شهدت مدينة ورزازات، هذا الأسبوع، وقفات احتجاجية حاشدة نظمها طلبة وخريجو المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، فرع ورزازات، للتنديد بما وصفوه بـ”الإجحاف المزمن” الذي يواجه مسارهم التكويني ومستقبلهم المهني.
وتجمع المحتجون، الذين يمثلون “الجيش الأبيض” المستقبلي للمنظومة الصحية، لرفع صوتهم عاليا في وجه سياسات التوظيف ومقاربة الوزارة الوصية لتكوين الأطر التمريضية التي تعاني منها على مستوى الجهة وعلى المستوى الوطني.
وتتركز مطالب المحتجين حول محورين جوهريين، الأول يتعلق بالإعتراف بجهودهم المضنية خلال فترة التكوين، والثاني يخص ضمان حقهم في الإدماج المهني بعد التخرج.
وفي السياق ذاته، كشف أحد الطلبة لـ “جريدة العمق المغربي”، ملخصا الوضعية القائمة بحدة قائلاً: “لا يعقل أن الطالب الممرض يقضي أكثر من 1400 ساعة من التداريب الإستشفائية، إضافة إلى حراسات ليلية مرهقة، ويواجه مخاطر بيولوجية ونفسية وأمراضا معدية، ويسد الخصاص المهول في المستشفيات والمراكز الصحية، لكن بدون تعويض، مشددا على أن هذا استغلال وضرب صارخ في حق الطالب الممرض.
ويؤكد هذا التصريح على حجم التضحيات التي يقدمها الطالب خلال فترة التكوين، حيث يتحول عمليا إلى قوة عاملة غير مدفوعة الأجر داخل المؤسسات الصحية، بينما تصر الوزارة الوصية على عدم تخصيص تعويضات كافية عن هذه التداريب الإلزامية التي تشكل عماد تكوينهم العملي.
أما المطلب الثاني والأكثر إلحاحا، فيرتبط بتوفير المناصب المالية الكافية لجميع الخريجين، وهنا، يبرز التناقض الصارخ الذي يعيشه القطاع الصحي، حيث يضيف الطالب في تصريحه: “لا يعقل أن المغرب يعيش خصاصا مهولا في فئة الممرضين وتقنيي الصحة، يقدر بأكثر من 65 ألف ممرض، وهذا جاء على لسان الوزارة في خرجاتها الإعلامية”.
واستطرد: “لكن نرى عكس هذا في مباريات توظيف الممرضين وتقنيي الصحة، حيث أعلنت الوزارة عن مناصب هزيلة لم تواكب عدد الخريجين من المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، والذي يبلغ عددهم 6500 خريج، رغم الحاجة الماسة إليهم لتغطية جزء قليل من الخصاص ودعم العرض الصحي ببلادنا”.
وتطالب تنسيقية الطلبة والخريجين بضرورة رفع الحيف عن هذه الفئة والإسراع في إدماجهم لضمان مستقبلهم وتحسين جودة الخدمات الصحية للمواطنين.
المصدر:
العمق