في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
شرع المستشفى الجامعي محمد السادس بأكادير في استقبال المرضى، في خطوة تجسد على أرض الواقع الرؤية الملكية الرامية إلى إصلاح المنظومة الصحية الوطنية، وإرساء عدالة مجالية في الولوج إلى العلاج، وتجسيد السيادة الصحية الوطنية من خلال تجهيز الأقاليم الجنوبية ببنيات طبية من الجيل الجديد.
ويعد هذا الصرح الطبي من المشاريع الاستشفائية الكبرى بالمملكة، حيث شيد على مساحة إجمالية تفوق 30 هكتارا، منها 130 ألف متر مربع مغطاة، وفق تصميم هندسي حديث يراعي النجاعة الطاقية والجودة العلاجية والأنسنة في الفضاءات الاستشفائية، ويُصنف كمستشفى جامعي متكامل الوظائف، يجمع بين العلاج والتكوين الطبي والصيدلاني والبحث العلمي والابتكار.
ويضم هذا المستشفى قطبين أساسيين، هما مستشفى التخصصات بطاقة استيعابية تبلغ 867 سريرا، ومستشفى الأم والطفل بطاقة 245 سريرا، ليصل المجموع إلى أكثر من 1110 أسرة موزعة على أقسام طبية وجراحية دقيقة تشمل أمراض القلب والشرايين، والدماغ، والعظام والمفاصل، والجهاز الهضمي، والغدد والسكري، والأنف والأذن والحنجرة، والصدر، والكلى، والجلد، والمسالك البولية.
كما يحتوي المستشفى على مصالح متخصصة في الأمراض المعدية، والروماتيزم، والأمراض الباطنية، إلى جانب وحدات إنعاش الحروق الكبيرة والاستشفاء القصير الأمد.
أما مستشفى الأم والطفل فيجسد العناية الملكية بصحة الأجيال الصاعدة، حيث يضم 11 مصلحة، من بينها طب النساء والتوليد، وطب الأطفال، وجراحة الأطفال، وإنعاش حديثي الولادة، وإنعاش الولادة، إضافة إلى مستعجلات مخصصة للنساء والأطفال بطاقة إجمالية تبلغ 245 سريرا.
وتتوفر بالمستشفى منظومة متكاملة للمستعجلات تضم 33 سريرا لمستعجلات الكبار، و12 سريرا لمستعجلات الأطفال، و21 سريرا لمستعجلات النساء والتوليد، فضلا عن 75 سريرا للإنعاش موزعة على وحدات متخصصة في الإنعاش الطبي والجراحي، وإنعاش الحروق الكبرى، وإنعاش حديثي الولادة، وكلها مجهزة بأحدث مضخات الحقن الذكية ومحطات مراقبة مركزية متصلة رقميا، تتيح الإشراف المستمر على العلامات الحيوية للمرضى.
ويمثل القطب الجراحي الذكي أحد أبرز معالم الريادة بالمستشفى، حيث تم اعتماد تقنية الجراحة الروبوتية “Revo I” لأول مرة على المستوى الإفريقي، وهي منظومة فائقة الدقة تتيح للجراح إجراء عمليات معقدة في مجالات المسالك البولية والجهاز الهضمي بأقل تدخل وبأعلى دقة ميكرومترية، كما يضم المركب الجراحي 19 قاعة عمليات رقمية متصلة بشبكة مركزية تضمن التعقيم والرقابة الآلية، إلى جانب قاعة خاصة لعلاج الحروق الكبرى.
وفي مجال التشخيص والعلاج المتقدم، يتوفر المستشفى على منصة تصوير طبي هي الأضخم جنوب المملكة، تشمل جهازي رنين مغناطيسي، أحدهما مخصص لأمراض القلب، وثلاثة أجهزة سكانير متعددة الشرائح، وجهاز PET SCAN لتشخيص وتتبع الأمراض السرطانية، إضافة إلى أجهزة تخطيط القلب، وتصوير الثدي الرقمي، والدوبلر، وتضم المنصة وحدة علاج بالأوكسجين عالي الضغط، مكونة من غرف متعددة المقاعد لعلاج الحروق والتسممات ومضاعفات القدم السكري ونقص التروية الحاد.
وفي الجانب الداعم، يضم المستشفى وحدة تعقيم مركزية آلية تعتمد نظاما رقميا لتتبع الأدوات الجراحية، وصيدلية مركزية مزودة بروبوت ذكي لتوزيع الأدوية وتحضير الجرعات بدقة عالية، مما يضمن سلامة المرضى ويرفع مستوى الأداء الدوائي إلى المعايير العالمية، إضافة تجهيز مركز لتصفية الدم بـ24 مولدا للترشيح الفائق، إلى جانب وحدة متطورة لإعادة التأهيل البدني تضم دراجات طبية ومنصات تدريب على المشي.
ويعد الرأسمال البشري قلب هذا المشروع، إذ يضم المركز أزيد من 1266 من الأطر الصحية، منهم 115 أستاذا جامعيا، و388 طبيبا مقيما، و86 طبيبا داخليا، إلى جانب 760 ممرضا وتقنيا متخصصين في التمريض والإنعاش وعلاج الأطفال والمواليد والصحة النفسية وتصفية الدم. كما يعمل ضمن المنظومة 117 إطارا تقنيا وإداريا من مهندسين وصيادلة ومساعدين لتأمين تشغيل الأجهزة المتقدمة وتدبير النظم المعلوماتية واللوجستية.
ويمتاز المستشفى الجامعي محمد السادس بأكادير، بكونه مؤسسة ذكية بالكامل، حيث يعتمد نظاما رقميا موحدا لتدبير الملفات الطبية ومسار المريض من لحظة الاستقبال إلى مغادرة المستشفى، مما يرفع من سرعة الخدمات، ويقلل الأخطاء البشرية، ويوفر قاعدة بيانات مؤمنة تخدم البحث العلمي والابتكار.
أما على الصعيد البيئي، فقد تم تصميم المركز وفق مقاربة “المستشفى الأخضر”، إذ يضم ألواحاً شمسية كهروضوئية بطاقة إنتاجية تصل إلى 400 كيلواط، تغطي نحو 7 في المائة من الاستهلاك الكهربائي، إضافة إلى منظومة لتسخين المياه بالطاقة الشمسية، وتقنيات عزل حراري ذكية للإضاءة والتهوية، مما يجعل المستشفى نموذجاً في النجاعة الطاقية والاستدامة البيئية.
ولم يغفل المشروع البعد الإنساني، إذ راعى تصميم الفضاءات الداخلية إدخال الضوء الطبيعي وإطلالة الغرف على الحدائق لضمان راحة المرضى، كما خصصت فضاءات استقبال وانتظار مريحة، ومناطق خاصة للمرتفقين، بما يجعل المستشفى فضاءً منفتحاً للشفاء بلمسة إنسانية تجمع بين الطب والكرامة والراحة النفسية.
المصدر:
العمق