كشف تقرير المؤسسات العمومية المرفق بمشروع قانون المالية لسنة 2026 عن فاتورة باهظة دفعتها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة (SNRT) مقابل تأمين تغطية الأحداث الرياضية الكبرى، حيث سجلت الشركة خسائر صافية ضخمة برسم سنة 2024.
وأوضح التقرير الذي اطلعت عليه “العمق”، أن النتيجة الصافية للشركة استقرت في مستوى ناقص 410 مليون درهم، أي 41 مليار سنتيم، مؤكدا أن السبب الرئيسي وراء هذا العجز يعود أساسا إلى التكاليف المرتبطة باقتناء حقوق البث الرياضي.
وتضمنت قائمة التظاهرات التي أدت إلى ارتفاع التكاليف بشكل كبير كأس إفريقيا للأمم 2024 التي أقيمت في ساحل العاج، بالإضافة إلى حقوق بث الألعاب الأولمبية بباريس 2024، مما ساهم في ضخامة الخسائر المالية التي تكبدتها الشركة.
مفارقة لافتة بين النمو الإعلاني والنتيجة النهائية، إذ رغم تسجيل الشركة لأداء تجاري قوي وإيرادات قياسية، حيث بلغ رقم معاملاتها الإجمالي 439 مليون درهم بزيادة 24% مقارنة بسنة 2023، وشهدت مبيعات المساحات الإعلانية نموا مهما بنسبة 56%، محققة إيرادات بقيمة 194 مليون درهم، إلا أن هذه الإيرادات لم تكن كافية لتغطية النفقات الضخمة المرتبطة باقتناء الحقوق الحصرية للبث الرياضي، مما أدى إلى العجز المالي.
وبحسب التقرير ذاته، فإن التوقعات تشير إلى أن الضغط المالي على الشركة سيستمر في عام 2025، مع توقع ارتفاع العجز الصافي إلى ناقص 476 مليون درهم.
وفي محاولة للتعامل مع هذه التحديات، أشار التقرير إلى خطوة هيكلية تمثلت في رفع الرأسمال الاجتماعي للشركة إلى 1.275 مليون درهم، عقب عملية تخفيض وإعادة رفع (عملية الأكورديون) تمت المصادقة عليها في يونيو 2024.
وتعتزم الشركة مواجهة هذه التحديات من خلال خطة إصلاح شاملة، تشمل إبرام “عقد-برنامج مع الدولة” واستكمال هيكلة القطب السمعي البصري العمومي بإلحاق قناة “صورياد دوزيم”، استعدادا لتغطية استحقاقات رياضية كبرى قادمة، على رأسها كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030 التي سيحتضنها المغرب.