أكد محمد زيدوح، رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الفرنسية بمجلس المستشارين، أن المسيرة الخضراء تمثل حدثا مفصليا في التاريخ المغربي الحديث، وتجسيدا لوحدة الشعب والتفافه حول العرش، مبرزا أن هذا الحدث الخالد لا يزال بعد خمسين سنة يلهم الأجيال بقيم السلم والوطنية والتلاحم الوطني.
وأوضح زيدوح، في كلمة له خلال الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء الذي احتضنه قصر لوكسمبورغ بباريس، أمس الخميس، بحضور رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية كريستيان كامبون وسفيرة المغرب بفرنسا، أن المسيرة الخضراء كانت مبادرة سلمية عبر من خلالها 350 ألف مغربي ومغربية عن تمسكهم الراسخ بوحدة الوطن وسلامته الترابية، مؤكداً أنها شكلت لحظة حاسمة أعادت للمملكة وحدتها بفضل الرؤية المتبصرة للملك الراحل الحسن الثاني.
وأضاف البرلماني المغربي أن رأي محكمة العدل الدولية الصادر في أكتوبر 1975، الذي أكد وجود روابط قانونية بين الأقاليم الصحراوية وسلطان المغرب، شكل مرجعا قانونيا عزز شرعية الحقوق المغربية في الصحراء، وهو ما تبعه النداء التاريخي للملك الحسن الثاني الذي أطلق من مراكش للمشاركة في المسيرة السلمية نحو الأقاليم الجنوبية.
وشدد زيدوح على أن المسيرة الخضراء لا تزال رمزا للوحدة الوطنية والسيادة المغربية، ومع مرور الزمن تحولت إلى نموذج عالمي للتسوية السلمية للنزاعات، مبرزا أن هذه الملحمة تجد امتدادها اليوم في عهد الملك محمد السادس، من خلال المسيرة الثانية للتنمية والتحول بالأقاليم الجنوبية بفضل المشاريع المهيكلة والاستثمارات الكبرى التي جعلت منها نموذجا للتنمية المستدامة.
وأكد رئيس مجموعة الصداقة أن القرار 2797 الذي اعتمده مجلس الأمن في 31 أكتوبر 2025 كرس السيادة الكاملة للمغرب على صحرائه، مشددا على أن هذا القرار التاريخي يمثل اعترافا واضحا ولا رجعة فيه من المجتمع الدولي بشرعية المقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره الحل الواقعي الوحيد للنزاع الإقليمي.
وأشار زيدوح إلى أن دعم المجتمع الدولي لمغربية الصحراء، الذي تجسد في فتح القنصليات بمدينتي العيون والداخلة، وعقد المنتديات الاقتصادية واللجان المشتركة، يعزز الدينامية التنموية في الأقاليم الجنوبية، مشيدا بالموقف الثابت لفرنسا الداعم لسيادة المغرب على صحرائه، والذي عبّر عنه الرئيس الفرنسي أمام البرلمان المغربي سنة 2024.
كما نوه بالدبلوماسية البرلمانية في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مبرزا أن مجموعات الصداقة البرلمانية تمثل جسرا مهما بين الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والثقافيين المغاربة والفرنسيين.
وأكد المستشار البرلماني عن الفريق الاستقلالي على أن المسيرة الخضراء، التي كانت بالأمس جغرافية، أصبحت اليوم سياسية واقتصادية ودبلوماسية وروحية، داعيا إلى استمرار روحها في توجيه التعاون المغربي الفرنسي نحو شراكة أكثر عدلا وطموحا وأخوة، مؤكدا: “عاش المغرب، عاشت فرنسا، وعاشت الصداقة المغربية الفرنسية”.
المصدر:
العمق