خلص المكتب السياسي لحزب جبهة القوى الديمقراطية إلى أن “المرحلة الراهنة تفرض إعادة بناء الفضاء التقدمي واليساري على أسس وحدوية وتجديدية”، داعيا إلى “حوار وطني جاد بين مكونات اليسار لإحياء دوره كقوة اقتراحية قادرة على بلورة بدائل سياسية واجتماعية في مستوى التحديات الراهنة”.
وأكدت الهيئة السياسية، التي تتخذ من “الزيتونة” رمزا لها، “استعداد الحزب للانخراط في أي مبادرة مسؤولة لتوحيد الصف اليساري الوطني خدمة لقضايا الوطن والمواطن”.
وفي تفاعله مع الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الأخيرة، اعتبر المكتب السياسي لحزب جبهة القوى الديمقراطية، في بلاغ عقب اجتماعه الدوري السبت، أن “مضامين الخطاب تشكل خارطة طريق واضحة لمعالجة المطالب الاجتماعية، وتجديد العلاقة بين الدولة والمجتمع”، مؤكدا أن “الخطاب دعا بوضوح إلى جعل العدالة الاجتماعية والمجالية أولوية استراتيجية، وإلى تغيير العقليات ونمط التدبير نحو ثقافة النتائج، مع تسريع وتيرة التنمية في الجبال والواحات والسواحل والمراكز القروية”.
وسجل المكتب السياسي ذاته “تزايد التأييد الدولي للموقف المغربي، سواء من خلال المؤشرات الإيجابية الصادرة عن الاتحاد الأوروبي أو عبر الانفتاح المتزايد للقوى الدولية على فرص الاستثمار والتنمية في الأقاليم الجنوبية، بما يعزز موقع المغرب كفاعل إقليمي موثوق في محيطه الإفريقي والمتوسطي”.
وبخصوص الاحتجاجات الشبابية الأخيرة لجيل “ز”، سجل الحزب أنها “تعكس حيوية المجتمع المغربي ورغبته في المشاركة”، رغم “ما أثارته من قلق مشروع”.
ودعا إلى “التعامل معها كتمرين ديمقراطي بما يقتضيه الأمر من الأحزاب والقوى الحية إلى تجديد أساليبها في التأطير والتواصل”.
في هذا الصدد، أكد أن “تدبير الفضاء العمومي يجب أن يظل منسجما مع روح الانفتاح واحترام الحقوق والحريات، ترسيخا للخيار الديمقراطي الوطني”.
أما على الصعيد الداخلي، فقد شدد المكتب السياسي، وفق البلاغ، على أن “تجديد الفعل الحزبي يمر عبر تقوية الكفاءة داخل صفوف الحزب ومنتخبيه، واعتبار العدالة الاجتماعية والمجالية بوصلة دائمة لتحركاته، مع تحديث أساليب التواصل والتأطير والانفتاح على المجتمع عبر الوسائط الحديثة، واستثمار التكنولوجيا كأداة للتعبئة والمواكبة والتفاعل المستمر مع قضايا المواطنين، حيث برمج في هذا الإطار مهام تنظيمية عديدة ترتبط بهيكلة آليات التفكير والدراسات والاستعداد لملتقى الشباب وتكوين المنتخبين والإعلام والانتقال الرقمي للحزب”.
على صعيد منفصل، عبّر المكتب السياسي لحزب “الزيتونة” عن تأييده لوقف الحرب وإنهاء المأساة الإنسانية في قطاع غزة، و”موقف الحزب الثابت الرافض لاستهداف المدنيين أيا كانت الجهة الفاعلة”.
ونبّه إلى “خطورة الأبعاد السياسية للاتفاق الذي أعقب الحرب، لما يحمله من محاولات لتكريس الانقسام الفلسطيني وتهميش الحقوق الوطنية المشروعة”، مؤكدا أن “أية تسوية لا تقوم على العدالة ووحدة الأرض والتمثيل الفلسطيني لن تضمن سلاما دائما ولا استقرارا حقيقيا في المنطقة”.