نظمت “التنسيقية الوطنية لضحايا زلزال الحوز”، صباح اليوم الإثنين، وقفة احتجاجية أمام البرلمان في العاصمة الرباط، للمطالبة بتسوية الملفات العالقة للمتضررين وتعميم التعويضات على جميع الأسر التي جرى إقصاؤها أو حرمانها من الاستفادة، بعد مرور سنتين على الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق واسعة من إقليم الحوز ونواحيه.
ورفع المحتجون شعارات تُندد بما وصفوه بـ”الإقصاء والظلم”، مؤكدين أن العديد من الأسر مازالت تقيم في خيام بلاستيكية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة، رغم تخصيص دعم ملكي عاجل منذ اليوم الأول للكارثة.
وقال محمد البعوض، القادم من دوار وجدان بإقليم شيشاوة: “نحن هنا لأن حقوقنا ضاعت، ولم نستفد من الدعم الذي أمر به جلالة الملك نصره الله. نطالب المسؤولين بتمكيننا من حقوقنا، مثل باقي المستفيدين. لقد عانى أبناؤنا في الخيام، وتكبدنا قسوة البرد والأمطار، ونأمل أن يتم إنصافنا”.
أما حسن آيت العواد، عضو التنسيقية عن إقليم شيشاوة، فعبّر عن استيائه مما اعتبره “تجاهلاً رسميًا لمعاناة المتضررين”، قائلا: “نحن مقصيون من حقنا في الدعم، وجئنا اليوم لنسأل عن مصيرنا بعد سنتين من المطالبة بحق السكن. لم نترك ولاية أو عمالة إلا وطرقنا أبوابها، وجئنا إلى الرباط أكثر من خمس مرات، لكن لا جواب. نؤمن بأن المبادرة الملكية كان هدفها إدخال الفرح على سكان الجبال، ونتساءل اليوم: أين وصلت هذه المبادرة؟”.
وأورد أحد المتضررين من دوار أزلكور بإقليم الحوز: “تقدمت بعدة شكايات إلى مختلف المؤسسات دون جدوى، وأسرتي مازالت بلا مأوى بعد أن تضرر منزلنا بالكامل بسبب الزلزال. نطالب بحقنا الذي أقرّه جلالة الملك، ولا نريد سوى العدل والإنصاف”.
وفي تصريح آخر، قالت إحدى المتضررات: “قدمنا شكايات لوزارة الداخلية، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومؤسسة الوسيط، لكننا لم نتلقَ أي رد. نُرحَّل من جهة إلى أخرى دون نتيجة. مطلبنا بسيط: حقنا في التعويض وإعادة بناء منازلنا”.
وفي بلاغ لها دعت التنسيقية الوطنية لضحايا الزلزال إلى “تحرك عاجل من السلطات لإنهاء المعاناة، وتمكين الأسر من إعادة بناء منازلها”، مشيرة إلى أن “الأرقام الرسمية غير دقيقة، إذ لم تتلق آلاف الأسر أي تعويض يناسب حجم الضرر الذي لحق بها”.
كما طالبت التنسيقية بـ”محاسبة المتورطين في التلاعب بلوائح المستفيدين”، داعيةً الفعاليات المدنية والحقوقية والإعلامية إلى الحضور ودعم مطالب الأسر المنكوبة.
وتظل معاناة هذه الأسر شاهدة على واقع صعب يعيشه المتضررون، في انتظار إجراءات عملية تعيد الأمل إلى نفوسهم، وتضع حدًا لمعاناتهم الطويلة.
المصدر:
هسبريس