أطلق الموسيقار المغربي نعمان لحلو عملا غنائيا جديدا بعنوان “صوت الضمير”، بعد مرور 26 سنة على تسجيله، ليعيد من خلاله تسليط الضوء على قصة الصحافي الراحل أحمد باهي، أحد أبرز الشهود على معاناة المغاربة في السجون السرية التابعة لميليشيات البوليساريو.
الأغنية التي طرحها الفنان عبر قناته الرسمية على موقع “يوتيوب”، تأتي في إطار مسيرته الفنية الملتزمة بالقضايا الوطنية والإنسانية، والمبنية على الجمع بين الرسالة الجادة والذوق الفني الرفيع.
العمل من كلمات الشاعر رشيد بولعيون، وألحان وأداء نعمان لحلو، فيما تولى أحمد الشرقاني التوزيع الموسيقي، ووقع هشام خالد إخراج الفيديو كليب المصاحب لها.
في هذا العمل يكشف لحلو عن عمق معاناة الراحل أحمد باهي، الذي قضى عشر سنوات في سجون البوليساريو السرية قبل أن يتمكن من الفرار والعودة إلى وطنه، وهي القصة التي وثقها الراحل في كتابه الشهير “المقابر المنسية”، الذي استلهم منه لحلو فكرة الأغنية ونصها الفني.
واختار نعمان لحلو أن يفرج عن “صوت الضمير” في توقيت رمزي، يتزامن مع اعتماد الأمم المتحدة مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، ومع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، تأكيدا على استمرارية دفاعه الفني عن الوحدة الترابية للمملكة.
وفي بيان نشره مع الأغنية، قال نعمان لحلو إن هذا العمل الفني كان في درج مكتبه منذ 26 سنة، وكان ممنوعا من البث، موضحا أن العمل “يحكي قصة حقيقية عن معاناة الصحافي الراحل أحمد باهي داخل سجون البوليساريو لمدة عشر سنوات قبل أن يتمكن من الهروب والعودة إلى وطنه”.
وأضاف الفنان المغربي أنه استلهم العمل من كتاب الراحل “المقابر المنسية”، الذي وثق فيه تفاصيل تلك المرحلة المؤلمة من حياته، مبرزا أنه سجل الأغنية وصورها قبل أكثر من ربع قرن، لكنه لم يتمكن من إصدارها إلا اليوم.
وتابع لحلو أنه قرر نشرها في هذا التوقيت بالضبط تكريما لروح أحمد باهي ولجميع الشهداء والأسرى الذين ناضلوا من أجل الوطن.
ويحمل النص الشعري لأغنية “صوت الضمير” نفسا وطنيا عميقا؛ إذ تتشابك كلماته لتشكل لوحة فنية حافلة بالوفاء والانتماء والاعتزاز بالهوية المغربية.
ويتجاوز النص مجرد سرد الأحداث التاريخية ليغوص في أعماق الروح الإنسانية، حيث يمتزج الإحساس بالوطن مع التأمل في قيمة الحرية والكرامة، ما يمنح المستمع فرصة للتفاعل العاطفي والفكري مع رسالة الأغنية.
كما توظف الكلمات الرمزية والأسلوب الشعري الراقي لإيصال معاناة وآمال الإنسان المغربي، في قالب فني يمزج بين الرمزية الشعرية والدراما الإنسانية، ليصبح النص تحفة فنية تنطق بالوفاء للوطن وبالتذكير بتضحيات الأجيال السابقة.
ويعد “صوت الضمير” حلقة جديدة في المسار الإبداعي الغني لنعمان لحلو، الذي اختار منذ بداياته أن يجعل من الفن جسرا للتنوير والدفاع عن القيم والإنسان والوطن، مقدما على مدى عقود أعمالا خالدة كرست اسمه كأحد أبرز رواد الأغنية المغربية الأصيلة، في زمن تطغى فيه الإيقاعات السريعة وموجة “الترند”.
المصدر:
هسبريس