آخر الأخبار

بعد قرار مجلس الأمن.. الرئيس التونسي الأسبق يدعو لإخراج الاتحاد المغاربي من "غرفة الإنعاش"

شارك

تفاعل الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، مع القرار الأخير لمجلس الأمن بشأن قضية الصحراء المغربية، بدعوة صريحة إلى مصالحة مغاربية شاملة وتجاوز الخلافات التي عطلت مشروع الاتحاد المغاربي لعقود.

وقال المرزوقي، في تدوينة نشرها على صفحاته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، إن الوقت قد حان من أجل “المصالحة التاريخية بين الأشقاء”، معتبرا أنه “آن الأوان لتجاوز عقبة الخلاف حول الصحراء”.

وأضاف الرئيس التونسي الأسبق: “آن الأوان لإخراج الاتحاد المغاربي من غرفة الإنعاش، وآن الأوان لكي يتمتع المغاربيون داخل الفضاء المغاربي بالحريات الخمس التي هي حقوق المواطنين وواجبات الدول: حرية التنقل، حرية الاستقرار، حرية العمل، حرية التملك، وحرية المشاركة في الانتخابات البلدية”.

وأكد المرزوقي أن صوت الحكمة والعقل والمصلحة العامة يجب أن يتغلب على منطق الخلاف والانقسام، قائلا: “لا طريق غير هذا حتى تصبح أوطاننا الأرض التي نهرب إليها، لا الأرض التي نهرب منها”، مردفا: “لا بد لليل أن ينجلي”.

ويأتي هذا الموقف بعدما صوت مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة، على مشروع قرار أمريكي وُصف بـ”التاريخي” لصالح مغربية الصحراء، حيث حظي بتأييد ساحق من 11 دولة، بينما امتنعت 3 دول عن التصويت (روسيا والصين وباكستان)، وامتنعت الجزائر عن المشاركة في التصويت، في حين لم يعترض أي عضو على القرار.

وينص قرار مجلس الأمن على اعتبار مقترح الحكم الذاتي هو الحل الواقعي للنزاع المستمر منذ 50 عاما، داعية أطرف النزاع إلى إجراء مفاوضات بدون شروط، بناء على المقترح المغربي، واعتباره إطارا للحل الدائم والعادل والنهائي للملف.

وخلف القرار الأممي احتفالات عارمة شهدتها مختلف المدن المغربية، عبر خلالها المغاربة عن فخرهم بالمكاسب الدبلوماسية المتواصلة التي ترسخ مغربية الصحراء وتدعم رؤية المملكة لحل نهائي ومستدام للنزاع الإقليمي تحت السيادة المغربية.

وعقب قرار مجلس الأمن الدولي، وجه الملك محمد السادس خطابا استثنائيا إلى الأمة، اعتبر فيه أن المغرب يعيش اليوم “فتحا جديدا في مسار ترسيخ مغربية الصحراء والطي النهائي لهذا النزاع المفتعل”.

وقال الملك في خطابه إن هذا التحول التاريخي يتزامن مع مرحلة حاسمة في تاريخ المغرب الحديث، مؤكدا أن “هناك ما قبل 31 أكتوبر 2025، وهناك ما بعده”، مشددا على أن “حان وقت المغرب الموحد من طنجة إلى الكويرة، الذي لن يتطاول أحد على حقوقه وعلى حدوده التاريخية”.

وأضاف أن المغرب انتقل في قضية وحدته الترابية “من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير”، مشيرا إلى أن الدينامية التي أطلقتها المملكة خلال السنوات الأخيرة بدأت تؤتي ثمارها على مختلف المستويات، حيث أصبح “ثلثا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يعتبرون مبادرة الحكم الذاتي الإطار الوحيد لحل النزاع”.

ووجه الملك نداء إلى سكان مخيمات تندوف من أجل العودة إلى وطنهم المغرب، قائلا: “أوجه نداءً صادقا لإخوننا في مخيمات تندوف لاغتنام هذه الفرصة التاريخية من أجل لم الشمل مع أهلهم، وما يتيحه الحكم الذاتي للمساهمة في تدبير شؤونهم المحلية وفي تنمية وطنهم وبناء مستقبهم في إطار المغرب الموحد”.

وشدد الملك في خطابه بمناسبة قرار مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، على أن “جميع المغاربة سواسية، لا فرق بين العائدين من مخيمات تندوف وبين إخوانهم داخل أرض الوطن”.

واعتبر الملك أنه رغم التطورات الإيجابية التي تعرفها قضية الوحدة الترابية للمملكة، يبقى المغرب حريصا على إيجاد حل لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف، مشددا على أن المغرب لا يعتبر هذه التحولات انتصارا ولا يستغلها لتأجيج الصراع والخلافات.

وفي هذا الصدد، دعا الملك محمد السادس، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى “حوار أخوي صادق بين المغرب والجزائر لتجاوز الخلافات وبناء علاقات جديدة تقوم على الاستقرار والثقة والأخوة وحسن الجوار”.

وجدد الملك في خطابه، التزام المغرب بمواصلة العمل من أجل إحياء الاتحاد المغربي على أساس الاحترام المتبادل والتعاون والتكامل بين الدول الخمسة.

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا