أكد مصدر من الناشرين المغاربة “وجود نقص حاد على مستوى كتب مدارس الريادة بالمكتبات” جراء خلاف مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة حول هوامش الربح.
وأوضح المصدر ذاته، في تصريح لهسبريس مفضلا عدم الكشف عن هويته، أن “أسعار كتب الريادة التي حصرتها الوزارة بين 4 و16 درهما لم تكن مشجعة تماما بالنسبة للناشرين من أجل طبعها لتناسب حجم الطلب الكبير”.
ولم تستجب وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مع طلب التعليق الموجه من قبل هسبريس حول هذا الموضوع بشكل فوري.
وأضاف الناشر الذي اشتغل لعقود مع الوزارة في طبع المقررات المدرسية أن “نقص كتب الريادة سابقة غير معهودة في تاريخ توفير المقررات قبل الدخول المدرسي، ففي شهر نونبر لم يجد تلاميذ بهذه المدارس الجديدة كتبهم بعد”.
واعتبر المتحدث أن الناشرين في الجمعية التي ينتمي إليها اشتكوا مرارا وتكرارا للوزارة من “ضعف هامش الربح” خلال طبع هذه المقررات، موردا أنه “لا يغطي تكاليف الإنتاج بالمطبعات”.
كما زعم المصدر ذاته “وجود عمليات احتكارية لطبع مقررات الريادة في مواد الرياضيات والعربية والفرنسية”، كاشفا عن انتعاش السوق السوداء، حيث يباع الكتاب بخمسين درهما.
في السياق ذاته نبه بلاغ رابطة الكتبيين إلى “تسجيل نقص حاد في المقررات الدراسية الخاصة بمدارس الريادة، وهو خصاص يشمل عدداً مهماً من العناوين في مختلف المواد والمستويات الدراسية، ما انعكس سلباً على السير العادي للعملية التعليمية بعدد من المؤسسات”.
وعاين المهنيون، وفق البيان، منذ انطلاق الموسم الدراسي توافد أعداد كبيرة من أولياء الأمور والتلاميذ على المكتبات بحثا عن كتب الريادة دون أن يتمكنوا من اقتنائها، بسبب نفادها أو نتيجة تأخر الناشرين في تزويد الكتبيين بها في الوقت المناسب، الأمر الذي تسبب في ارتباك واضح لدى الأسر والتلاميذ وأثر سلبا على انطلاقة الموسم الدراسي، بحسبه.
وأكدت رابطة الكتبيين بالمغرب أن المكتبات لا تتحمل أي مسؤولية عن هذا الخصاص، و”تحمل الناشرين كامل المسؤولية جراء تأخرهم في عمليات الطباعة والتوزيع، وعدم احترامهم الآجال المحددة قبل انطلاق الموسم الدراسي والهامش الربحي المتفق عليه، وهو ما يمس بمبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ ويعرقل السير المنتظم للعملية التعليمية”.
وفي المقابل كشف نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، بناء على إحصائيات للفيدرالية، أن حجم الخصاص في كتب مدارس الريادة يقدر بـ 40 بالمائة، ما يدفع الأسر إلى اللجوء للسوق السوداء.
وأورد عكوري، في تصريح لهسبريس، أن سياسة الوزارة في توزيع هذه الكتب “لم تكن موفقة تماما”، مرجحا وجود إقبال كبير على الكتب في شهر نونبر، لأن الأسر لا تكتفي بالكتب الرقمية بالأقسام، بل ترغب في المراجعة بالمنازل ورقيا.
وكشف المتحدث أن بعض المناهج الخاصة بالسادس والخامس ابتدائي بدأت للتو عملية نشرها.
المصدر:
هسبريس