أعلنت مؤسّسة الدوحة للأفلام، اليوم، عن البرنامج الكامل لمهرجان الدّوحة السينمائي 2025، الذي يضم 97 فيلما من 62 بلدا، إلى جانب مجموعة واسعة من الفعاليات المجتمعية والإبداعية التي ستقام في أبرز معالم الدوحة، لتتحول العاصمة القطرية إلى “مركز نابض بالحياة والثقافة في الفترة من 20 إلى 28 نونبر 2025”.
وحسب بلاغ للمنظمين توصلت به هسبريس، فإن “المهرجان، الذي تبلغ قيمة جوائزه الإجمالية أكثر من300 ألف دولار أمريكي، يضم أربع مسابقات رئيسية، عروضا خاصة، عروضا موسيقيّة، وفعالية جيكدوم، بالإضافة إلى العديد من المبادرات المجتمعية الأخرى. وقد ألفت الملحّنة وكاتبة الأغاني القطرية المرموقة دانة الفردان الموسيقى الخاصة بالمهرجان بالتعاون مع استديوهات كتارا وأوركسترا قطر الفلهارمونية، حيث تجسّد بإحساسٍ فنيّ رفيع إيقاع المهرجان ونبض مدينة الدوحة”.
وذكر البلاغ أنه “في المؤتمر الصحفي الرسمي الذي عقدته المؤسّسة اليوم، كشفت فاطمة حسن الرميحي، مديرة المهرجان الرئيس التنفيذي لمؤسّسة الدوحة للأفلام، عن برنامجٍ حافلٍ يركّز على سرد القصص المهمة وإبراز الأصوات السّينمائية غير الممثلة بشكل كافٍ من مختلف أنحاء العالم”.
وفي كلمتها أمام وسائل الإعلام، قالت الرميحي: “التواصل هو جوهر وروح مهرجان الدوحة السّينمائي، من الأحاديث العفوية إلى المشاعر التي نتشاركها، والأساليب التي تذكّرنا السّينما من خلالها بإنسانيتنا المشتركة. على مدى الخمسة عشر عاما الماضية، تفخر مؤسّسة الدوحة للأفلام بإنجازات صنّاع الأفلام الذين رافقناهم في مسيرتهم الإبداعية”.
وتابعت الرميحي، وفق ما نقله البلاغ، بأن “مهرجان هذا العام يجسّد طموحات قطر المتنامية في مجال صناعة الأفلام، وإيماننا العميق بقوة السّينما في توحيد الناس وإلهامهم. من خلال 97 فيلما من 62 بلدا، يُبرز برنامج المهرجان الأصوات التي غالبا لا تجد منبرا لها، مقدّما للجمهور رؤى جديدة وتجارب إنسانية مشتركة”.
وأضافت المسؤولة القطرية: “يؤكد عرض هذه القصص المتنوعة في الدوحة على التزامنا الرّاسخ باستخدام السّينما وسيلة لتغيير الرؤى والمفاهيم، لنوفر منصّة للقصص المهمة التي تستحق أن تُروى، ونشجّع الأصوات الشجاعة والجديدة، وندعم صناّع الأفلام الذين يعبّرون بصدق عن رؤيتهم للعالم”.
وتابعت: “يشكّل هذا العام محطة بارزة في مسيرة قطر الثقافية، مع إطلاق حملة أمة التطوّر الممتدة على مدى 18 شهرا التي تحتفي بمرور خمسين عاما على تأسيس أول متحف وطني في قطر، وتجسد تذكيرا مؤثرا بمسيرتنا الإبداعية المتواصلة. ومن صون تراثنا العريق إلى إعادة تصوّر مستقبلنا، تواصل قطر ريادتها كمنارةٍ للتعبير الثقافي والابتكار الفني، حيث يزدهر الإبداع وتصل حكاياتنا إلى العالم أجمع”.
وسيفتتح المهرجان فعالياته بفيلم “صوت هند رجب” للمخرجة كوثر بن هنية، “ويسلّط الضوء على السينما العالمية من قلب قطر. وقد حصل الفيلم على دعم من برنامج المنح بمؤسّسة الدوحة للأفلام، حيث يبرز قوة السّرد السّينمائي في كشف الحقيقة ومقاومة القمع والاضطهاد”.
تضم المسابقة الدولية للأفلام الطويلة في مهرجان الدوحة السينمائي 13 فيلما آسرا، من بينها 12 فيلما تُعرض لأوّل مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومجموعة من أبرز الأفلام التي لاقت رواجا في المهرجانات العالمية، منها “مملكة القصب”، “كان يا ما كان في غزة”، “الخرطوم”، “الكوميديا الإلهية” وغيرها.
وقال ماجد الرميحي، مبرمج أفلام في مؤسّسة الدّوحة للأفلام صانع أفلام: “تجمع هذه المسابقة أفلاما ملهمة تعالج قضايا مهمة من العالم العربي وخارجه، من قصصٍ تتحدّى الواقع وتطلق العنان للخيال وتطرح الأسئلة، إلى أعمالٍ تعكس الحقائق من واقعنا القريب والبعيد، مما يعزّز التزامنا بإبراز أهم الأصوات السّينمائية الواعدة في العالم اليوم”.
تقدّم المسابقة الدولية للأفلام القصيرة في المهرجان 20 فيلما تم اختيارها من بين رقم قياسي بلغ 1600 مشاركة من مختلف أنحاء العالم. ويشهد 19 فيلما في هذه المسابقة عرضه الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقالت آية البلوشي، مبرمجة أفلامٍ في مؤسّسة الدوحة للأفلام: “يجمع هذا البرنامج صنّاع أفلامٍ من جميع أنحاء العالم ويوحّدهم عبر لغة السّينما، حيث يعبّرون بمهارة عن أفكارهم الفورية والإبداعية”.
تتضمن قائمة الأفلام المختارة عددا من الأعمال البارزة، من بينها فيلم “أنا سعيد لأنك ميّت الآن” الحائز على جائزة السعفة الذهبية، إلى جانب أفلام أخرى منها “تجري من تحتها الأنهار”، “المينة”، “سامبا إنفينيتو”، وغيرها من الأعمال المتميزة.
تواصل “مسابقة أجيال” إرث مهرجان أجيال السّينمائي العريق من خلال تمكين لجنة تحكيم شبابية لاختيار الفائزين في فئتي أفضل فيلم طويل وأفضل فيلم قصير، وذلك في برنامج يضم خمسة أفلام طويلة و11 فيلما قصيرا.
وقالت روضة آل ثاني، مبرمجة أفلام مخرجة في مؤسسة الدوحة للأفلام: “تمثّل مسابقة أجيال الرسالة الحقيقية لمؤسسة الدوحة للأفلام، فهي تشجّع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاما على التفكير والشعور والتصرّف من خلال السينما. وتضع الجمهور من فئة الشباب في قلب التجربة، لتذكّرنا بقدراتهم اللامحدودة على تشكيل العالم وصياغة مستقبلهم”.
يستضيف مهرجان الدوحة السينمائي 2025 في هذا العام عددا من الضيوف المميزين من صنّاع الأفلام والفنانين والناشطين الذين شكّلت أعمالهم مصدر إلهامٍ للجمهور حول العالم. ومن بين الضيوف البارزين: ستيفن سودربيرغ، رامي يوسف، ميكايلا كويل، أنجين ألتان دوزياتان، هازال كايا، جاسم النبهان، صالح بكري، هيام عباس، درّة زرّوق، إلى جانب نخبة من الأسماء اللامعة الأخرى.
يقدّم المهرجان مجموعة من العروض الخاصّة التي تتمحور حول مفاهيم الشجاعة والإبداع والنزاهة الفنية، وتشمل أفلاما متميزة منها: “إعادة الخلق” للمخرج جيم شيريدان، “ذا كريستوفرز” للمخرج ستيفن سودربيرغ، “صور الناس” للمخرج آندي ماندي كاسل، “قصّتي” للمخرج ياسر عاشور، بالإضافة إلى عرض خاص بدعوة حصرية لفيلم “فلسطين 36” للمخرجة آن ماري جاسر، والعرض العالمي الأول للفيلم القطري “سعود وينه” للمخرج محمد الإبراهيم، من إنتاج استوديوهات كتارا.
يحتفي برنامج “صُنع في قطر” بالإبداع والأصالة والثقة المتنامية لدى الأصوات التي تشكّل ملامح المشهد السّينمائي في قطر. ويضمّ البرنامج في هذا العام عشرة أفلام قصيرة، ليشكّل منصة للمواهب المحلية لعرض رؤاها الفريدة وأساليبها المبتكرة في سرد القصص. وتتولى عفاف بن محمود رئاسة لجنة تحكيم “صُنع في قطر” لهذا العام، بمشاركة فهد الكواري وآلاء الأسعد.
يشارك مهرجان الدوحة السينمائي 2025 في هذا العام متعة السّينما مع جميع أفراد المجتمع من مختلف الأعمار من خلال برنامج العروض العائلية، حيث تمتزج حكايات الأفلام بسحر سماء الدوحة ليلا في برنامجي “سينما تحت النجوم” في متحف الفنّ الإسلامي و”سينما على البحر” في منطقة الخليج الغربي، لتمنح الجمهور تجربة لا تُنسى.
ويقدّم المهرجان، حسب البلاغ، “عرضا شموليا بالتعاون مع كليّة العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة لفيلم ‘السودان تذكّرنا’ للمخرجة هند مدبّ، ما يتيح للأشخاص من جميع القدرات الاستمتاع بتجربة السينما وقوّتها اللامحدودة”.
يُخصّص المهرجان برنامجا خاصا من الأفلام القصيرة احتفاء بالعام الثقافي قطر–الأرجنتين–تشيلي 2025، ليسلّط الضوء على التنوع الاستثنائي في التعبير الفني، ويؤكّد أنّ الثقافة جسر يربط بين الشعوب والأفكار والقلوب عبر القارات.
يقدّم مهرجان الدّوحة السّينمائي برنامجا موسيقيا يجمع بين العروض الحيّة والنقاشات الفنية بمشاركة نخبة من أبرز الفنّانين المعاصرين من المنطقة والعالم، وذلك ضمن ثلاثة محاور رئيسية هي: الجذور، والنجوم، والموسيقى التصويرية.
وقال المصدر: “يهدف البرنامج إلى تعزيز تقدير الجمهور لدور الصّوت وتأثيره في السينما. ومن بين الفنانين المشاركين الذين يوظفون فنّهم للتعبير عن الصدق والعاطفة والصّمود: سانت ليفان، ياسين باي، إليانا، غوستافو سانتاولالا، زين، نورية، ونيماهسِس، عائشة الزيّاني، دانة المير، وغيرهم”.
تستضيف الجلسات الحوارية في مهرجان الدوحة السينمائي مجموعة من الأصوات المؤثرة من مختلف المجالات، من بينهم الصّحافي مهدي حسن، الناشطة رحمة زين، الناشط أحمد شهاب الدين، الفنان ياسين باي، دانة الفردان، خالد البيه، الخبيران في السينما سيلفيا زخاري وأحمد الباكر، وغيرهم.
أعلن عبد الله المسلّم، رئيس الشؤون الإدارية لمؤسّسة الدوحة للأفلام مؤسّس جيكدوم، عن إقامة النسخة الثانية عشرة من جيكدوم في الفترة من 18 إلى 22 نونبر. وقال المسلّم، حسب البلاغ: “ما بدأ كمجتمع صغير يجمع رواة القصص ومحبي الألعاب والمبتكرين، تطوّر اليوم إلى حركة مزدهرة ومساحة تلتقي فيها الأفكار بالفرص، ويدرك فيها المبدعون أنّ الخيال لا حدود له”.
وأشار بلاغ المؤسسة إلى أن “أبرز فعاليات جيكدوم 2025 تتضمن بطولات الرياضات الإلكترونية، تحدّيات الألعاب الحية، عروض الأفلام، العروض الموسيقية، إلى جانب حوارات وجلسات نقاشية”.
المصدر:
هسبريس