كشف الفاعل المدني عبد الرحيم نوفيسو، عن وجود عدد من “الاختلالات” في مشاريع الدعم الفلاحي بإقليم طاطا، خاصة تلك المرتبطة بزراعة الطماطم، مؤكدا أن “مصير ملايين الدراهم المرصودة لهذا البرنامج ما يزال غامضا، وهو الأمر الذي يثير أكثر من علامة استفهام”.
وفي هذا السياق، قال نوفيسو في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، إن “مشكل إقليم طاطا لا يكمن في غياب البرامج الحكومية ولا في حجم الاعتمادات المرصودة، بل في طريقة صرفها ومسارها الغامض بين المكاتب والحقول”، على حد تعبيره.
وأوضح المتحدث ذاته، أن “الإعلان عن أرقام الدعم بملايين الدراهم دون أن يلمس المواطن أثرا لذلك على الأرض، وهوما يجعل السؤال مشروعا، بل واجبا وطنيا :أين ذهب المال؟ ومن استفاد منه فعلا؟”.
وأضاف أن “ما تم الإعلان عنه يخص زرع 1400 هكتار من الطماطم بدعم يصل إلى 40 ألف درهم للهكتار الواحد، أي ما يعادل نظريا 56 مليون درهم من المال العام، في حين لا يتجاوز الرقم الرسمي المعلن 48 مليون درهم”، مشيرا أن “ملايين الدراهم تبخرت في الصحراء كما يتبخر السراب في وهج شمس الإقليم”.
وتابع الفاعل المدني متسائلا: “أين هي هذه الحقول؟ من زرع؟ من باع؟ ومن قبض الدعم؟ ”، معتبرا أن هذه الأسئلة “كفيلة بتقويض صمت ثقيل يخيم على المؤسسات المعنية”، ومتسائلا في السياق ذاته: “هل نحن أمام سوء تدبير أم شبهات تحتاج إلى تدخل قضاء جرائم الأموال؟”.
وشدّد نوفيسو على أن “الإقليم لا يفتقر إلى الطاقات ولا إلى المشاريع، بل إلى الصدق في التدبير والجرأة في المحاسبة”، مضيفا أن “العديد من الضيعات الصغيرة تواصل زراعة خضرتها المتماشية مع البيئة بصمت وعرق، في الوقت الذي تهدر فيه الملايين في مشاريع وهمية لم يرها أحد إلا في التقارير”.
وسجّل المصدر ذاته، أن “خطاب جلالة الملك محمد السادس في افتتاح الدورة التشريعية الأخيرة كان واضحا في دعوته إلى الصرامة المالية وربط المسؤولية بالمحاسبة”، لافتا إلى أن “ملف طاطا يشكل امتحانا حقيقيا لهذا المبدأ، فهل تُصان مالية الدولة، أم تترك نهبا لمن اعتادوا اللعب في الظل؟”، يتساءل المتحدث ذاته من جديد.
وختم نوفيسو تصريحه بالقول، إن “طاطا اليوم لا تحتاج إلى دعم جديد، بل إلى شفافية ومحاسبة”، معتبرا في الوقت نفسه، أن “اختفاء الدعم وعدم زراعة الهكتارات المعلنة لا يعني فقط فشل سياسة فلاحية، بل إهانة لضمير وطن بأكمله”.
المصدر:
العمق