء وهي في حالة استياء واضح، بعدما عمد عدد من المنتخبين المحليين إلى احتكار المداخلات، متجاهلين الهدف الأساسي من الاجتماع، ومحولين النقاش إلى قضايا جانبية ومناكفات سياسية لا صلة لها بالمحاور المبرمجة.
ووفق المعطيات التي توصلت بها جريدة “العمق المغربي”، فقد استغل بعض المنتخبين هذا اللقاء المندرج في إطار التوجيهات الملكية الداعية إلى عقد لقاءات مماثلة عبر مختلف الأقاليم والعمالات لتمرير رسائل سياسية وتصريف خلافات شخصية مع خصومهم، الأمر الذي وضع العاملة، التي لم يمض على تعيينها سوى أشهر قليلة، في موقف محرج أمام الحاضرين.
غضب آخر تصاعد داخل القاعة، هذه المرة من جانب ممثلي جمعيات المجتمع المدني، الذين عبروا عن استيائهم من “مصادرة حقهم في التعبير”، بعدما منحت الأولوية في المداخلات لفائدة منتخبين مباشرة بعد فتح باب النقاش، رغم حضور فعاليات شبابية ومدنية كانت تنتظر دورها لطرح مقترحاتها التنموية.
وأكدت مصادر من داخل الاجتماع أن ما جرى “يكرس هيمنة المنتخبين على النقاش العمومي”، ويفرغ اللقاءات التشاورية من محتواها الحقيقي، خصوصا وأن عددا من المداخلات كانت خارج السياق المحدد سلفا، ما ولد انطباعا بأن الهدف هو استغلال المناسبة لأجندات سياسية ضيقة.
وطالبت فعاليات مدنية بإعادة عقد جلسة تشاورية جديدة في ظروف أكثر شفافية وتوازنا، تضمن تكافؤ الفرص بين جميع الحاضرين، وتسمح بعرض الإشكالات والتحديات الحقيقية التي تعيشها عين الشق، بعيدا عن التجاذبات السياسية و التحكم في النقاش.
وأكد فاعل جمعوي من إحدى الجمعيات التنموية بعين الشق، رفض الكشف عن هويته، أن “ما وقع داخل اللقاء التشاوري كان محبطا للغاية”، مضيفا: “جئنا حاملين تصورات واقتراحات تهم التعليم والصحة والشغل، ففوجئنا بسيطرة بعض المنتخبين على المداخلات وتحويل النقاش إلى فضاء لتصفية حساباتهم السياسية”
وأشار الفاعل الجمعوي في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، إلى أن “هذا السلوك يفرغ اللقاء من جوهره ويقزّم دور المجتمع المدني”، مشيرا إلى أنه
“كان من المفترض أن يكون اللقاء فرصة للاستماع إلى صوت الشباب، لكن ما حدث هو إقصاء واضح وممنهج”.
وزاد: “مباشرة بعد فتح باب المداخلات، تم منح الكلمة لمنتخبين فقط، وكأن المجتمع المدني مجرد ديكور”، مطالبين بتنظيم لقاء ثان يضمن تكافؤ الفرص للجميع.”
واستنكر المتحدث عينه الطريقة التي دبر بها اللقاء، المحاور مردفا أن عددا من المنتخبين خرجوا تماما عن سياق النقاش، وهو ما أثار استياء العاملة والحاضرين.
وشدد الفاعل الجمعوي على أنه نحتاج إلى مقاربة تشاركية حقيقية، وليس إلى لقاءات يسعى فيها البعض إلى الظهور السياسي.”
-مظاهر
المصدر:
العمق