انتهت الآجال القانونية التي منحتها جماعة الدار البيضاء للمواطنين القاطنين بمقاطعة المعاريف من أجل تقديم تعرضاتهم وملاحظاتهم، وأيضا إبداء مقترحاتهم حول تصميم التهيئة العمرانية الجديد الذي أصدرته الوكالة الحضرية.
وحسب المعطيات المتوفرة لدى جريدة العمق المغربي، فإن المصالح المختصة بجماعة الدار البيضاء ومقاطعة المعاريف، إلى جانب الوكالة الحضرية، توصلت بعدد من التعرضات والملاحظات، إضافة إلى بعض المقترحات المتعلقة بهذا المشروع العمراني الجديد.
وأضافت المصادر نفسها أن التعرضات التي توصلت بها المصالح المختصة، والمودعة بعدد من المرافق العمومية، تتعلق بمجموعة من الأحياء، من بينها حي النخيل وشارع غاندي ودرب غلف وحي بولو.
وأشارت المصادر إلى أن ساكنة حي النخيل وجهت العديد من التعرضات التي تهم الحفاظ على مكتسب ثلاثة طوابق، علما أن تصميم التهيئة العمرانية الذي أعدته الوكالة الحضرية أدخل المنطقة ضمن خانة “التراث اللامادي”.
وأكدت المصادر أن سكان حي بولو بمقاطعة المعاريف اعترضوا على احتفاظ التصميم بمقترح “زون فيلا”، مطالبين بضرورة إعادة النظر في ذلك عبر السماح بإضافة طوابق جديدة والعدول عن الفكرة المقترحة.
وشددت على أن ساكنة شارع غاندي، المعروف وسط البيضاويين، طالبت بالرفع من عدد الطوابق في بعض الشوارع إلى حدود خمسة، علما أن تصميم التهيئة الحالي ينص على ثلاثة طوابق فقط.
وفي السياق نفسه، طالبت ساكنة درب غلف بإطلاق برنامج للتجديد الحضري للمنطقة من أجل النهوض بالتنمية العمرانية.
ورحبت ساكنة مقاطعة المعاريف بالمقترح الوارد في تصميم التهيئة العمرانية الجديد، والذي ينص على اعتماد لون أبيض أو “كريمي” في واجهات المباني، إضافة إلى منع تركيب الصحون الهوائية.
وقال المهدي ليمينة، عضو مجلس مقاطعة المعاريف، إن مقترح تصميم التهيئة الجديد الذي أعدته الوكالة الحضرية، أثار اهتماما واسعا في صفوف الساكنة، بعدما اطلع عليه المواطنون ووجهوا مجموعة من التعرضات إلى المصالح المختصة قصد دراستها والتفاعل معها بشكل قانوني ومؤسساتي.
وأوضح ليمينة، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أن هذه التعرضات تمثل حقا مشروعا للمواطنين في المشاركة في بلورة تصاميم التهيئة التي تهم مستقبل أحيائهم ومنازلهم، مؤكدا أن “المرحلة المقبلة ستعرف عقد اجتماع للجنة التعمير داخل مجلس مقاطعة المعاريف من أجل دراسة مختلف التعرضات والملاحظات الواردة، وإبداء الرأي حول المستجدات التي حملها التصميم الجديد للوكالة الحضرية”.
وأضاف المتحدث أن الوكالة الحضرية تبقى الجهة التقنية المسؤولة عن إعداد التصميم، لكنها في المقابل ملزمة بأخذ ملاحظات المنتخبين وتعليقات المواطنين بعين الاعتبار، في إطار مقاربة تشاركية تهدف إلى ضمان توازن بين متطلبات التنظيم العمراني واحترام خصوصية النسيج المعماري والاجتماعي للمنطقة.
وأشار ليمينة إلى أن مقترح تصميم التهيئة لمقاطعة المعاريف تضمن عددا من المستجدات التي تهدف إلى تحسين جمالية الفضاء العمراني وتنظيم المشهد الحضري، من بينها فرض توحيد لون واجهات المنازل في الأبيض أو “الكريمي” لإضفاء طابع بصري موحد على المباني، إضافة إلى منع تركيب الصحون الهوائية على الأسطح، لما تشكله من فوضى بصرية وتشويه للمشهد العام.
كما كشف عضو المجلس أن لجنة التعمير ستعقد اجتماعاتها خلال الأيام المقبلة لدراسة هذه المستجدات بشكل تفصيلي، قبل أن يُحال الملف على دورة استثنائية لمجلس المقاطعة لمناقشة المقترح برمته وإصدار الملاحظات النهائية بشأنه.
وختم ليمينة تصريحه بالتأكيد على أن الهدف من هذه العملية هو الوصول إلى تصميم تهيئة يراعي طموحات الساكنة ويستجيب لمتطلبات التنمية الحضرية المستدامة، مع الحفاظ على هوية مقاطعة المعاريف كواحدة من أهم المناطق الحيوية في مدينة الدار البيضاء.