آخر الأخبار

عدو: "لارام" تطمح إلى توسيع الأسطول الجوي من 50 إلى 200 طائرة

شارك

كشف عبد الحميد عدو، الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية، عن ملامح الخطة الطموحة لتحويل الشركة إلى “فاعل عالمي رئيسي”، مؤكداً أنها بدأت فعلياً توسيع أسطولها بوتيرة متسارعة، ومشخصاً في الوقت ذاته التحديات الكبرى التي تواجه الصناعة، وعلى رأسها أزمة سلاسل التوريد وارتفاع كلفة الوقود المستدام.

جاء ذلك خلال ندوة صحافية تم عقدها خلال فعاليات أشغال الدورة الثامنة والخمسين للجمعية العامة للاتحاد العربي للنقل الجوي، التي تستضيفها الخطوط الملكية المغربية بالعاصمة الرباط.

وأكد عدو أن الشركة شرعت، بناءً على التوجيهات الملكية السامية، في تنفيذ خطة تطوير تهدف إلى جعل الخطوط الملكية المغربية “رابطاً عالمياً”.

وقال الرئيس المدير العام: “طموحنا هو الانتقال من 50 طائرة إلى 200 طائرة. لقد تسلمنا أول 12 طائرة هذا العام، وسنتسلم كل سنة ما بين 12 و15 طائرة”، وأوضح أن الوصول إلى 200 طائرة، وهو “حجم شركة كبيرة مثل إير فرانس على سبيل المثال”، سيمكن الشركة من “ربط حوضنا الطبيعي، وهو القارة الإفريقية، مع أوروبا والأمريكيتين الشمالية والجنوبية، والشرق الأوسط وآسيا”.

وشدد المتحدث ذاته على أن هذا التوسع “لا يهدف فقط إلى تلبية احتياجات المغرب في إطار تنمية السياحة وكأس العالم والأحداث الكبرى، بل أيضاً إلى نقل المسافرين من مكان في العالم إلى مكان آخر عبر محور الدار البيضاء”.

وفي مواجهة التحديات الزمنية، ولاسيما استضافة كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030، وفي ظل التأخيرات العالمية في تسليم الطائرات، أوضح عدو أن الشركة اعتمدت إستراتيجية مرنة تجمع بين الكراء والاقتناء، معترفا بأن “مشاكل سلاسل التوريد وتأخر التسليم تؤثر على العالم بأسره”، ومشيراً إلى أن الوضع تحسن مقارنة بما كان قبل عامين، حين كانت التأخيرات تصل إلى 18 شهراً، لكنه أضاف: “السيولة التي كانت قبل كوفيد، حيث نطلب طائرة فتصل بعد عام، لم تعد موجودة. اليوم نطلق طلباً وقد نحصل عليه بعد 5 سنوات، وحتى بعد 5 سنوات لسنا متأكدين من الحصول عليه في الموعد”.

ولذلك أكد المسؤول نفسه أن الشركة لم تنتظر نتائج طلب العروض الرئيسي (لشراء الطائرات) لتأمين احتياجاتها العاجلة، مردفا: “لا يمكننا انتظار اقتناء هذه الطائرات إلى الأبد. لقد بدأنا عقود كراء كما كان مقرراً في العقد البرنامج، وهو ما يسمح لنا بتغطية الفترات من 2024 وحتى 2028. نحن مغطون حتى نهاية 2028″، وأورد أن طلب العروض الرئيسي، الذي تم الانتهاء منه، يخص “الاقتناء”، وأن عقود الكراء الحالية “تسد الفجوة الضرورية”.

ورداً على سؤال حول الركائز الأساسية لضمان نجاح هذا التوسع أوضح عدو أن الطائرات وحدها لا تكفي، وقال: “هناك ثلاثة عناصر أساسية إذا ما أردت النجاح وتنمية شركة طيران: الطائرات، والمطارات، والكوادر البشرية (الطواقم)”، وتابع: “الطائرات هي الجزء الأسهل، إنها طلبات تقدمها وتنتظر الحصول عليها؛ أما المطارات فقد أطلقنا بناء محطة جديدة في الدار البيضاء كمركز محوري للانتقال من 14 مليون مسافر إلى ما يقرب من 40 مليون مسافر؛ هذا سيجعلها واحدة من أكبر ثلاثة مراكز (محاور) في القارة”.

وأضاف المتحدث ذاته أن “البناء قد بدأ ويجب أن يكون جاهزاً بحلول منتصف عام 2029، قبيل كأس العالم مباشرة”، مشيراً إلى أن المحطة “ستكون خاصة بالخطوط الملكية المغربية، حديثة بالكامل، وآلية مع تجربة سلسة”، وزاد: “تعلمنا من أصدقائنا وزملائنا في دول مجلس التعاون الخليجي ومن جميع أنحاء العالم لنقترح شيئًا مختلفًا تمامًا”.

أما بشأن الركيزة الثالثة فقال المسؤول ذاته: “عام 2020، وتحت قيادة جلالة الملك، صدر أمر باستخدام المرافق العسكرية، أي الأكاديمية العسكرية الملكية بمراكش، لتدريب الطيارين”، وأوضح: “الآن جميع الطيارين الجدد الذين ينضمون إلى شركتنا، بدءًا من العام الماضي، التحقوا مباشرة بهذه الأكاديمية بعد حصولهم على البكالوريوس، لتدريبهم لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة ليصبحوا طيارين… بدأنا بـ 20 أو 25 طالبًا سنويًا، والآن نستقبل 100 طيار جديد كل عام في هذه الأكاديمية”.

وحول المعضلة الاقتصادية للوقود المستدام، الذي يكلف أربعة أضعاف سعر الكيروسين التقليدي (2500 دولار للطن مقابل 680 دولاراً)، أقر عدو بأن هذا الوقود “نادر حالياً وسعره مرتفع جداً”، موردا أن ارتفاع كلفة الوقود، الذي يمثل 20% من نفقات الشركة، سيؤدي حتماً إلى ارتفاع سعر التذكرة، وقال: “نعتقد أنه كلما تقدمنا في الزمن ستنخفض تكاليف الإنتاج، وبالتالي الأسعار”.

لكن المتحدث قدم “تقييماً شخصياً” واقعياً للمستقبل: “شخصياً لا أعتقد أن السعر سينخفض لدرجة الاقتراب من الكيروسين. أعتقد أنه سيبقى أعلى، وسيؤدي ذلك إلى تضخم طفيف في أسعار التذاكر. لكن من السابق لأوانه الجزم بذلك، دعونا نرى كيف سيزداد الإنتاج وتنخفض الأسعار”.

ورداً على سؤال حول إمكانية وجود مصنع لتجميع الطائرات بالمغرب وصف عدو الأمر بأنه “معقد للغاية”، ويمثل “مساراً يمتد لعقود”، وأشاد بقطاع صناعة الطيران المغربي الذي يحقق “3 مليارات دولار من رقم المعاملات سنوياً، ونتوقع مضاعفته ثلاث مرات في السنوات الثلاث المقبلة”، لكنه ميز بين صناعة المكونات وتجميع طائرة كاملة، مؤكداً أن الأخير يتطلب “شروطاً مسبقة” تحتاج عقوداً طويلة.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا