توالت، اليوم السبت، ردود الفعل الدولية المرحبة بموقف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، والتي تضمنت موافقة الحركة على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال أحياء وجثامين، مقابل وقف الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.
وفي خطوة لافتة، نشر ترامب نص بيان حماس على حسابه في منصته “تروث سوشيال”، مؤكدا أن الحركة “مستعدة لسلام دائم”، داعيا إسرائيل إلى وقف القصف “فورا” لتهيئة الظروف أمام إنجاز الاتفاق.
حماس أوضحت في بيانها أنها اتخذت قرارها “انطلاقا من المسؤولية الوطنية وحرصا على وقف العدوان وحرب الإبادة”، معلنة موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة إلى هيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بالتوافق الوطني وبدعم عربي وإسلامي، مع تأكيد أن مستقبل غزة وحقوق الشعب الفلسطيني ستبقى قضايا وطنية تناقش في إطار فلسطيني جامع.
الموقف لقي دعما من مختلف الفصائل، بينها الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، التي اعتبرت الرد “وطنيا ومسؤولا ويفتح الطريق أمام إنهاء العدوان”، كما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ترحيبه بالخطة، مؤكدا استعداد السلطة للتعاون مع واشنطن “بما يضمن السيادة الفلسطينية الكاملة”.
دول عربية وإسلامية وغربية سارعت إلى الترحيب بالخطوة، حيث أشادت الأردن وتركيا وقطر ومصر بجدية الحركة ودعت لوقف فوري للهجوم الإسرائيلي وفتح المعابر، فيما وصف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الرد بـ”المشجع”.
واعتبرت فرنسا وبريطانيا وألمانيا أن الفرصة الحالية “هي الأقرب للسلام منذ بدء الحرب”، في حين شددت الأمم المتحدة على ضرورة اغتنام اللحظة لإنهاء الحرب المدمرة في غزة.
لكن في المقابل، واصلت إسرائيل قصفها المكثف لمناطق عدة في غزة، رغم دعوة ترامب إلى وقف الهجمات فورا، وأسفرت الغارات الجوية والمدفعية منذ فجر اليوم عن استشهاد ما لا يقل عن 63 فلسطينيا، بينهم 38 في مدينة غزة وحدها، وفق مصادر طبية.
ووصف الدفاع المدني ما يجري بأنه “قصف جنوني بلا رحمة”، كما تواصلت عمليات نسف مبان سكنية ونزوح عشرات الآلاف نحو الجنوب وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية تطال نصف مليون مدني معظمهم من الأطفال والنساء.
ورغم التصعيد، تحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن بدء المرحلة الأولى من مفاوضات خطة ترامب غدا الأحد، بخصوص إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة، على أن يرأس وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر الوفد الإسرائيلي، بمشاركة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط في القاهرة.
وأكدت مصادر إسرائيلية أن الجيش سيوقف عملياته الهجومية تدريجيا لإفساح المجال أمام بدء تنفيذ الاتفاق، وسط مخاوف من انهياره تحت وطأة استمرار القصف.
وبينما تتصاعد الدعوات الدولية لإنهاء العدوان، يرى مراقبون أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت خطة ترامب ستفتح فعلا نافذة للسلام، أم أن استمرار القصف الإسرائيلي سيغلق الباب أمام فرصة وصفت بأنها “الأكثر جدية منذ بدء الحرب على غزة”.