آخر الأخبار

رفاق مصطفى البراهمة يودعونه لمثواه الأخير.. رحيل عميد اليسار المغربي وصوت الطبقة الكادحة - العمق المغربي

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في مشهد مؤثر خيمت عليه مشاعر الحزن والوفاء، شيّع اليوم الثلاثاء جثمان المناضل والسياسي مصطفى البراهمة، أحد أبرز رموز النضال اليساري في المغرب، والذي وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض.

وجرت مراسم التشييع بحضور أفراد أسرته الصغيرة، ورفاقه من مختلف التيارات السياسية والنقابية، وخاصة مناضلي حزب النهج الديمقراطي والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إلى جانب شخصيات وطنية معروفة، حيث أجمع الكل على استحضار سيرة رجل نذر حياته لقضايا الوطن والطبقة العاملة.

ورددت الحناجر في الجنازة شعارات وهتافات تودّع البراهمة بكلمات من الألم والاعتزاز، منها: “بالأخضر كفنا، وبالأبيض كفنا، وبالأسود ودعناك… وما ودعناك، ما ننسـاك يا رفيق”. كما ردد المشيعون هتافات عبّرت عن حب كبير وتقدير عميق لشخص البراهمة، الذي وصفه رفاقه بـ”المناضل الصلب والصادق، الذي عاش نظيفا، ورحل مرفوع الرأس”.

مصدر الصورة

وفي كلمات التأبين، شدد رفاق دربه على أن مصطفى البراهمة كان من القلائل الذين ظلوا أوفياء للمبادئ حتى آخر لحظة، مؤكدين أن فكره ونضاله سيظلان حاضرين في الذاكرة الجماعية للحركات اليسارية والديمقراطية في المغرب.

وأشار رفاقه في تصريح لجريدة “العمق” إلى أن الراحل انخرط في النضال منذ شبابه، عندما كان طالبا في المدرسة المحمدية للمهندسين، حيث التحق مبكرا بتنظيم “إلى الأمام” الماركسي اللينيني، وواجه الاعتقال السياسي خلال سنوات الرصاص، قبل أن يخرج من السجن ليواصل بناء التنظيم في السرية، ويساهم في إحياء المشروع اليساري الجذري في البلاد، دون تردد أو مساومة.

وفي شهادة مؤثرة، قال أحد رفاقه “كان مصطفى هو القلب الكبير الذي يحمل همّ الوطن… لم يكن منغلقا، بل منفتحا على الحوار والعمل المشترك، مؤمنا بضرورة وحدة القوى التقدمية في مواجهة التحديات”.

مصدر الصورة

الفقيد شغل مهمة الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، وكان أيضا عضوا في المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، مدافعا شرسا عن حقوق الشغيلة ومطالب الجماهير الشعبية، حيث ارتبط اسمه بمسارات سياسية ونضالية ظل فيها صوتا للطبقة العاملة والمهمشين.

ولم يخف الحاضرون شعورهم بالحزن لفقدان شخصية وازنة مثل البراهمة، خاصة في ظل ما وصفوه بـ”الفراغ الذي يتركه رحيله داخل اليسار المغربي”، مؤكدين أن خسارته ليست لحزبه فقط، بل هي خسارة للحركة التقدمية والشعب المغربي برمته.

وتوجه الحاضرون بتعازيهم الحارة إلى أرملة الفقيد السيدة أمينة، وإلى نجليه تهاني وأمين البراهمة، سائلين الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتغمد الراحل بواسع رحمته.

وقد اختتمت الجنازة بكلمات قوية من رفاق دربه، جاء فيها: “نعاهدك يا مصطفى أن نظل أوفياء لقيمك، متمسكين بمبادئك، حاملين المشعل الذي أوصلته إلينا، ومدافعين عن حلم مغرب العدالة والحرية والكرامة”.

وتوفي أمس الاثنين 13 أكتوبر الجاري، مصطفى البراهمة المناضل اليساري والأمين السابق لحزب النهج الديموقراطي، عن عمر يناهز 70 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.

يُعد مصطفى البراهمة أحد أبرز الوجوه السياسية اليسارية في المغرب، حيث شغل منصب الأمين لحزب النهج الديمقراطي منذ سنة 2012، وقاد الحزب لأكثر من عقد، قبل أن يُخلفه جمال براجع في المؤتمر الوطني الخامس الذي انعقد في يوليوز 2022، والذي غيّر خلاله الحزب اسمه إلى “النهج العمالي الديمقراطي”.

ولد البراهمة سنة 1955 بمدينة برشيد، وتكوّن مهنيا كمهندس، حيث التحق بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وتدرج في مناصب إدارية مهمة، أبرزها مدير جهوي بجهة الدار البيضاء الكبرى، ثم مفتش جهوي بالوزارة بمدينة أكادير.

إلى جانب عمله الإداري، برز البراهمة كفاعل نقابي داخل “الكونفدرالية الديمقراطية للشغل”، خاصة في القطاع الوزاري الذي يشتغل فيه، وشارك في محطات الحوار الاجتماعي، مدافعًا عن حقوق الموظفين والعدالة الاجتماعية.

سياسيا، يعرف البراهمة بمواقفه الجذرية في نقد السياسات العمومية، وبدعمه للحركات الاحتجاجية والاجتماعية، مثل حراك الريف. كما دافع، في مناسبات عدة، عن ضرورة توسيع الحقوق السياسية والحريات العامة، وإقرار إصلاحات دستورية تضمن ديمقراطية فعلية وفصلا حقيقيا للسلط.

ويُعتبر البراهمة من المدافعين عن استقلالية القرار السياسي لحزب النهج الديمقراطي، ورافضا لأي تحالفات انتخابية مع قوى يعتبرها مندمجة في “النسق الرسمي”، حيث ظل الحزب خلال فترة قيادته خارج المؤسسات التمثيلية، متمسكا بخط النضال الجماهيري والتغيير من خارج المؤسسات.

ورغم مغادرته القيادة الوطنية للحزب، لا يزال مصطفى البراهمة يُنظر إليه كأحد الأصوات الوازنة في اليسار الراديكالي، وكمرجع سياسي ونقابي داخل المشهد السياسي المغربي.

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا