في إطار الدينامية التربوية والثقافية التي تعرفها، نظّمت كلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس بالرباط، مساء أمس الأربعاء، لقاء ثقافيا وأكاديميا احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.
عبد اللطيف كِداي، عميد الكلية، أبرز في كلمة افتتاحية الرمزيةَ الوطنية للمسيرة الخضراء وأبعادها الحضارية، منوها بالقرار الأممي الأخير 2797/2025 الصادر عن مجلس الأمن، موردا أنه جاء نتيجة نجاح الرؤية الملكية السديدة والجهود الدبلوماسية المغربية المثمرة بقيادة الملك محمد السادس.
كما عبّر كداي عن فخره واعتزازه بهذه المبادرة الرائدة، التي تترجم الدور الريادي الذي تضطلع به الكلية في ترسيخ قيم المواطنة الفاعلة والمسؤولية الجماعية لدى طلبتها.
من جانبه، قارب حميد عبد الإله، أستاذ ديداكتيك التاريخ بالكلية سالفة الذكر، المسيرة الخضراء بين السياق التاريخي والدلالات الرمزية، مؤكدا على عمق الروابط التاريخية بين المغرب وصحرائه عبر محطات تاريخية مفصلية منذ العهد المرابطي إلى تاريخ المغرب الراهن.
كما تناول الأكاديمي نفسه رمزية المسيرة الخضراء باعتبارها محطة تعكس قيم التطوع والمشاركة المجتمعية، متوقفا عند أهمية القرار الأممي الأخير باعتباره قرارا تاريخيا جسد نجاح الدبلوماسية المغربية وأكد وجاهة الطرح المغربي للطي النهائي لهذا الملف.
وقدم حميد عبد الإله بعض محاور النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، داعيا الباحثين في ديداكتيك العلوم الإنسانية والاجتماعية إلى الاهتمام بتطوير نماذج ديداكتيكية تسعف في تطوير القضايا ذات الصلة بالصحراء المغربية وحدث المسيرة الخضراء حول السياق والظروف التي رافقت المسيرة.
وتميزت هذه التظاهرة بالحضور الفاعل للائتلاف الجامعي وكل أندية كلية علوم التربية، الذين ساهموا بشكل جماعي وفعّال في تنظيم وتنشيط فقرات هذا اللقاء، من خلال عروض فنية وشعرية أبرزت روح التعاون والانتماء الوطني المشترك بين مختلف الطلبة.
واختُتم اللقاء بمبادرة رمزية تمثلت في غرس شجرة داخل فضاء الكلية دلالةً على تجدد العطاء واستمرارية روح المسيرة، وترسيخ قيم التنمية المستدامة والوعي البيئي في صفوف الطلبة، وكانت لحظة تأمل واعتزاز، عبّرت عن الروح الوطنية الصادقة التي سادت أجواء الاحتفال، وعن التزام أسرة الكلية بمواصلة حمل رسالة المواطنة والوفاء للوطن تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس.
يشار إلى أن الموعد المذكور عرف حضور نائب العميد المكلف بالتكوين، ونائب العميد المكلف بالبحث العلمي والتعاون، والكاتب العام، إلى جانب ثلة من الأساتذة الباحثين الذين أغنوا اللقاء بمداخلاتهم العلمية والفكرية، مما أضفى على الحدث طابعا أكاديميا يزاوج بين العمق المعرفي والبعد الوطني.
كما عرفت الفعالية مشاركة واسعة من طلبة الإجازة والماستر والدكتوراه، الذين جسدوا من خلال إبداعاتهم الفنية والثقافية روح الوطنية والالتزام والمسؤولية المواطِنة.
المصدر:
هسبريس