آخر الأخبار

الكلاعي يلتحق بمغادري قاعات السينما

شارك

لم يتمكن الفيلم المغربي الطويل “سوناتا ليلية” لمخرجه عبد السلام الكلاعي من الصمود طويلا في القاعات السينمائية الوطنية؛ فقد سُحب بعد نحو شهر فقط من عرضه، بسبب ضعف الإقبال الجماهيري عليه، في وقت تواصل فيه الأفلام الكوميدية والتجارية السيطرة على شبابيك التذاكر منذ شهور.

وعلى الرغم من الطابع الجمالي والفني الذي ميز هذا العمل الذي يندرج في خانة سينما المؤلف، فإن “سوناتا ليلية” فشل في استقطاب جمهور واسع، بعدما فضّل المشاهد المغربي الإنتاجات الخفيفة ذات الطابع الكوميدي التي أصبحت تحظى بالإقبال الأكبر، مقابل تراجع لافت في متابعة الأفلام الروائية التي تحمل رؤية فنية مختلفة.

وعلى الرغم من الإشادة النقدية التي حظي بها من بعض المهتمين بالشأن السينمائي، فإن هذا الشريط الطويل واجه، منذ الأيام الأولى لعرضه، صعوبة في جذب المتفرجين. ومع توالي الأسابيع، تراجعت العروض تدريجيا بسبب ضعف الإقبال، إلى أن تقرر سحبه نهائيا.

الفيلم، الذي يمتد على مدى 112 دقيقة، شاركت في بطولته وجوه بارزة عديدة؛ من بينها سعد موفق وندى هداوي ومليكة العمري واليزيد مدين وآخرون. وقد جمع فيه عبد السلام الكلاعي بين الكتابة والإخراج والإنتاج، في محاولة لتقديم مشروع شخصي يترجم هواجسه الفنية ورؤيته الخاصة للحب كقوة خلاقة تعيد صياغة المصائر الإنسانية.

وتدور أحداث “سوناتا ليلية” حول شاعر شاب يفضل العزلة والسير ليلا في شوارع مدينته، متأملا وجوه الناس وصمت الأمكنة، إلى أن تتغير حياته حين يصادف فتاة تحاول وضع حد لحياتها. هذا اللقاء المصيري يفتح الباب أمام علاقة معقدة تمزج بين الحب والموت، وبين الأمل واليأس، ليجد البطل نفسه في مواجهة مع ماضيها المؤلم وتجاربها الفاشلة في الحب.

اختار عبد السلام الكلاعي أن يقسم عمله إلى فصول متكاملة تستحضر في بنائها روح الثقافة العربية في تناول الحب؛ لكن برؤية معاصرة بعيدة عن النمطية. وبين هذه الفصول نسج ملحمة شاعرية تتقاطع فيها أصوات القلب وارتباكات الروح، تاركاً النهاية مفتوحة على احتمالات التأويل، إذ تبقى البطلة معلقة بين حب قديم وتجربة جديدة ولدت من صدفة غيّرت مسار حياتها.

صورت مشاهد الشريط بين أزقة ودروب مدينة العرائش في فترتين مختلفتين، في محاولة من الكلاعي لتوظيف المكان كعنصر سردي يوازي الشخصيات ويغني حوارها الداخلي، حيث يواصل المخرج رهانه على سينما تستند إلى جمالية الصورة ورهافة الإحساس، وإن بدا أن هذه المقاربة الفنية ما زالت تعاني في استقطاب الجمهور المغربي العريض.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا